عبد الرؤوف مديان

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الرؤوف مديان

( شافعي / أندونيسيا )

ولد في أندونيسيا وترعرع في مدينة "لمنغان" ، ونشأ في ظلّ أسرة شافعيّة المذهب، وبقي منتمياً لهذا المذهب حتّى تعرّف على أحقّية مذهب أهل البيت(عليهم السلام)فغيّر انتماءه المذهبي واعتنق المذهب الشيعي سنة 1412هـ (1992م) .

حديث المنزلة:

إنّ من أهمّ الأدلّة التي دفعت "عبد الرؤوف مديان" إلى اعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) أنّه عرف من خلال الأدلّة والبراهين القاطعة بأنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نصّب الإمام علياً(عليه السلام) للخلافة من بعده ودعا الناس لاتّباعه .

ومن جملة الأدلّة المبيّنة لهذا الأمر حديث المنزلة الذي قاله رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)للإمام علي(عليه السلام) قبل غزوة تبوك .

ومجمل القول حول هذه الغزوة أنّ رسول اللّه قرّر في السنة التاسعة للهجرة أن يواجه الجيش الروماني المحتشد على الحدود الشمالية للحجاز، وكان هذا الأمر متزامناً مع حدّة بلوغ مؤامرات المنافقين في المدينة ضدّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقرّر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لمواجهة الخطر الداخلي أن يُبقي الإمام علياً(عليه السلام) في المدينة على الرغم من حاجته الماسّة إليه في حربه مع الروم .

فعزّ على الإمام علي(عليه السلام) أن لا يكون مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ليدافع ويذبّ الأذى عنه، ومن جهة أُخرى بدأت تحرّكات المنافقين المضادّة عندما علموا بأنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قرّر إبقاء الإمام علي(عليه السلام) في المدينة ، فبثّوا بعض الإشاعات ضدّ الإمام علي(عليه السلام) ، وذكروا بأنّ النبي ما خلّف الإمام علياً(عليه السلام)إلاّ استثقالاً له وتخفّفاً منه ، فذهب الإمام علي(عليه السلام)إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأخبره بقول المنافقين ، فغضب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يومئذ حتّى رؤي الغضب في وجهه(1)، ثم ذكر رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) مقولته المشهورة لعلي(عليه السلام) وقال له: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبّي بعدي"(2).

وتكفي هذه العبارة من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) دلالة لإثبات إمامة الإمام علي(عليه السلام)وخلافته للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في كلّ شيء إلاّ النبوّة، لأنّ هارون كان وزيراً لموسى(عليه السلام)وأخاً له وشريكاً له في أمره، وقد ورد هذا الأمر بصراحة في قوله تعالى على لسان موسى(عليه السلام): { قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي }(3) فاستجاب اللّه تعالى دعاء موسى(عليه السلام) ، وقال له: { قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى }(4) .

وقد ربط رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المنزلة بين الإمام علي(عليه السلام) وهارون، وأنزله منه منزلة هارون من موسى ليؤكّد للمسلمين بأنّ الإمام علي(عليه السلام) وزيره وخليفته في قومه وشريك أمره .

اكتشاف الحقيقة:

واصل "عبد الرؤوف مديان" بحثه العقائدي، وتناول البحث في مختلف الأصعدة الأخرى حتى ثبت له بأنّ الإمام علياً(عليه السلام) هو الخليفة بالحقّ بعد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ترك في أمّته الثقلين ، وهما القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ليكون التمسّك بهما سبيلا للاعتصام من الضلال ، وسيّد العترة هو الإمام علي(عليه السلام)كما أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جعل أهل البيت(عليهم السلام) سفينة للنجاة، فإذا كان الأمر كذلك فما هو الداعي لترك سفينة أهل البيت ، والتخبّط في المتاهات من أجل معرفة ما جاء به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّ أهل البيت(عليهم السلام) هم السبيل المطمئن لمعرفة الدين وفهم المتشابه الموجود في القرآن الكريم .

ومن هذا المنطلق أعلن "عبد الرؤوف مديان" استبصاره، ثمّ التحق بالمعهد الإسلامي في مدينة "بانجيل" ، وبعد التخرّج شرع بالتدريس في نفس هذا المعهد، وهو لا يزال يبذل غاية جهده لحمل أعباء الدعوة إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) .