صفوان بن يحيى

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

صفوان بن يحيى:

قال النجاشي: «صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي بياع السابري، كوفي، ثقة ثقة، عين، روى أبوه عن أبي عبد الله(ع)، و روى هو عن الرضاع، و كانت له عنده منزلة شريفة، ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى(ع)، و قد توكل للرضا(ع)، و أبي جعفر(ع)، و سلم مذهبه من الوقف، و كانت له منزلة من الزهد و العبادة، و كان جماعة الواقفة بذلوا له مالا كثيرا، و كان شريكا لعبد الله بن جندب، و علي بن النعمان، و روى أنهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنه من مات منهم صلى من بقي صلاته و صام عنه صيامه و زكى عنه زكاته، فماتا و بقي صفوان، فكان يصلي في كل يوم مائة و خمسين ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يزكي زكاته ثلاث دفعات، و كل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه تبرع عنهما مثله. و حكى بعض أصحابنا أن إنسانا كلفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة، فقال: إن جمالي مكراة و أنا أستأذن الأجراء، و كان من الورع و العبادة على ما لم يكن عليه أحد من طبقته (رحمه الله) و صنف ثلاثين كتابا، كما ذكر أصحابنا، يعرف منها الآن: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الفرائض، كتاب الوصايا، كتاب الشراء و البيع، كتاب العتق و التدبير، كتاب البشارات، نوادر، أخبرنا علي بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، عن صفوان بسائر كتبه، مات صفوان بن يحيى (رحمه الله) سنة عشرة و مائتين». و قال الشيخ (358): «صفوان بن يحيى مولى بجيلة، يكنى أبا محمد بياع السابري، أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث و أعبدهم، و كان يصلي كل يوم و ليلة خمسين و مائة ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يخرج زكاة ماله في كل سنة ثلاث مرات، و ذلك أنه اشترك هو و عبد الله بن جندب، و علي بن النعمان في بيت الله الحرام، فتعاقدوا جميعا إن مات واحد منهم يصلي من بقي بعده صلاته و يصوم عنه و يحج عنه و يزكي عنه ما دام حيا، فمات صاحباه و بقي صفوان بعدهما، و كان يفي لهما بذلك، كان يصلي عنهما و يصوم عنهما و يحج عنهما و يزكي عنهما، و كل شيء من البر و الصلاح يفعله لنفسه كذلك يفعل عن صاحبيه، و قال له بعض جيرانه من أهل الكوفة، و هو بمكة: يا أبا محمد احمل لي إلى المنزل دينارين، فقال له: إن جمالي مكراة قف حتى أستأمر فيه جمالي، و روى عن أبي الحسن الرضا(ع)، و أبي جعفر(ع)، و روى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد الله(ع)، و له كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد، و له مسائل عن أبي الحسن موسى(ع)و روايات، أخبرنا بجميعها جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن، و أخبرنا بها ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، و سعد بن عبد الله، و محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، عن محمد بن الحسين، و يعقوب بن يزيد، عنه، و أخبرنا بها الحسين بن عبيد الله، و ابن أبي جيد، جميعا عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، و الحسين بن سعيد، عنه، و ذكر ابن النديم، من كتبه، كتاب الشراء و البيع، و كتاب التجارات غير الأول، و كتاب المحبة و الوظائف، و كتاب الفرائض، و كتاب الوصايا، و كتاب الآداب، و كتاب بشارات المؤمن أخبرنا بها أحمد بن عبدون، عن ابن الزبير، عن زكريا بن شيبان، عنه». و عده (تارة) في أصحاب الكاظم(ع)(3)، قائلا: «صفوان بن يحيى، وكيل الرضا(ع)، ثقة». و (أخرى) في أصحاب الرضا(ع)(4)، قائلا: «صفوان بن يحيى البجلي بياع السابري: مولى، ثقة، وكيله(ع)، كوفي». و (ثالثة) في أصحاب الجواد(ع)(1)، قائلا: «صفوان بن يحيى البجلي بياع السابري». و عده البرقي ممن نشأ في عصر الرضا(ع)، و ذكره أيضا في أصحاب الجواد(ع)، من أصحابه الذين أدركوا الرضا(ع)، و لم يعده من الذين أدركوا الكاظم(ع)، قائلا في الموضع الثاني: «صفوان بن يحيى بياع السابري، مولى بجيلة، كوفي».

روى عن معاوية بن عمار، و روى عنه الحسن بن سعيد. كامل الزيارات: الباب 4، في فضل الصلاة في مسجد رسول الله(ص)و ثواب ذلك، الحديث 4. روى عن أبي الجارود، و روى عنه إبراهيم بن هاشم. تفسير القمي: سورة آل عمران، في تفسير قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه و تسود وجوه). و هو ممن روى النص على إمامة الجواد(ع)من الرضا(ع). ذكره المفيد في الإرشاد في هذا الباب. و قال الكشي في ترجمة الفضل بن شاذان (416): «جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال: سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلف لمن مضى، أدركت محمد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيى، و غيرهما، و حملت عنهم منذ خمسين سنة، و مضى هشام بن الحكم (رحمه الله)، و كان يونس بن عبد الرحمن (رحمه الله) خلفه، كان يرد على المخالفين ثم مضى يونس بن عبد الرحمن و لم يخلف خلفا غير السكاك، فرد على المخالفين حتى مضى (رحمه الله)، و أنا خلف لهم من بعدهم، (رحمهم الله)». ثم إن الكشي ذكر في صفوان عدة روايات مادحة، و رواية واحدة فيها ذم! أما المادحة فهي كما يلي (357)، قال: «

حدثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد، قال: رفعت ما خرج من غلة إسماعيل بن الخطاب، مما أوصي به إلى صفوان بن يحيى، فقال: رحم الله إسماعيل بن الخطاب، و رحم الله صفوان، فإنهما من حزب آبائي، و من كان من حزبنا أدخله الله الجنة، و مات صفوان بن يحيى في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر(ع)بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.

(359) حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:

حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر الثاني(ع)يذكر صفوان بن يحيى و محمد بن سنان بخير، و قال: رضي الله عنهما برضاي عنهما لا خالفاني قط.

هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا.

عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني(ع)في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان، و زكريا بن آدم عني خيرا، فقد وفوا لي، و لم يذكر سعد بن سعد، قال: فخرجت فلقيت موفقا، فقلت له: إن مولاي ذكر صفوان، و محمد بن سنان، و زكريا بن آدم، و جزاهم خيرا، و لم يذكر سعد بن سعد، قال: فعدت إليه، فقال: جزى الله صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان، و زكريا بن آدم، و سعد بن سعد، عني خيرا، فقد وفوا لي.

و عنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن معمر بن خلاد، قال: قال أبو الحسن(ع): ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاتها بأضر في دين مسلم من حب الرئاسة، ثم قال: لكن صفوان لا يحب الرئاسة.

محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر(ع)يذكر صفوان بن يحيى و محمد بن سنان بخير، و قال: رضي الله عنهما برضاي عنهما، فما خالفا أبي(ع)قط، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد

». و أما الرواية الذامة فهي كما قال (359): «

حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، أن أبا جعفر(ع)كان يخبرني بلعن صفوان بن

يحيى و محمد بن سنان، فقال: إنهما خالفا أمري، قال: فلما كان من قابل، قال أبو جعفر(ع)لمحمد بن سهل البحراني: تول صفوان بن يحيى و محمد بن سنان، فقد رضيت عنهما».

أقول: لا بد من حمل هذه الرواية على التقية و نحوها، كما حملنا الروايات الواردة في ذم زرارة عليها أو يرد علمها إليهم(ع)، فإن مقام صفوان أجل من أن يلعنه الإمام(ع)، و يؤيد ذلك: ما تقدم في مدحه من أنه لم يخالف الإمام(ع)قط. و كيف يمكن الالتزام بمخالفته للإمام الجواد(ع)، و قد شهد الرضا(ع)بعدالته في رواية صحيحة، أمر فيها محمد بن عيسى اليقطيني أن يتخذه شاهدا في الطلاق. التهذيب: الجزء 8، باب أحكام الطلاق، الحديث 121، و الإستبصار: الجزء 3، باب الوكالة في الطلاق، الحديث 992. و قد قال الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم(ع)و أبي الحسن الرضا(ع): إن صفوان بن يحيى بياع السابري من أصحاب الإجماع، و إنه هو و يونس بن عبد الرحمن أفقه هؤلاء، و قد تقدمت عبارة الكشي في ترجمة أحمد بن محمد بن أبي نصر. و يؤيد ذلك: ما رواه في ترجمة محمد بن سنان (370)، قال: «

و عنه قال: سمعت أيضا، قال: كنا ندخل مسجد الكوفة، و كان ينظر إلينا محمد بن سنان، و قال: من كان يريد المعضلات فإلي، و من أراد الحلال و الحرام فعليه بالشيخ يعني صفوان بن يحيى».

بقي هنا أمور: الأول: أنه قد مر عن البرقي، أن صفوان بن يحيى ممن نشأ في عصر الرضا ع! و هذا لا يصح جزما، فإن لصفوان بن يحيى روايات قد رواها عن الكاظم(ع).

و قد نص الشيخ على أنه من أصحاب الكاظم(ع)، و ذكره الكشي في أصحابه(ع)، و قد نص عليه النجاشي أيضا، و يؤكد ذلك أنه روى عن بعض أصحاب الباقر(ع)، كإسماعيل بن جابر و إبراهيم بن نعيم- و قد تقدم في ترجمتهما-، و عن أربعين رجلا من أصحاب الصادق(ع)، على ما تقدم من الشيخ. الثاني: أنه ذكر بعضهم أن الشيخ روى بإسناده، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عبد الله(ع)، و أن العلامة(قدس سره) وصفه في المنتهى و المختلف بالصحة، و أن بعضهم استشكل في ذلك بأن الرواية مرسلة، فإن صفوان بن يحيى لم يدرك الصادق(ع)، فكيف تكون صحيحة، و أجاب بأن صفوان بن يحيى من أصحاب الإجماع و إرساله لا يضر بصحة الرواية. أقول: لم نجد- بعد الفحص- رواية لصفوان بن يحيى، عن أبي عبد الله(ع)في التهذيب بلا معارض، و إنما الموجود فيه: رواية صفوان بن مهران، أو صفوان الجمال، أو صفوان (مطلقا)، أما صفوان الجمال فهو ابن مهران، و أما المطلق فهو ينصرف إليه بقرينة روايته عن الصادق(ع)الظاهرة في أنها رواية بلا واسطة، نعم في الفقيه: الجزء 3، في باب اللقطة و الضالة، الحديث 843، الحسن بن محبوب، عن صفوان بن يحيى الجمال: أنه سمع أبا عبد الله(ع)يقول .. (الحديث). و لكن الظاهر أن كلمة (ابن يحيى) زيدت اشتباها، و الشاهد على ذلك: أن الكليني(قدس سره) روى عين هذه الرواية بعين هذا السند عن صفوان الجمال. الكافي: الجزء 5، كتاب المعيشة 2، باب اللقطة و الضالة 49، الحديث 17. و كذلك رواها الشيخ في التهذيب: الجزء 6، باب اللقطة و الضالة، الحديث 1180. و يزيد ذلك وضوحا: أن صفوان بن يحيى لم يكن جمالا على ما يأتي، و إنما

الجمال صفوان بن مهران. و أيضا الرواية صريحة في أنها كانت بطريق السماع، و صفوان بن يحيى ليس من أصحاب الصادق(ع)جزما. الثالث: أن عبارة النجاشي المتقدمة الحاكية لقصة إباء صفوان بن يحيى عن حمل دينارين، ظاهرة في أن الجمال كانت له، و كان هو جمالا على ما حكاه بعض أصحابه، و الظاهر أن في الحكاية تحريفا، و الصحيح ما ذكره الشيخ عن أن الجمال كانت لغيره، و إنما كانت مكراة له فأراد استيجار جماله (صاحب الجمال)، و يدل على ذلك- مضافا إلى ما علم من الخارج من أن صفوان بن يحيى لم يوصف بكونه جمالا في شيء من الكتب الرجالية و لا في الروايات، غير ما تقدم من الفقيه و قد عرفت ما فيه، حتى أن الصدوق بنفسه لم يصفه بكونه جمالا في المشيخة-: أن الشيخ المفيد روى هذه القصة في كتاب الإختصاص، في ترجمة صفوان بن يحيى(ص)88، فذكر مثل ما ذكره الشيخ. و يؤكد ما ذكرناه، من أن الجمال لم تكن لصفوان و إنما كانت مكراة له، أنها لو كانت له، فهو إما أنه كان يمشي، أو يركب على جمل له غير الجمال المكراة، و على كلا التقديرين لا وجه للامتناع من حمل دينارين، حتى يستأذن الأجراء، و كيف يصدر ذلك من مثله، و هو من أفقه أصحاب أبي عبد الله(ع). و طريق الصدوق إليه: أبوه- رضي الله عنه- عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، و الطريق صحيح كطريق الشيخ إليه.