سورة البروج
سورة البروج، هي السورة الخامسة والثمانون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن تقوية معنويات المؤمنين لمواجهة الظروف الصعبة في الحياة، كما تناولت قصة أصحاب الأُخدود وقصة فرعون وثمود، وتُشير إلى عظمة القرآن وإلى أهميته البالغة.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون فيه في الدنيا عشر حسنات.
تسميتها وآياتها
سميت هذه السورة بــ(البروج)؛ لمطلعها المبارك في الآية الأولى من قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ،[١] وآياتها (22) تتألف من (109) كلمة في (468) حرف.[٢] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]
ترتيب نزولها
سورة البروج، من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبيصلى الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (85)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (27) من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ): هو يوم القيامة، وقد وعد الله به عباده للفصل والقضاء فيما بينهم.
- (الْأُخْدُودِ): الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق.
- (وَثَمُودَ): قوم النبي صالح.
- (لَوْحٍ مَحْفُوظٍ): اللوح: الكتف وكل عظم عريض، واللوح: هو الذي يكتب فيه.[٦]
محتواها
ويتلخص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: تتحدث عن تقوية معنويات المؤمنين لمواجهة الظروف الصعبة في الحياة.
- الثاني: تناولت قصة أصحاب الأُخدود.
- الثالث: فيها وعد ووعيد بعذاب جهنم لمن يؤذوي المؤمنين.
- الرابع: تستعرض قصة فرعون وثمود.
- الخامس: تُشير إلى عظمة القرآن الكريم وإلى أهميته البالغة.[٧]
أصحاب الأخدود
قوله تعالى: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ،[٨] الأخدود هو الشق العظيم في الأرض، أو الخندق، والآية تُشير إلى الخنادق التي ملأها الكفار ناراً ليردعوا فيها المؤمنين بالتنازل عن إيمانهم والرجوع إلى ما كانوا عليه من كفر وضلال، وهذه القصة قد ذكرت في كتب تاريخية وتفسيرية كثيرة، بتفاصيل متفاوتة، وكيف كان فالآية تبيّن بأن العذاب الإلهي قد أصاب أولئك الذين قاموا بتعذيب المؤمنين، وانتقم منهم في دنياهم جراء ما هدروا من دماء زكية بريئة، وأنّ عذاب نار الآخرة لفي انتظارهم.[٩]
لوح محفوظ
قوله تعالى قالب:قرآن،[١٠] قال المفسرون: إنّ القرآن الكريم كتاب مقروء، عظيم في معناه غزير في معارفه، في لوح محفوظ عن الكذب والباطل مصون من مسّ الشياطين ومن أراد تكذيبه.[١١]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون فيه في الدنيا عشر حسنات.[١٢]
- عن الإمام الصادق: من قرأ والسماءِ ذات البروج في فرائضه فإنها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين.[١٣]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق: ما عُلقت على مفطوم إلا سهّل الله فِطامه، ومن قرأها على فراشه كان في أمان الله إلى أن يصبح.[١٤]
قبلها سورة الانشقاق |
سورة البروج |
بعدها سورة الطارق |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان فى تفسير القرآن، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 5، 1417 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 184.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1262 -1263.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 567؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 31، ص 104.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 186ـ 195.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 48.
- ↑ سورة البروج: 4 - 6.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 55.
- ↑ سورة البروج: 22.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 285.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1771.
- ↑ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 155.
- ↑ البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 134.