عبد الملك بن جريح
عبد الملك بن جريح:
قال الكشي (248- 252): «محمد بن إسحاق، و محمد بن المنكدر، و عمرو بن خالد الواسطي، و عبد الملك بن جريح، و الحسين بن علوان الكلبي، هؤلاء من رجال العامة، إلا أن لهم ميلا و محبة شديدة، و قد قيل إن الكلبي كان مستورا و لم يكن مخالفا». أقول: إن ذيل كلام الكشي في الكلبي يدل على التسالم على عامية الباقين و لكنه مع ذلك قد استظهر الوحيد- (قدس سره) كونه من الشيعة، و من ثقاتهم و معتمديهم!.
و ذلك لما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال سألت أبا عبد الله(ع)، عن المتعة، فقال: الق عبد الملك بن جريح فسله عنها فإن عنده منها علما، فلقيته فأملى علي منها شيئا كثيرا في استحلالها، فكان فيما روى لي ابن جريح، قال: ليس فيها وقت و لا عدد، إنما هي بمنزلة الإماء يتزوج منهن كم شاء، و صاحب الأربع نسوة يتزوج منهن ما شاء بغير ولي و لا شهود، فإذا انقضى الأجل بانت منه بغير طلاق، و يعطيها الشيء اليسير، و عدتها حيضتان، و إن كانت لا تحيض فخمسة و أربعون يوما، فأتيت بالكتاب أبا عبد الله(ع)فعرضت عليه، فقال صدق و أقر به. الكافي: الجزء 5، باب أنهن بمنزلة الإماء و ليست من الأربع، من كتاب النكاح 94، الحديث 6.
أقول: إرجاع الإمام(ع)إسماعيل بن الفضل إلى ابن جريج، و قوله(ع): صدق و أقر به، يشعران بأن ابن جريج من العامة المعترفين بجواز المتعة بل فيهما دلالة على ذلك، فلا وجه لما ذكره الوحيد من استظهار أنه من ثقات الشيعة، و قد صرح غير واحد من علماء أهل السنة بأن ابن جريح
كان يقول بجواز المتعة، قال الزرقاني في شرحه على مختصر أبي الضياء: الجزء 8،(ص)76، إن ابن جريج أحد الأعلام، و فقيه مكة، تزوج بسبعين امرأة متعة!. و يؤكد ما ذكرناه:
ما رواه الشيخ بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسين، عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن أبي عبد الله حفص الجوهري، عن الحسن بن زيد [يزيد، قال: كنت عند أبي عبد الله(ع)فدخل عليه عبد الملك بن جريح المكي، فقال له أبو عبد الله(ع)ما عندك في المتعة؟ قال: حدثني أبوك محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله(ص)خطب الناس، فقال: أيها الناس إن الله أحل لكم الفروج على ثلاثة معان، فرج موروث و هو البتات، و فرج غير موروث و هو المتعة، و ملك أيمانكم. التهذيب: الجزء 7، باب ضروب النكاح، الحديث 1051.
و يؤكد ما ذكرناه أن العامة عدوه منهم، و لم ينسب إليه التشيع في كلامهم. قال ابن حجر في تقريبه: «عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، مولاهم المكي، ثقة، فقيه، فاضل، و كان يدلس و يرسل! من السادسة، مات سنة خمسين (بعد المائة) أو بعدها و قد جاوز السبعين، و قيل جاوز المائة و لم يثبت». و يأتي عن رجال الشيخ أيضا بعنوان عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح.