عبد الحق

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الحقّ

(إسماعيليّ / أفغانستان)

ولد في قرية "منجي" التابعة لمدينة "درايم" في إقليم "بدخشان" ، وترعرع في أسرة أملت عليه التمسّك بالمذهب الإسماعيليّ.

الإسماعيليّة والمسائل الفلسفيّة:

يجد الباحث خلال دراسته للمذهب الإسماعيليّ أنّ أئمّة الإسماعيليّة انفتحوا في العصر العبّاسي على التّيارات الفلسفيّة من دون ضابط، وكان ذلك نتيجة ردّ فعل للعصر العبّاسي الذي كان يرفض الأبحاث العقليّة، ولا سيّما في عهد المنصور والرشيد.

وهذا ممّا أدّى بالمذهب الإسماعيليّ إلى الانجراف نحو التّيارات الفلسفيّة وجعلها من صميم الدين ، بحيث تحوّلت بعض المسائل الفلسفيّة التي تأثّر بها أئمّة الإسماعيليّة إلى أصول عقائديّة لا يجد الباحث منها أثراً في الشريعة الإسلاميّة.

ولهذا يقول المؤرّخ الإسماعيليّ المعاصر: إنّ كلمة "الإسماعيليّة" كانت في بادئ الأمر تدلّ على أنّها من إحدى الفرق الشيعيّة المعتدلة ، لكنّها صارت مع تطوّر الزمن حركة عقليّة، تدلّ على أصحاب مذاهب دينيّة مختلفة، وأحزاب سياسيّة واجتماعيّة متعدّدة، وآراء فلسفيّة وعلميّة متنوّعة.

التّراث الشيعي:

وجد "عبدالحقّ" خلال بحثه أنّ الشيعة لم تعش حالة ردّة الفعل التي تقودها إلى الانجراف المفرط نحو التيّارات الفلسفيّة ، ولهذا بقي التراث الشيعيّ معتمداً على ما وصل إليه من أئمّته المعصومين(عليهم السلام) ، وأنّه لم يأخذ من الفلسفة إلاّ ما ينسجم مع مبادئه العقائديّة .

ثمّ استعان "عبدالحقّ" ـ من أجل المزيد من التعرّف على أصول ومباني الشيعة الاثني عشر ـ بالمبلّغين الذين كان لهم التأثير الأوّل في إلفات نظره إلى المذهب الإماميّ الاثني عشريّ ، وحاول عن طريق المباحثة معهم أن يجد حلاّ للإشكالات العالقة بذهنه.

واستمرّ "عبدالحقّ" في حواره مع هؤلاء المبلّغين حتّى اقتنع بالأدلّة التي كانوا يقدّمونها له ، فأعلن سنة 1994م استبصاره ، ثمّ فتح بعد ذلك صفحة جديدة من حياته ، وقام بتعديل عباداته وأفكاره ومعتقداته وفق المذهب الشيعيّ الاثنى عشريّ.