علي بن الفيتوري الهواري

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

علي بن الفيتوري الهواري

(سنّي / تونس)

ولد عام 1372هـ (1953م) في تونس، مدينة قابس، يمتلك رغبة كبيرة في طلب العلم، وهذا ما دفعه إلى البحث وأدى به في نهاية المطاف إلى الاستبصار عام 1397هـ (1977م)، له نشاط واسع على مواقع الانترنت، وله مساهمات كثيرة منها:

المساهمة الأولى: ياليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيما:

منذ أن عرفت أهل البيت(عليهم السلام) ولو بالقدر المتاح عندي من الإدراك والمعرفة، وما سبرت من معالمهم القدسية من سنن حياتية وحكم ومواعظ وأدعية ومناهج تربوية.. فهم الملاذ وهم الباب والملتجأ، ما كنت أقف مبهوراً عند أحكامهم ومناظراتهم واستنباطهم.. فهم معادن العلم وينابيع الحكمة ومحطّ الرسالة الخاتمة، ولكن كلّ ذلك يهون عند هذا المقطع من ا لزيارة: "فياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً".

هذه الكلمات المعدودة والتي تتكرّر في كلّ زمان ومكان، ورغم كثرة سماعها، لم يمنحني الاستئناس، بل كلّما جرّت على لساني كانت تتلجلج وتأبى الانسياب، وعندما ينشط العقل والضمير والوجدان يأتي الصوت من الأعماق وتتبعه تساؤلات:

مالك وهؤلاء حتّى تدّع الانتساب إليهم أو تتمنّى يا ليت أن تكون معهم؟

ألا تعلم بأنّ المرتبط بالحسين(عليه السلام) مرتبط بالله.. والمتصل به متصل بالله؟ فاولئك هم أولياء الله فأين أنت منهم؟

ولكن وإن لم تبلغ مراتبهم العالية، يبقى الأمل والرجاء ولهذا نقول: يا ليتنا كنا معكم، ولكن مع شي من الاستحياء ولنتباكى على ما فرّطنا في جنب الله وفي حقّ أنفسنا، عسى أن يرحمنا، فيلهمنا خشوع الخاشعين، فتكون دموع التوبة النصوحة، ويحقّ لي الادعاء بأنّي من شيعة وأنصار أولئك الصفوة الذين ركلوا حطام الدنيا بأقدامهم.

اللّهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود، وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين(عليه السلام) وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين(عليه السلام).

المساهمة الثانية: مفهوم الولاء والتبرّي:

تاه المسلمون مع أهوائهم يوم توزّعوا على أنفسهم شيّعاً، ويوم تركوا ما أُمروا به من أمر الله تعالى ووصايا رسوله الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ اتسعت المتاهات لتنجب فرقاً ومذاهب كثير الخصومات، وتعريها المطامع والنعرات.

أعجب.. وأنا البسيط علماً ممّن يعتقد بعدل الله تعالى وكمال خلق رسوله الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) القوام لله بالقسط والشهد على الناس بالحقّ.. كيف يظنّ ظنّ السوء بأنّهما تركا خير أُمّة أخرجت للناس هملا بلا دليل ولا راع ولا منهاج قويم.. وتاهت بهم السبل بعد تركهم حكم الولاء لأهل العصمة الحقّة وما اختاره الله لهم وارتضاه رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق في قوله والحكيم في فعله بعد أن وضع بين أيديهم مناهج النجاة ومصابيح الهداية وعرّفها لهم وأمرهم بالولاء لها مراراً وتكراراً وأمرهم بالسير على هديها والاعتصام بحبل مودّتها.