عبد الرحمن الإصفهاني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الرحمن الإصفهاني

(سنّي / إيران)

عاش "عبد الرحمن" في القرن الثالث الهجري في إصفهان، وهي اليوم إحدى أهم المحافظات الإيرانية ـ ، وكان "عبد الرحمن" فقيراً لا يملك شيئاً، ولكنه كان وجيهاً في قومه. صاحب جرأة في تكلّمه، وصاحب بيان في منطقه، ولهذا اختاره أهل مدينته ليكون لهم وجهاً ولساناً عند الخليفة ; لينقل له مظلومية تلك البلاد، وحرمان أهلها، وفقرهم وحاجتهم.

فشدّ الرحال مسافراً مع جماعة، ممثلين ومندوبين من أهلهم وجميع بلادهم، متّجهين نحو سامراء، عاصمة الدولة الإسلاميّة آنذاك.

فعندما وصلوا إلى العاصمة، ووقفوا على باب الخليفة، شاء الله تعالى أن يرى "عبد الرحمن" ذلك الموقف الذي غيّر منهج حياته، ودفعه ليتحوّل من مذهب إلى آخر.

قصّة استبصاره:

اعتنق عبد الرحمن مذهب التشيّع الإمامي الاثنى عشري على يد الإمام الهادي(عليه السلام) عاشر أئمة أهل البيت(عليهم السلام)روى "الراوندي" في كتابه "الخرائج والجرائح"، و "ابن حمزة" في كتابه "الثاقب في المناقب"، عن "العياشي" وهو "محمّد بن النضر" و "أبي جعفر بن محمّد بن علوية" قالوا: "كان بإصفهان رجل يقال له: "عبد الرحمن" وكان شيعياً، فقيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة عليّ النقي(عليه السلام) دون غيره من أهل زمانه؟

قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليّ، وذلك أنّي كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلّمين، فأتينا باب المتوكّل يوماً إذخرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد النقي(عليه السلام).

فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي أُمر بإحضاره؟

فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته.

ثمّ قيل: ويقدّر أنّ المتوكّل يُحضره للقتل.

فقلت: لا أبرح من هنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل أيّ رجل هو.

قال: فأقبل راكباً، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها، صفيّن ينظرون إليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شرّ المتوكّل.

فأقبل يسير بين الناس، وهو ينظر إلى عرف دابتّه، لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا دائم الدعاء له، فلمّا صار إليّ أقبل بوجهه عليّ، وقال: قد استجاب الله دعائك وطوّل عمرك، وكثّر مالك وولدك.

قال: فارتعدت ووقفت بين أصحابي يسألوني، وهم يقولون: ما شأنك؟

فقلت: خيراً، ولم أخبرهم بذلك.

فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان، ففتح الله عليّ (بدعائه) وجوهاً من المال حتّى أنّي اليوم أغلق بابي على مأة الف ألف درهم سوى مالي خارج الدار، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من العمر نيّفاً وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه فيّ(1).