سليمان بن سفيان

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سليمان بن سفيان:

سليمان المسترق. قال النجاشي: «سليمان بن سفيان أبو داود المسترق المنشد مولى كندة ثم بني عدي منهم، روى عن سفيان بن مصعب، عن جعفر بن محمد، و عن الزبال، و عمر إلى سنة إحدى و ثلاثين و مائتين، قال أبو الفرج، محمد بن موسى بن علي القزويني، (رحمه الله): حدثنا إسماعيل بن علي الدعبلي، قال: حدثنا أبي، قال: رأيت أبا داود المسترق- و إنما سمي المسترق، لأنه كان يسترق الناس بشعر السيد- في سنة خمس و عشرين و مائتين يحدث عن سفيان بن مصعب، عن جعفر بن محمد(ع)، و مات سليمان سنة إحدى و ثلاثين و مائتين». و قال الشيخ في الكنى (826): «أبو داود المسترق، له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن ابن الزبير، عن علي بن الحسن، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عنه، و أخبرنا ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عنه، و رواه عبد الرحمن بن أبي نجران عنه». و قال الكشي (150) أبو داود المسترق: «قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن أبي داود المسترق؟ قال: اسمه سليمان بن سفيان المسترق، و هو المنشد، و كان ثقة. قال حمدويه: و هو سليمان بن سفيان بن السمط المسترق، كوفي، يروي عنه الفضل بن شاذان، أبو داود المسترق- مشددة- مولى بني أعين من كندة، و إنما سمي المسترق لأنه كان راوية لشعر السيد، و كان يستخفه الناس لإنشاده، يسترق أي يرق على أفئدتهم، و كان يسمى المنشد، و عاش سبعين سنة، و مات سنة ثلاثين و مائة». و عده ابن شهرآشوب في كتاب المناقب في (فصل تواريخ و أحواله- الصادق- ع) من خواص أصحاب الصادق(ع). روى عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)، و روى عنه محمد بن الحسن، كامل الزيارات: الباب 54، في ثواب من زار الحسين(ع)عارفا بحقه، الحديث 5. روى عن ثعلبة، و روى عنه عبد الله بن محمد. تفسير القمي: سورة الأنبياء في تفسير قوله تعالى (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لٰا تعلمون).*

و يقع الكلام في جهتين: الأولى: لا ينبغي الشك في وثاقة سليمان بن سفيان المسترق لشهادة علي بن الحسن بن فضال، و علي بن إبراهيم بن هاشم، بوثاقته حيث التزم أن لا يروي في كتابه إلا عن الثقات، و شهادة ابن شهرآشوب بأنه من خواص أصحاب الصادق(ع). و قد يستدل على وثاقته بما رواه الكشي (29- 30)، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني عباس بن عامر و جعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن فضيل الرسان، عن أبي داود، قال: حضرته عند الموت، و جابر الجعفي عند رأسه، قال: فهم أن يحدث فلم يقدر، قال محمد بن جابر: اسأله، قال: قلت يا أبا داود، حدثنا الحديث الذي أردت، قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي أن رسول الله(ص)، أمر فلانا و فلانا أن يسلما على علي(ع)بإمرة المؤمنين، فقالا: من الله و من رسوله؟ فقال: من الله و من رسوله، ثم أمر حذيفة و سلمان فسلما، ثم أمر المقداد فسلم، و أمر بريدة أخي- و كان أخاه لأمه- فقال: إنكم قد سألتموني من وليكم بعدي و قد أخبرتكم به، و قد أخذت عليكم الميثاق كما أخذ الله تعالى على بني آدم (أ لست بربكم قٰالوا بلىٰ) و ايم الله لئن نقضتموها لتكفرن.

وجه الاستدلال أن الرواية دالة على جلالة أبي داود و علو شأنه، و اطلاعه على خفايا، و تصلبه في التشيع و قوة إيمانه، و من هذا حاله عند الموت لا يكون إلا عدلا ثقة. و الجواب عنه ظاهر، أما أولا فلمنع الصغرى و الكبرى، أما الصغرى فإن الرواية لا تدل إلا على تشيعه و اعتقاده بإمامة أمير المؤمنين(ع)بنص من الله و رسوله. و أما الكبرى فلأن التصلب في التشيع لا يلازم الوثاقة فضلا عن العدالة.

و أما ثانيا فلأن أبا داود الوارد في الرواية ليس هو أبو داود المسترق، فإن الوارد فيها مات في حياة جابر الجعفي الذي توفي سنة 132 هق، و قد مر أن أبا داود المسترق مات سنة (230) أو سنة (231)، و على كلا التقديرين لا يمكن أن يكون موته في حياة جابر، على أنا سنبين أنه توفي سنة (231) فكيف يمكن أن يروي عن رسول الله(ص)بواسطة واحدة؟!. الثانية: قد مر الاختلاف بين كلام النجاشي، و ما حكاه الكشي، عن حمدويه، في تاريخ وفاته، و لا يخفى أن الصحيح هو ما في كلام النجاشي، و لا يبعد أن يكون ما في الكشي من تحريف النساخ، و الوجه في ذلك: أنه روى عنه جماعة من الأكابر الذين لم يدركوا الصادق(ع)جزما منهم الفضل بن شاذان المدرك لأبي محمد العسكري(ع)، و محمد بن الحسين الذي مات سنة (262)، و الحسن بن محبوب المولود سنة (150)، و عبد الرحمن بن أبي نجران الذي هو من أصحاب الرضا(ع)و الجواد(ع)، و كيف يمكن أن يروي هؤلاء و من في طبقتهم عمن مات قبل وفاة الصادق(ع)بثمان و عشرين سنة، بل إن ما تقدم عن ابن شهرآشوب- من أن أبا داود المسترق (سليمان بن سفيان) من خواص أصحاب الصادق (ع) محل نظر و إشكال، فإنه إذا كان توفي سنة (231) فقد توفي بعد الصادق(ع)، بثلاث و ثمانين سنة، و من يكون من خواص أصحابه(ع)لا بد و أن يعد من الرجال في زمانه(ع)، و على ذلك يكون الرجل من المعمرين و لم يعد منهم، على أن حمدويه شهد بأن عمره كان سبعين سنة. و على ما ذكرناه فطريق الشيخ إليه صحيح، و إن كان فيه ابن أبي جيد لأنه من مشايخ النجاشي، نعم الطريقان الآخران ضعيفان أحدهما بابن الزبير، و الثاني بأبي المفضل و ابن بطة الواقعين في طريقه إلى عبد الرحمن ابن أبي نجران. روى بعنوان سليمان بن سفيان، عن إسحاق بن عمار، و روى عنه المعلى بن محمد. الكافي: الجزء 4، كتاب الزكاة 1، باب النوادر 37، الحديث 1. و روى عن معاذ بن مسلم، و روى عنه موسى بن القاسم. التهذيب: الجزء 5، باب الطواف، الحديث 449. و روى بعنوان سليمان بن سفيان أبي داود، عن عمرو بن حريث، و روى عنه الحسين بن علي الكوفي، التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة و صفتها من الزيادات، الحديث 1284. كذا في هذه الطبعة، و لكن في الطبعة القديمة، الحسن بن علي الكوفي، و هو الصحيح.