سورة التكوير

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة التكوير، هي السورة الواحدة والثمانون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن بيان علائم يوم القيامة، وما يواجه العالم من تغييرات قبيل وقوعها، وعن عظمة القرآن ومن جاء به، وأثره على النفس الإنسانية، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.

من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (8 - 9): وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة إذا الشمس كورت أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته.

تسميتها وآياتها

سميت هذه السورة بــالتكوير؛ لمطلعها في الآية الأولى من قوله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ،[١] وتسمى أيضاً سورة (كورت) و(إذا الشمس كورت).[٢] وآياتها (29) تتألف من (104) كلمة في (434) حرف. ‏ [٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة التكوير، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (7)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (81) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(كُوِّرَتْ‏): لُفت مثل تكوير العمامة، والمراد اختفاؤها وطمس نورها.
(انْكَدَرَتْ‏): تناثرت وتساقطت.
(كُشِطَتْ‏): الكشط: القلع بعد شدة الالتزاق، وكشطت جلد الشاة: أي نزعت عنها وصلخته.
(بِالْخُنَّسِ‏): هي الكواكب وقد ذكرها بصفاتها، والخنّس: جمع خانس: وهو المنقبض المستتر، وشيطان خناس لأنه يختفي عند ذكر الله.
(عَسْعَسَ): قيل: إنه من الأضداد يُطلق على أول الليل وعلى أخره، ومنه العس: أي طلب الشيء بالليل.. ‏ ‏
(بِضَنِينٍ): الضنين: هو البخيل الشحيح، أو المتهم.[٧]

محتواها

يتلخص محتوى السورة في محورين أساسيين:

المحور الأول: هو ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة، وما يواجه العالم من تغييرات قبيل وقوعها.
المحور الثاني: الحديث عن عظمة القرآن ومن جاء به، وأثره على النفس الإنسانية، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.[٨]

آياتها المشهورة

قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ،[٩] جاء في كتب التفسير: إنّ الموؤودة البنت التي تدفن حية، وكانت العرب تئد البنات خوفاً من لحوق العار بهم من أجلهن، والمسؤول عن قتل الموؤودة أبوها الوائد لها لينتصف منه وينتقم، لكن عُدّ المسؤول في الآية هي الموؤودة نفسها فسألت عن سبب قتلها لنوع من التعريض والتوبيخ لقاتلها،[١٠] وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها، فإن ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة، وإن ولدت غلاماً حبسته.[١١]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن الإمام الصادقعليه السلام: من كتبها لعين رمداء أو مطروفة بُرئت بإذن الله تعالى.[١٤]


قبلها
سورة عبس
سورة التكوير

بعدها
سورة الانفطار

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلى، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

قالب:نهاية

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 108.
  2. الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 355.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1261.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 527؛ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 30، ص 80.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 109 ـ 119.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 19، ص 272.‏
  9. سورة التكوير: 8 - 9.
  10. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 236.
  11. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 409.
  12. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1756.
  13. الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 119.
  14. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 110.