عبد الله بن مسكان
عبد الله بن مسكان:
قال النجاشي: «عبد الله بن مسكان أبو محمد مولى عنزة: ثقة، عين، روى عن أبي الحسن موسى(ع)، و قيل إنه روى عن أبي عبد الله(ع)و ليس بثبت، له كتب، منها: كتاب في الإمامة، و كتاب في الحلال و الحرام، و أكثره عن محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي. أخبرنا أبو عبد الله القزويني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عنه. و أخبرنا أحمد بن محمد المستنشق، قال: حدثنا أبو علي بن همام، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن الحسين بن هاشم، عن ابن مسكان. مات في أيام أبي الحسن(ع)قبل الحادثة». و قال الشيخ مكرر (441) في النسخة المخطوطة: «عبد الله بن مسكان ثقة، له كتاب، رويناه بالإسناد الأول، عن ابن أبي عمير و صفوان، جميعا عنه». و أراد بالإسناد الأول: جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، و يعقوب بن زيد، و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير. و أيضا: الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير. و عده في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(675)، قائلا: «عبد الله بن مسكان مولى عنزة». و عده البرقي أيضا من أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «عبد الله بن
مسكان من موالي عنزة». و عده الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام، و الرؤساء المأخوذ منهم الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام، الذين لا يطعن عليهم و لا طريق لذم واحد منهم. و قال الكشي (242): «محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال: لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله(ع)، إلا حديثا أو حديثين، و كذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع إلا حديث
(من أدرك المشعر فقد أدرك الحج)
، و كان من أروى أصحاب أبي عبد الله(ع)، و كان أصحابنا يقولون: من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج، فحدثني محمد بن أبي عمير و أحسبه أنه رواه له (من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحج)، و زعم يونس أن ابن مسكان سرح بمسائل إلى أبي عبد الله(ع)يسأله عنها و أجابه عليها من ذلك: ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون، كتب إليه يسأله عن خصي دلس نفسه على امرأة؟ قال: يفرق بينهما و يوجع ظهره، و ذلك لأن ابن مسكان كان رجلا موسرا، و كان يتلقى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم. و زعم أبو النضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد الله(ع)شفقة ألا يوفيه حق إجلاله، فكان يسمع من أصحابه و يأبى أن يدخل عليه إجلالا و إعظاما له ع». و تقدم عن الكشي في ترجمة أبان بن عثمان عده من أصحاب الإجماع الذين هم من أحداث أصحاب أبي عبد الله(ع). روى (عبد الله بن مسكان) عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه علي بن النعمان. كامل الزيارات: الباب 68، في أن زوار الحسين(ع)مشفعون، الحديث 1.
و روى عن أبي عبد الله(ع)و روى عنه صفوان. تفسير القمي، سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: (و يسئلونك عن اليتٰامىٰ قل إصلٰاح ..). هذا و في كتاب الغيبة للشيخ فيما روي من الطعن على رواة الواقفة، الحديث 2، ما لفظه:
و روى ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عمر بن يزيد و علي بن أسباط جميعا، قالا: قال لنا عثمان بن عيسى الرؤاسي: حدثني زياد القندي و ابن مسكان، قالا: كنا عند أبي إبراهيم(ع)إذ قال: يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو الحسن الرضا(ع)، و هو صبي، فقلنا: خير أهل الأرض؟ ثم دنا فضمه إليه فقبله، و قال: يا بني تدري ما قال ذان؟ قال نعم يا سيدي، هذان يشكان في، قال علي بن أسباط: فحدثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب، فقال بتر الحديث: لا و لكن حدثني علي بن رئاب أن أبا إبراهيم(ع)قال لهما: إن جحدتماه حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، يا زياد لا تنجب أنت و أصحابك أبدا .. الحديث.
أقول: الرواية كما نقلت أولا دالة على ذم ابن مسكان، و على أنه من الواقفة كزياد القندي، و لكن الحسن بن محبوب كذب ذلك و ذكر ما ذكر، و الذي يمكن أن يقال إن قول أبي إبراهيم(ع): (إن جحدتما حقه) كان من القضايا الفريضة، و كان المقصود بذلك ردع زياد القندي عما سوف يرتكبه بعد ذلك، و لأجل ذلك خصه بالخطاب، و قال: يا زياد لا تنجب أنت و أصحابك أبدا، و لم يشرك ابن مسكان في ذلك. و مما يؤكد ذلك أن ابن مسكان لم يبق إلى زمان إمامة الرضا(ع)، على ما شهد به النجاشي، و لم يذكر أحد إدراكه لزمان الرضا(ع).
نعم روى محمد بن يعقوب، عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قبض موسى بن جعفر ع
و هو ابن أربع و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مائة، و عاش بعد جعفر(ع)، خمسا و ثلاثين سنة. الكافي: الجزء 1، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)120، الحديث 9.
و هذه الرواية صريحة في بقاء ابن مسكان إلى زمان الرضا(ع)، إلا أنها مضافا إلى ضعف سندها بمحمد بن سنان، غير قابلة للتصديق في نفسها، فإن أبا بصير مات في سنة (150) على ما يأتي في ترجمة يحيى بن أبي القاسم من النجاشي و الشيخ، فلا يمكن أن يروي زمان وفاة الكاظم(ع). بقي هنا أمور: الأول: أن في الخلاصة، القسم الأول، (23) من الباب (2) من حرف العين ما لفظه: «قال النجاشي: و قيل إنه (عبد الله بن مسكان) روى عن أبي عبد الله(ع)و ليس بثبت، و قال النجاشي: روي أنه لم يسمع من الصادق(ع)إلا حديث
(من أدرك المشعر فقد أدرك الحج)
، قال: و كان من أروى أصحاب أبي عبد الله(ع)، و زعم أبو النضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد الله(ع)، شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله، و كان يسمع من أصحابه و يأبى أن يدخل عليه إجلالا له و إعظاما». (انتهى) ما في الخلاصة. أقول: إن كلمة النجاشي الثانية في عبارة الخلاصة محرفة، و الصحيح هو الكشي، و التحريف من النساخ أو من سهو القلم، و الله العالم. الثاني: قد عرفت من النجاشي أنه قال: «و قيل إنه روى عن أبي عبد الله(ع)، و ليس بثبت»، و عرفت عن الكشي ما رواه من أن عبد الله بن مسكان لم يسمع من أبي عبد الله(ع)إلا حديث
(من أدرك المشعر فقد أدرك الحج).