سورة غافر

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة غافر، هي السورة الأربعون ضمن الجزء (24) من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الثالثة فيها، وتسمى أيضاً بسورة المؤمن، وتتحدث عن أسماء الله الحسنى، وعن تهديد الطواغيت والكفّار بالعذاب في هذه الدنيا، كما تتحدث بشكل واسع عن قصة مؤمن آل فرعون، وتتحدث أيضاً عن مشاهد يوم القيامة، وعن دعوة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر والتحمل.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (60): وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ، التي تتحدث عن أهمية الدعاء واستجابته. ورد في فضل قراءة سورة غافر روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة المؤمن لم يبقَ روح نبي ولا صدّيق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلى عليه واستغفر له.

تسميتها وآياتها

سُميت بسورة غافر؛ لذكر صفة الغافر وهي من صفات الله بقوله تعالى في الآية الثالثة: غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ...،[١] وتسمى أيضاً بــسورة المؤمن، وسورة الطَّول،[٢] وتسميتها بسورة المؤمن يعود إلى اختصاص قسم منها بالحديث عن (مؤمن آل فرعون[٣] وآياتها (85)، تتألف من (1228) كلمة في (5109) حرف.[٤] وتُعتبر من سور الحواميم، أي: السور التي تبدأ بــ(حم).[٥]

ترتيب نزولها

سورة غافر، من السور المكية،[٦] والسورة من حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (60)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (24) بالتسلسل (40) من سور القرآن.[٧]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الطَّوْلِ): الإنعام والتفضّل، وقيل: هو الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه.
(مَقْتُ اللَّهِ): المقت: أشد البغض.
(يَوْمَ التَّلاقِ): التلاق: الاجتماع، ويوم التلاق: يوم اجتماع الناس للحساب.
(يَوْمَ الآزِفَةِ): الآزفة: من أَزَف، وهي بمعنى دنى، فيُقال: أَزَفَ الأمر: إذا دنى، وسُميت القيامة بذلك لقربها منّا؛ لأنها آتية وكل آتٍ قريب.
(يَوْمِ الأَحْزَابِ): الأحزاب: المجتمعين لمحاربة النبي صلی الله عليه وآله وسلم.
(دَأْبِ): شأنِ.
(يَوْمَ التَّنَادِ): أي ينادي بعضهم بعضاً، فسميَ يوم القيامة بيوم التنادي، إما لأنّ الكفّار ينادون على أنفسهم بالويل والثبور، أو لغير ذلك.
(تُؤْفَكُونَ): تصرَفون من الإيمان إلى الكفر.[٨]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: يتحدث عن بعض أسماء الله الحسنى، خصوصاً تلك التي ترتبط بإحياء معاني الخوف والرجاء في القلوب، كــ(غافر الذنب) و(شديد العقاب).
الثاني: فيه تهديد للطواغيت والكفّار بالعذاب في هذه الدنياـ كما سبق وأن نالها أقواماً أخرى.
الثالث: يتحدث بشكل واسع عن قصة الرجل المؤمن الواعي الذي اصطلح عليه (مؤمن آل فرعون) وكيف واجه البطانة الفرعونية وخلّص موسى عليه السلام من كيدهم.
الرابع: يتحدث عن مشاهد يوم القيامة.
الخامس: تتعرض السورة إلى قضيتي التوحيد والشرك.
السادس: يتحدث عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر والتحمل.[٩]

آياتها المشهورة

إستجابة الدعاء

قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ،[١٠] جاء في كتب التفسير: أنه قد فُسِّر الدعاء بمعناه المعروف، كما يُستفاد أيضاً من الروايات العديدة التي وضحت هذه الآية، كما يُمكن الاستفادة من الآية عدّة أمور:

الأول: إن الله يحب الدعاء ويريده ويأمر به.
الثاني: لقد وعد الله بإجابة الدعاء، لكن هذا الوعد مشروط وليس مطلق، فالدعاء واجب الإجابة إذا ما اجتمعت فيه الشروط اللازمة للدعاء والداعي وموضوع الدعاء.
الثالث: الدعاء في نفسه نوع من العبادة؛ لأن الآية أطلقت في نهايتها صفة العبادة على الدعاء.
الرابع: تتضمن الآية في نهايتها تهديداً قوياً للذين يستنكفون عن الدعاء.[١١]

مؤمن آل فرعون

ذكرت السورة من الآية (23) إلى الآية (29) قصة مؤمن آل فرعون، فقال المفسرون: قد اختلف أهل العلم في هذا الرجل المؤمن، فقال بعضهم: كان من قوم فرعون غير أنه كان قد آمن بموسى عليه السلام وكان يكتم إيمانه من فرعون وقومه خوفاً على نفسه، وهو ابن عم فرعون، وولي عهده وصاحب شرطته،[١٢] وقيل: ابن خالته، [١٣] ويُقال هو الذي نجّى مع موسى عليه السلام،[١٤] وقد ذكرت أسماء لهذا الرجل المؤمن، فقيل: إنّ اسمه جبريل،[١٥] وقيل: اسمه حبيب، وقيل: اسمه حزبيل، وقيل: هو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى،[١٦] في سورة يس من قوله تعالى: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ.[١٧]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها في بستان اخضَرّ ونمى، وإن تركها في دكّانٍ كثُر معه البيع والشراء».[٢٠]


قبلها
سورة الزمر
سورة غافر

بعدها
سورة فصلت

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ (جامع البيان عن تأويل القرآن)، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 9.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 24، ص 401.
  3. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 12، ص 9.
  4. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1249.
  5. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  6. الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 271؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 27، ص 23.
  7. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  8. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 10-72.
  9. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 12، ص 80.
  10. سورة غافر: 60.
  11. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 12، ص 104-105.
  12. مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 448.
  13. الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 323.
  14. الطبري، تفسير الطبري، ج 24، ص 68.
  15. الطبري، تفسير الطبري، ج 24، ص 68.
  16. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 646؛ مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 448.
  17. سورة يس: 20.
  18. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1415.
  19. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 234.
  20. البحراني، تفسیر البرهان، ج 8، ص 245.