عبد الحميد بن سالم

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الحميد بن سالم

العطار: روى عن أبي الحسن موسى(ع)، و كان ثقة، ذكره النجاشي في ترجمة ابنه محمد بن عبد الحميد، حيث قال: «محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبو جعفر، روى عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى(ع)، و كان ثقة من أصحابنا الكوفيين، له كتاب النوادر ..» إلى آخر ما ذكره. و توهم بعضهم رجوع التوثيق إلى محمد بن عبد الحميد بن سالم، لكنه وهم، فإنه لا يلتئم مع العطف بالواو، إذ لم يذكر جملة تامة قبل ذلك إلا جملة: روى عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى(ع)، فلا بد و أن يكون المعطوف عليه تلك الجملة. و عده الشيخ في رجاله بهذا العنوان عند ذكر ابنه محمد بن عبد الحميد في أصحاب الرضا(ع)(10)، كما عد عبد الحميد العطار الكوفي من أصحاب الصادق(ع)(216)، قائلا: أسند عنه. و لكنه لم يعلم أن المراد به عبد الحميد بن سالم، بل لا يبعد أن يستفاد من كلام النجاشي أنه لم يرو عن الصادق(ع)، و كيف كان فالمتيقن أنه من أصحاب الكاظم(ع)و الرضا(ع)، نعم ظاهر كلام ابن داود أن الشيخ ذكر في أصحاب الصادق(ع)، عبد الحميد بن سالم العطار، و قال: ثقة، حيث قال (920): «عبد الحميد بن سالم العطار (ق) (جخ) ثقة». إلا أن ذلك لم يثبت، فإن بقية النسخ خالية عن ذكر كلمة ابن سالم و عن التوثيق. و كيف كان، فقد روى الشيخ بسند صحيح قضية قيمومة عبد الحميد بن سالم على الصغار، و ضعف قلبه في بيع الجواري: عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، و أن محمد بن إسماعيل سأل أبا جعفر(ع)عن حكم ذلك، فقال(ع): إذا كان القيم مثلك و مثل عبد الحميد فلا بأس. التهذيب: الجزء 9، باب الزيادات من الوصايا، الحديث 932.

و تأتي الرواية في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يعقوب، و عن الشيخ في غير هذا الموضع. و هذه الصحيحة واضحة الدلالة على جلالة عبد الحميد و وثاقته، و ذلك من جهة تجويز قيمومته، و من جهة جعله عدلا لمحمد بن إسماعيل بن بزيع. و توهم بعضهم أن عبد الحميد في الرواية غير عبد الحميد بن سالم العطار، فإنه لم يدرك أبا جعفر الجواد(ع)، و لكنه وهم، أما أولا: فلإمكان بقائه إلى زمان الجواد(ع)، و لا سيما أنه لم يثبت إدراكه الصادق(ع)، و إنما لم يذكر من أصحاب الجواد(ع)، لأنه لم يرو عنه. و أما ثانيا: فلأن السائل، و هو محمد بن إسماعيل بن بزيع، سأل الإمام(ع)عن كبرى المسألة التي ابتلي بها عبد الحميد بن سالم، و من الممكن أن السؤال كان بعد وفاة عبد الحميد بزمان. بقي هنا شيء، و هو أن الأردبيلي نسب في جامعه إلى السيد التفريشي، أن لعبد الحميد كتاب النوادر، روى عنه عبد الله بن جعفر، و هذا سهو بين، فإن السيد التفريشي ذكر ذلك عن النجاشي في محمد بن عبد الحميد، و لم يذكره في عبد الحميد نفسه.

و ليت شعري كيف غفل الأردبيلي عن ذلك، و عن أن عبد الله بن جعفر هذا هو عبد الله بن جعفر الحميري، بقرينة رواية أحمد بن محمد بن يحيى عنه، و كيف يمكن أن يروي عبد الله بن جعفر هذا عن عبد الحميد الذي هو من أصحاب أبي الحسن موسى(ع).