علي بن السري الكرخي
علي بن السري الكرخي:
من أصحاب الصادق(ع)، رجال الشيخ (306). و عده البرقي أيضا في أصحاب الصادق(ع). قال العلامة (28) من الباب (1) من حرف العين، من القسم الأول: «علي بن السري الكرخي: روى عن أبي عبد الله(ع)، ثقة، قاله النجاشي
و ابن عقدة، و رواية الكشي لا تدل على الطعن فيه مع ضعفها، و قد ذكرناها في كتابنا الكبير، و قال الكشي في موضع آخر: قال نصر بن الصباح: علي بن إسماعيل، ثقة، و هو علي بن السري، فلقب إسماعيل بالسري، و نصر بن الصباح ضعيف عندي لا أعتبر بقوله، لكن الاعتماد على تعديل النجاشي له» (انتهى). و قال ابن داود (1032)، من القسم الأول: «علي بن السري الكرخي (ق) (جخ) (كش) مجهول الحال (عق) (جش) ثقة» (انتهى). أقول: ينبغي التكلم في أمرين: الأول: في وثاقة الرجل و عدمها، و قد تقدم الكلام في ذلك في ترجمة الحسن بن السري، و قلنا إنه لم يظهر اشتمال نسخة النجاشي على التوثيق، بل الظاهر أن النسخ كانت مختلفة، فلا وثوق بصدور التوثيق من النجاشي، و أما نقل التوثيق عن ابن عقدة، كما هو صريح كلام العلامة و محتمل كلام ابن داود، فلا اعتماد عليه، إذ لم يظهر صحة طريق العلامة أو ابن داود إلى كتاب ابن عقدة، فالحكاية مرسلة، و أما توثيق نصر بن الصباح فلا يعتد به، على أنه غير واقع، فإن الكشي إنما ذكر ذلك عن نصر بن الصباح في علي بن السندي، و قد تقدم في علي بن إسماعيل، و أما حكاية التوثيق عن العقيقي كما هو ظاهر كلام ابن داود فلا أثر لها أيضا، فإن العقيقي لم تثبت وثاقته، على أن طريق ابن داود إلى كتابه مجهول. و من المحتمل قويا وقوع التحريف في كلام ابن داود، و الصحيح أنه نقله عن ابن عقدة، فبدل كلمة (قد) بكلمة (عق). و كيف كان فالرجل مجهول الحال. ثم إن الكشي تعرض لترجمة الرجل، و قال (216): «
محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى. و حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى،
قال: حدثنا القاسم الصيقل، رفع الحديث إلى أبي عبد الله(ع)، قال: كنا جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا، فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال أبو عبد الله(ع): إن كان لا يقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا
، قال أبو جعفر العبيدي: قال الحسن بن علي بن يقطين: أظن الرجل علي بن السري الكرخي». أقول: هذه الرواية ضعيفة سندا و دلالة، فلا يصح الاستدلال بها على شيء. و روى محمد بن يعقوب، عن الحسن بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسين بن علي الوشاء و محمد بن يحيى، عن وصي علي بن السري من ترحم أبي الحسن موسى(ع)على علي بن السري الكرخي. الكافي: الجزء 7، باب النوادر من كتاب الوصايا 37، الحديث 15. و رواه الشيخ، عن محمد بن يعقوب. التهذيب: الجزء 9، باب من الزيادات من كتاب الوصايا، الحديث 917. و الإستبصار: الجزء 4، باب أن من كان له ولد أقر به ثم نفاه لم يلتفت إلى نفيه، من كتاب الوصية، الحديث 521. أقول: الرواية ضعيفة، فإن وصي علي بن السري مجهول على أن ترحم الإمام(ع)لا دلالة فيه على الحسن فضلا عن الوثاقة. الأمر الثاني: أنا قد ذكرنا في ترجمة الحسن بن السري الكرخي اتحاده مع الحسن بن السري العبدي الكوفي، و مع الحسن بن علي الكوفي، و عليه فعلي بن السري رجل واحد، و هو أخو الحسن بن السري، و لكن ظاهر كلام الشيخ هو التعدد، و يحتمل أن يكون ذكر الشيخ له مكررا من جهة عدم جزمه بالاتحاد، و الله العالم، و يؤكد الاتحاد اقتصار البرقي على ذكر الكرخي، و أن علي بن السري، وقع في سند عدة من الروايات من غير تقييد بالكرخي أو الكوفي أو العبدي، فلو كان المسمى بهذا الاسم متعددا لزم التقييد من جهة إزالة الاشتباه، فقد روى
عن الصادق(ع)، و روى عنه ابن أخيه محمد بن الحسن السري. الكافي: الجزء 2، باب النوادر، من كتاب فضل القرآن 14، الحديث 5. و روى عنه(ع)، و روى عنه محمد بن أبي الهزهاز. الكافي: الجزء 5، باب الرزق من حيث لا يحتسب، من كتاب المعيشة 8، الحديث 4. و رواها الشيخ بسند آخر من غير طريق الكافي. التهذيب: الجزء 6، باب المكاسب، الحديث 905.