سلوقيون
الدولة السلوقية، أو الإمبراطورية السلوقية، هي دولة إغريقية تأسست في غرب آسيا خلال العصر الهلنستي، وامتدت زمن وجودها من سنة 312 قبل الميلاد حتى سنة 63 قبل الميلاد. تأسست الإمبراطورية السلوقية على يد سلوقس الأول نيكاتور (المنتصر)، عقب تقسيم تركة الإمبراطورية المقدونية التي وُجدت قبلها، والتي أسسها الإسكندر الأكبر.
اكتسب سلوقس الأول بلاد بابل الواقعة ضمن بلاد الرافدين في عام 312 قبل الميلاد، وعمل بعدها على توسيع ممتلكاته لتشمل معظم أراضي الشرق الأدنى، والتي خضعت حينها لسلطة الإمبراطورية المقدونية السابقة. شملت الإمبراطورية السلوقية، في أوجها، أراضٍ تمتد من الأناضول إلى بلاد فارس وبلاد الشام وبلاد الرافدين، والأراضي التي تمثل اليوم دولتي الكويت وأفغانستان، وأجزاء من تركمانستان.
كانت الإمبراطورية السلوقية إحدى مراكز الحضارة الهلنستية الكبرى. تمتعت التقاليد واللغة اليونانية القديمة بامتياز كبير، وعلى الرغم من التسامح مع التقاليد المحلية عمومًا، ألّفت النخبة اليونانية الحضرية الطبقة السياسية المهيمنة، معززة بالهجرة الثابتة من اليونان. خاضت الإمبراطورية في قسمها الغربي حروبًا مستمرة مع المملكة البطلمية المصرية، وهي دولة هلنستية منافسة. إلى الشرق، اندلعت النزاعات مع الإمبراطورية الماورية ومؤسسها تشاندراغبت موريا، ما أدى إلى التنازل عن أراضٍ واسعة غرب نهر السند في عام 305 قبل الميلاد لصالح الإمبراطوري الماورية، وتشكيل تحالف سياسي معها.
في أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، حاول أنطيوخوس الثالث إسقاط سلطته وهيمنته على اليونان الهلنستية، لكن محاولاته باءت بالفشل على يد الجمهورية الرومانية وحلفائها الإغريق، فاضطر السلوقيون إلى دفع تعويضات باهظة عن الحرب، والتخلي عن المطالب الإقليمية غرب جبال طوروس، فكانت تلك الأحداث بداية الانحدار التدريجي للإمبراطورية السلوقية. احتل مهرداد الأول معظم الأراضي الشرقية للإمبراطورية في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، في حين استمر ازدهار المملكة الإغريقية البخترية في الشمال الشرقي. تحوّل ملوك السلوقيين لاحقًا إلى مجرد بقايا دولة في سوريا، وبقي الوضع على هذا الحال حتى احتلال دولتهم على يد ديكرانوس الثاني ملك أرمينيا عام 83 قبل الميلاد، ثم الإطاحة بالسلوقيين كليًا على يد الجنرال الروماني بومبيوس الكبير عام 63 قبل الميلاد.