سورة الشعراء
سورة الشعراء، هي السورة السادسة والعشرون ضمن الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية (224). تتحدث عن عظمة القرآن الكريم، وعن بعض دلائل التوحيد، وصفات الله تبارك وتعالى، كما تتحدث عن جوانب من قصص سبعة أنبياء، وتتحدث أيضاً عن الشعراء غير المؤمنين، وتعتبر السورة من أكبر سور القرآن بعد سورة البقرة من حيث عدد الآيات.
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (214): قالب:قرآن. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بنوحٍ وكذّب به، وهود وشُعيب وصالح وإبراهيم عليهم السلام، وبعدد من كذّب بعيسى وصدّق بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (الشعراء)؛ لأنها تتحدث عن الشعراء غير المؤمنين، من قوله تعالى في الآية (224): قالب:قرآن،[١] وتسمى أيضاً بسورة الجامعة،[٢] وآياتها (227)، تتألف من (1223) كلمة في (5630) حرف.[٣] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة،[٤] وأيضاً من سور الطواسين الثلاثة (سورة الشعراء والقصص والنمل)، أي: السور التي تبدأ بــ(طسم).[٥]
ترتيب نزولها
سورة الشعراء من السور المكية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (47)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (19) بالتسلسل (26) من سور القرآن.[٧] وهي من أكبر سور القرآن بعد سورة البقرة من حيث عدد الآيات.[٨]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (بَاخِعٌ): مُهلِك وقاتل.
- (أَرْجِهِ): من الإرجاء: وهو التأخير.
- (فَكُبْكِبُوا): الكب: إسقاط الشيء على وجهه، والكبكبة: تدهور الشيء، فكأنه إذا أُلقيَ في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقر في قعرها.
- (رِيعٍ): المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.
- (الأَيْكَةِ): الغيضة (الموضع) الذي يكثُر فيه الشجر الملتف.
- (الْقِسْطَاسِ): الميزان السّوي.[٩]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن عظمة القرآن الكريم، والإشارة إلى بعض دلائل التوحيد، وصفات الله تبارك وتعالى.
- الثاني: يتحدث عن جوانب من قصص سبعة أنبياء ومواجهاتهم مع أقوامهم.
- الثالث: يتحدث عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم وتكذيب المشركين، والأوامر الصادرة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يتعلّق بطريقة الدعوة، وكيفية التعامل مع المؤمنين.[١٠]
آياتها المشهورة
آية الإنذار
- قوله تعالى: قالب:قرآن.[١١] جاء في كتب التفسير: عندما نزلت هذه الآية دعا النبي صلی الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، وبعد أن أكلوا وشربوا قال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم جميعاً إلا علياً قال: أنا يا نبي الله، فأخذ النبي صلی الله عليه وآله وسلم برقبته وقال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.[١٢]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بنوحٍ وكذّب به، وهود وشُعيب وصالح وإبراهيم عليهم السلام، وبعدد من كذّب بعيسى وصدّق بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم».[١٣]
- عن الإمام الصادق قال: «من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه، لم يصبه في الدنيا بؤس أبداً، وأُعطيَ في الآخرة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مائة زوجة من الحور العين».[١٤]
- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من أدمن قراءتها لم يدخل في بيته سارق، ولا حريق، ولا غريق، ومن كتبها وشربها كفاه الله من كل داءٍ».[١٥]
قبلها سورة الفرقان |
سورة الشعراء |
بعدها سورة النمل |
الهوامش
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 284.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 19، ص 78.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1244.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 9.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 287؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 24، ص 103.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 9، ص 265.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 285-367.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 9، ص 265-266.
- ↑ سورة الشعراء: 214.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 542؛ مغنية، تفسير الكاشف، ج 5، ص 521.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 1112.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 307.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 124.