عبد المعطي محمد سراج الجبرتي
عبد المعطي محمّد سراج الجبرتي
(شافعي / إثيوبيا)
ولد سنة 1959 م في منطقة "تجراي" بإثيوبيا ، وترعرع في أسرة شافعيّة المذهب ، ثمّ درس في المساجد والمدارس الدينيّة دروس الفقه والحديث والتفسير وفق المذهب الشافعي ، كما أنّه حضر عند العديد من شيوخ المذهب الشافعي في منطقته ومنهم والده المفتي محمّد سراج، الذي هو من العلماء البارزين في إثيوبيا.
الانتساب إلى أهل البيت(عليهم السلام):
نشأ "عبد المعطي" في بيئة تكنّ الحبّ والاحترام لأهل البيت(عليهم السلام)، وتسود فيها عادات وتقاليد قائمة على الاعتزاز بكلّ من ينتسب إليهم ، هذا من جهة ومن جهة أُخرى فإنّ عبد المعطي كان من أسرة تنتسب إلى أهل البيت(عليهم السلام) ، فدفعه هذا الأمر بعد أن بلغ مرحلة النضج العقلي إلى التعرّف على أهل البيت(عليهم السلام).
بداية التعرّف على التشيّع:
لم يجد "عبد المعطي" فرصة للتعرّف على أهل البيت(عليهم السلام); وذلك نتيجة انشغالاته المتعدّدة ، حتّى قامت الثورة الإسلاميّة في إيران ، وتشكّلت فيها حكومة دينيّة ، فلفت هذا الأمر انتباهه، ودفعه لمتابعة أحداث الساحة الإيرانيّة عن طريق الإذاعات والمجلاّت ، وكان أكثر ما يهمّه التعرّف على عقائد أتباع أهل البيت(عليهم السلام).
مطالعة كتاب المراجعات:
كان كتاب المراجعات من جملة الكتب التي وقعت بيد "عبد المعطي" أثناء دراسته لعقائد مذهب التشيّع ، فوجده سِفراً عظيماً يتضمّن حواراً علميّاً متّصفاً بالنزاهة والموضوعيّة ، بين عالمين جليلين أحدهما من أهل السنّة والآخر من الشيعة.
فطالع "عبد المعطي" هذا الكتاب بتأمّل ، فازدادت بمرور الزمان محبّته إلى أهل البيت(عليهم السلام)، وتحوّلت إلى ولاء عميق وتمسّك وثيق ، وعرف أنّ أهل البيت(عليهم السلام)هم الطريق الصحيح والمضمون الذي يمكن الاعتماد عليه في تلقّي العلوم والمعارف التي جاء بها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).
مكانة أهل البيت(عليهم السلام):
تبيّن لـ "عبد المعطي" عن طريق مطالعته لكتاب المراجعات أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)قد أكّد على اتّباع أهل البيت(عليهم السلام) في العديد من المرّات ، منها أنّه قال:
"ألزموا مودّتنا أهل البيت ، فإنّه من لقي اللّه وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده ، لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا"(1).
تلقّي معارف أهل البيت(عليهم السلام):
ازداد يقين "عبد المعطي" يوماً بعد آخر بضرورة اتّباع أهل البيت(عليهم السلام) ، فتخلّى عن انتمائه السابق والتحق بركب أهل البيت(عليهم السلام)، ثمّ أعلن استبصاره سنة 1980 م، ثمّ ازداد تلهّفاً لمعرفة علوم أهل البيت(عليهم السلام) ، فسافر إلى إيران لطلب العلم في حوزة مدينة قم المقدّسة.
واصل "عبد المعطي" دراسته في الحوزة العلمية ، وبذل جهداً وافراً للإلمام بأصول ومبادئ مدرسة أهل البيت(عليهم السلام); ليزداد بصيرة وعلماً وفهماً ، وليهيّىء نفسه لتبليغ رسالة عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد عودته إلى وطنه.
نشر مذهب التشيّع:
عاد "عبد المعطي" إلى وطنه بعد الإلمام بعلوم أهل البيت(عليهم السلام) ، ثمّ شرع بنشر مذهب التشيّع بين أبناء بلده ، كما أنّه أجرى العديد من المناظرات العقائديّة مع كبار علماء بلده من المذاهب الأخرى ، وبيّن لهم الحقائق التي توصّل إليها ، ثمّ ألقى العديد من المحاضرات الدينيّة; لتنوير أذهان عامّة الناس.
كما أنّه بادر إلى التأليف لإيصال كلمته إلى من لا يسعه الوصول إليه ، فألّف وترجم عدّة كتب منها:
1 ـ أسلوب الدعوة.
2 ـ التوحيد أو "هذا هو علي بن أبي طالب(عليه السلام)"
3 ـ المناسبات الدينيّة في إثيوبيا.
4 ـ إعرف الحقّ تعرف أهله (باللغة الأمهريّة).
5 ـ الرسول وأهل بيته في المدائح والأشعار (بلغة تجراي).
كما أنّه تصدّى لإدارة معهد أهل البيت(عليهم السلام) في تجراي ـ رايا ، وأسّس مركز المفتي سراج للعلوم والثقافة ، وقدّم من خلاله الكثير من الخدمات الدينيّة.
وعلى أثر نشاطه في نشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام) استبصر الكثير من أبناء أسرته ومنطقته وبلده ، وتعرّفوا عن طريقه على مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ثمّ تمسّكوا بهديهم.