عبد الله أحمد إبراهيم
عبد الله أحمد إبراهيم
(شافعي ـ إثيوبيا)
ولد في مدينة "جودي" بإثيوبيا ، ونشأ في أسرة مسلمة تعتنق المذهب الشافعي ، فتمسّك بمذهب أهل السنّة وفق مذهب أسرته ، ولم يخطر على باله أنّه سيغيّر عقيدته يوماً ما ، لأنّه كان على يقين بأنّه على الحقّ ، ولأنّ جميع من حوله كانوا من أتباع أهل السنّة ، فيا ترى هل يصحّ أن يكون جميع هؤلاء مخطئين؟
المفاجأة باستبصار أخيه:
تفاجأ "عبدالله" ذات يوم بنبأ استبصار أخيه محمّد أحمد إبراهيم، وتحوّله من مذهب أهل السنّة إلى مذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة ، فأسرع إليه ليعيده إلى ملّة أبيه ، وتوجّه إليه بإخلاص; ليمنعه من الانحراف والوقوع في الضلال العقائدي حسب تصوّره.
ولكنّ "عبدالله" وإن كان توجّهه نحو أخيه بإخلاص ، ولكنّه كان يفتقر إلى الأدلّة والبراهين لمناقشة أخيه ، وهذا ما حفّزه للاتّجاه نحو البحث لمعرفة أدلّة أهل السنّة بأُسلوب يمكّنه من الدفاع عن مذهبه الموروث.
المفاجأة الثانية:
تفاجأ "عبدالله" عند بحثه عن حجج وبراهين معتقدات أهل السنّة ، لأنّها كانت تتضمّن التناقض والتضارب بين جملة من مفرداتها العقائديّة ، ولم يتوقّع أنّ العقائد التي كان يتصوّر بأنّها الحقّ المطلق ، تعاني في الكتب من ضعف الاستدلال ، فكان هذا الأمر بالنسبة إليه مفاجأة ثانية ، ولكنّه مع ذلك تقبّل ما عثر عليه من أدلّة للدفاع عن معتقدات مذهبه أمام أخيه الذي تحوّل إلى مذهب آخر.
الحوار والمناقشة مع أخيه:
خاض "عبدالله" مع أخيه العديد من الحوارات ، ثمّ حاول أن يبيّن له أدلّة أهل السنّة كما أنّه حاول أن يخفي عنه انطباعه حول هذه المعتقدات ، ولكنّه وجد أخاه يمتلك أدلّة وبراهين قويّة تثبت أحقيّة ما ذهب إليه وهذا بخلاف أدلّة مذهب أهل السنّة ، فدفعه هذا الأمر إلى دراسة مذهب أهل البيت(عليهم السلام) من أجل المقارنة بين المذهبين ومعرفة الحقيقة.
الانفتاح على مذهب التشيّع:
فتحت الكتب الشيعيّة آفاق بصيرة "عبدالله" على عالم واسع ملؤه النور والمعرفة ، فانبهر بهذا الكمّ الهائل من الحقائق التي كانت غائبة عنه ، فواصل بحثه حتّى تبيّن له أنّ التشيّع مذهب حاولت السلطات الجائرة على مرّ العصور ـ مراعاةً لمصالحها ـ أن تبعده عن الساحة الاجتماعيّة.
ومن هنا عرف "عبدالله" سبب الهجمات الإعلاميّة التي تُشنّ على أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وتبيّن له أنّ منشأها يعود إلى معاداة بني أميّة وبني العبّاس لأهل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) .
ومن هذا المنطلق زالت عن بصيرته الغشاوة التي كان متلبّساً بها، والتي كان من خلالها يقيّم "عبدالله" مذهب التشيّع ، ثمّ توجّه بجدّ نحو دراسة هذا المذهب حتّى أدّى به ذلك إلى الاستبصار، والالتحاق بركب التشيّع، والسير تحت راية أهل البيت(عليهم السلام).