عبد المعطي سعيد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد المعطي سعيد

(شافعي / إثيوبيا)

ولد في "أديس أبابا" عاصمة إثيوبيا ، ونشأ في أسرة تعتنق مذهب أهل السنّة وفق المذهب الشافعي ، فتقبّل هذا المذهب ، ثمّ سار على مبادئه حتّى تفتّحت بصيرته على عقائد مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ، فلم يجد طريقاً سوى إعادة النظر في معتقداته الموروثة.

كيفيّة تعرّفه على التشيّع:

كانت الأجواء المحيطة بـ "عبد المعطي" كلّها تدعوه إلى الثبات على المذهب الذي ورثه عن آبائه ، فبقى على هذا الأمر حتّى سمع بنبأ استبصار مجموعة من أصدقائه ، فدفعه حبّ الاستطلاع إلى معرفة الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى تغيير معتقداتهم السابقة ، ولكن حذّره البعض من الاقتراب من هؤلاء المستبصرين ، وأمروه بتجنّب الاختلاط أو الحوار معهم ، ولكنّه لم يعتنِ بأقوال هؤلاء ; لأنّه وجد بأنّ العقل يدعوه إلى البحث من أجل تثبيت دعائم المعتقدات التي يؤمن بها.

وفكّر "عبد المعطي" أنّ استبصار أصدقائه بمثابة شبهة متوجّهة نحو معتقداته ، وينبغي للإنسان المبادرة إلى حلّ الشبهة المطروحة عليه ، لئلاّ تكون

عقيدته مبتنية على أساس التقليد الأعمى.

فقصد أصدقاءه من أجل معرفة الأدلّة التي دفعتهم إلى الإعراض عن العقيدة التي كانوا عليها.

البحث عن الحقيقة:

ومن منطلق معرفة الحقّ ، توجّه "عبد المعطي" إلى عقد العديد من الجلسات مع أصدقائه المستبصرين ، ثمّ حاول الإصغاء إلى أدلّتهم، وعدم المداخلة بين كلامهم من أجل الإلمام الكامل بالمنظومة العقائديّة التي تحلّى بها هؤلاء.

ومن خلال هذه الجلسات تعرّف "عبد المعطي" على عقيدة التشيّع حول الإمامة، وعدالة الصحابة، وفضائل أهل البيت(عليهم السلام)، وكيفيّة وقوع الخلافة بيد غير أهل البيت(عليهم السلام).

كما أنّه حاول أن يواجه المعتقدات التي يطرحونها بعقلانيّة بعيدة عن التأثر بالجانب العاطفي ، ليتمكّن من الوصول إلى معرفة الحقيقة ، من دون تدخّل التعصّب والأنانيّة في مجال البحث.

الاقتناع بعقيدة التشيّع:

إنّ الأجواء العقلانيّة التي وفّرها "عبد المعطي" لنفسه ، دفعته إلى غربلة المسائل العقائديّة بصورة حياديّة بعيدة عن الميول والرغبات التي قد تدفع الباحث إلى عدم تقبّل الحقّ فيما لو كان مخالفاً لما يهوى.

ومن هذا المنطلق تبيّن له أحقيّة مذهب التشيّع ، فلم يتردّد بعد ذلك لحظة في اعتناقه لهذا المذهب، فأعلن تشيّعه وولاءه لأهل البيت(عليهم السلام).

نشاطه في المجال التبليغي:

قام "عبد المعطي" بعد الاستبصار بتأسيس مدرسة إسلاميّة في مدينة "رايّا" من أجل خدمة طلبة العلوم الدينيّة ، كما قام بترجمة بعض الكتب النافعة إلى اللغة المحليّة، واستمرّ في نشر علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام) على الرغم من انشغاله كنائب في مجلس العلماء في إثيوبيا.