عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني
عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني.
كمال الدين ابو للفضائل المعروف بابن الفوطي البغدادي نسبة إلى جدّ أبيه لأمه.و يعرف بابن الصابوني.وصفه الذهبي في«تذكرة الحفاظ 4:284»بالعالم البارع المتكلم المتقن المحدّث الحافظ المفيد مؤرخ الآفاق معجز أهل العراق.اصله مروزي ولد ببغداد في 17 محرّم 642 و أسر في وقعة هولاكو 656 فافرج عنه استاذه خواجه نصير الطوسي في 660 و أخذ عنه علوم الأوائل(و يقصد الفلسفة،فإن العامة تكفر الشيعة لممارستهم العلوم)و مهر في التأريخ و الشعر، و له النظم و النثر و الباع الطويل في ترصيع التراجم و المعرفة بايام الناس.
و مصنّفاته و قر بعير.قال و لعلّه يكفّر به عنه(أي يكفّر تصانيفه عن كفره و رفضه).خزن كتب الرصد بمراغة بضع عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة و من التواريخ ما لا مزيد عليه.ثم سكن بغداد و ولي خزن كتب المستنصرية و كان متوليا لها إلى أن مات.و ليس في البلاد اكبر من هاتين الخزانتين.ثم ذكر تصانيفه و منها«الحوادث الجامعة»(ذ 7:94) و ذكر بلوغ مشايخه الخمسماية و أرّخ وفاته في المحرم 723 عن إحدى و ثمانين سنة ثم ذكر وفاة سبعة من الرجال و المسانيد و الشيوخ في تلك السنة.و لم يرفع اليد عن قدحه و الوقيعة فيه بما هو ديدن أهل السنة في أعاظم الشيعة.
ثم قال إنّه أخباري علاّمة ما هو بدون أبي الفرج الأصفهاني و بينهما اشتراك و خصوص.و كان متواضعا ظريفا حسن الأخلاق.انتهى ملخّص ما في «تذكرة الحفّاظ».و ترجمه في«شذرات الذهب-6:60»و أورد عن الذهبي بعض ما مرّ و أوصل نسبه إلى معن بن زائدة الشيباني باثنتي عشرة واسطة و اثنى على ذكائه المفرط و خطّه الرشيق.و قد كتب الشيخ محمد رضا الشبيبي في أحوال المترجم له كتابه«مؤرخ العراق ابن الفوطي»و طبعه في جزئين.
و نشر قبل ذلك«محاضرة تاريخية»عن ابن الفوطي و ذلك في 1359 ببغداد،زاد فيه على ما مضى أن ابن الفوطي بقي في الأسر سنة ففرج عنه الفيلسوف خواجه نصير الطوسي فاقام عنده 13 سنة في مراغة دار السلطنة المغولية ستّا في دولة هولاكو و الباقي في عهد ابنه ابقا،فكان يدرس في العلوم الرياضية و الفلسفة و عهد إليه الاشراف على خزانة كتب دار الرصد و هي أعظم خزانة كتب في الدنيا بعد خزانة كتب المستنصرية،فالّف في تأريخ هذه المؤسسة«تذكرة الرصد»ترجم فيه كلّ من زارها عالما أو متعلما أو متفرجا و استطرد فيه إلى فوائد علمية و تاريخية و التعريف ببعض الآثار النفيسة ك«شاهنامهء مغولي»من نظم أبي الفضل أحمد بن بنجير نزيل الروم.
و قد تخلص في آخر ترجمة كل سلطان بذكر هولاكو.عرضه في ثلاث مجلدات عليه في 660 فقررت له المشاهرة الوافية.و كديوان الشعر لعز الدين مظفر ابن الحسن بن العميد شاعر عصر هولاكو و قد رآه في في 663 و كان ابن الفوطي يتقن الفارسية و آدابها و اتصل بالصاحب علاء الدين الجويني و كان من أعظم اياديه عليه إعادته إلى وطنه بغداد في 679 بعد أن كتب الجويني له اجازة رواية جميع مؤلفاته و املى عليه بعض شعره في تبريز في 667.و بعد رجوعه الى بغداد أشرفه على دار الكتب المستنصرية و بقي حتى 704 حيث دخل فيها تبريز و بقي ست سنوات ثم عاد إلى بغداد ثم رجع إلى تبريز و كان بها حتى قتل رشيد الدين في 718 و في هذه المدة أخذ عن الفقهاء و المحدثين حتى عدّه الذهبي في تذكرته 4:284 من حفاظهم و أكثر من المشايخ حتى أنهى عدتهم في مشيخته إلى خمسمائة(ذ 21:218)و منهم عبد الكريم بن طاوس(انوار 91-92)فالّف له«الدر النظيم فيمن تسمى بعبد الكريم» (ذ 8:83)و كان تأليف بعض معجمه تحت إشراف رشيد الدين و عبّر عنه بشيخنا المخدوم الأعظم و بعد قتله 718 رجع إلى بغداد و بقي بها حتى مات 723 و دفن بالشونيزية.
و قد طبع ببغداد كتاب باسم«الحوادث الجامعة و التجارب النافعة في المائة السابعة»(ذ 7:94)و نسب الى ابن الفوطي المترجم له من قبل كاتبي المقدمة الاستاذ محمد رضا الشبيبي و الدكتور مصطفى جواد.و كأنّهما متأثران بالتيّار السنّي الذي جرف العراق بعد الاستقلال فانكر أحدهما فارسية المترجم له و الآخر تشيّعه.و لكن التاريخ يشهد بأنّ تعريب بغداد لم يكتمل حتى انقضاء العهد العباسي،و لا يوجد هناك دليل ينفي كون الفارسية لغة المترجم له الأصيلة و أنّه تعلم نظم الشعر بالفارسية بسبب الجوار! و تبديل نسب الولاء الى نسب الدم كان رائجا الى ذلك العهد و قد اعترف به الدكتور مصطفى جواد في حق آل ورام(انوار:197-198).هذا و قد استظهر الدكتور مصطفى جواد في مقدمته لطبع الجزء الرابع من «تلخيص مجمع الاداب»للمترجم له(ذ 4:426 و 20:14)أن الكتاب هذا ليس هو«الحوادث الجامعة»لابن الفوطي بل هو«التاريخ على السنين» تأليف أبي العباس احمد بن يوسف(ص 13).و للمترجم له«معجم الشيوخ» (ذ 21:218)و«تلقيح الأفهام»(ذ 4:429)و«درر الاصداف» و«الدرر الناصعة»(ذ 8:118 و 139)و«التأريخ على الحوادث» ذكره الذهبي.و له«ذيل جامع المختصر في عنوان التأريخ و عيون السير» لاستاذه ابن الساعي علي بن أنجب(انوار:101-102)و هو في ثمانين جزءا كما في«هدية العارفين 1:566».