زين الدين بن علي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

زين الدين بن علي:

قال الشيخ الحر في أمل الآمل (81): «الشيخ الأجل زين الدين بن علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح (تلميذ العلامة) العاملي الجبعي الشهيد الثاني. أمره في الثقة و العلم و الفضل و الزهد و العبادة و الورع و التحقيق [و التبحر و جلالة القدر و عظم الشأن و جمع الفضائل و الكمالات أشهر من أن يذكر، و محاسنه و أوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى و تحصر، و مصنفاته كثيرة مشهورة. روى عن جماعة كثيرين جدا من الخاصة و العامة في الشام، و مصر، و بغداد، و قسطنطينية، و غيرها. و ذكره السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي في كتاب الرجال، و قال فيه: وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها كثير الحفظ نقي الكلام [له تلاميذ أجلاء و] له كتب نقية جيدة [منها شرح شرائع المحقق الحلي] قتل [لأجل التشيع!!] في قسطنطينية سنة 966- انتهى. و كان فقيها محدثا نحويا قارئا متكلما حكيما جامعا لفنون العلم، و هو أول من صنف من الإمامية في دراية الحديث لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة- كما ذكره ولده و غيره. له مؤلفات منها: شرح الإرشاد في الفقه للعلامة [و اسمه روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان] خرج منه الطهارة و الصلاة و لم يتم و هو أول ما ألفه و كتاب

شرح الألفية مختصر و شرح متوسط و شرح مطول و شرح النفلية و شرح اللمعة مجلدان [و اسمه الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية] و شرح الشرائع سبع مجلدات [و اسمه مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام] و حاشية فتوى خلافيات الشرائع و حاشية القواعد و حاشية تمهيد القواعد و حاشية الإرشاد و منية المريد في آداب المفيد و المستفيد و حاشية المختصر النافع و رسالة أسرار الصلاة و رسالة في نجاسة البئر بالملاقاة و عدمها و رسالة في تيقن الطهارة و الحدث و الشك في السابق و رسالة في من أحدث في أثناء غسل الجنابة و رسالة في تحريم طلاق الحائض الحامل الحاضر زوجها المدخول بها و رسالة في طلاق الغائب و رسالة في صلاة الجمعة و رسالة في الحث على صلاة الجمعة و رسالة في آداب الجمعة و رسالة في حكم المقيمين في الأسفار و منسك الحج الكبير و منسك الحج الصغير و رسالة في نيات الحج [و العمرة و رسالة في أحكام الحبوة و رسالة في ميراث الزوجة] و رسالة في جواب ثلاث مسائل و رسالة في عشرة مباحث مشكلة في عشرة علوم و كتاب مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة و الأولاد و كتاب كشف الريبة عن أحكام الغيبة و رسالة في عدم جواز تقليد الميت و رسالة في الاجتهاد، و البداية في الدراية و شرح الدراية و كتاب غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين و كتاب منار القاصدين في أسرار معالم الدين و رسالة في شرح حديث «الدنيا مزرعة الآخرة» و كتاب الرجال و النسب و كتاب تحقيق الإسلام و الإيمان و رسالة في تحقيق النية و رسالة في أن الصلاة لا تقبل إلا بالولاية و رسالة في فتوى الخلاف من اللمعة و رسالة في تحقيق الإجماع و كتاب الإجازات على عقود الإرشاد و منظومة في النحو و شرحها و رسالة في شرح البسملة و سؤالات الشيخ زين الدين و أجوبتها و سؤالات الشيخ أحمد و أجوبتها و فتاوي الشرائع و فتاوي الإرشاد و مختصر منية المريد و مختصر مسكن الفؤاد و مختصر الخلاصة و فتاوي المختصر و رسالة في تفسير قوله تعالى: (وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) و رسالة في

تحقيق العدالة و جواب المسائل الخراسانية و جواب المباحث النجفية و جواب المسائل الهندية و جواب المسائل الشامية و رسالة المسائل الإسطنبولية في الواجبات العينية و البداية في سبيل الهداية و إجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد و فوائد خلاصة الرجال و رسالة في دعوى الإجماع في مسائل من الشيخ و مخالفة نفسه و رسالة في ذكر أحواله و غير ذلك من الرسائل و الإجازات و الحواشي. [و رأيت بخطه كتابا فيه أحاديث نحو ألف حديث انتخبها من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب]. و قد ذكره ولد ولده في كتاب الدر المنثور و مدحه بما هو أهله و ذكر أكثر ما مضى و يأتي مع زيادات لم ننقلها خوف الإطالة. و قد صنف تلميذه الشيخ محمد بن علي بن الحسن بن العودي العاملي الجزيني في أحوال شيخنا المذكور تاريخا وقفت على نبذة و انتخبت منه بعض أحواله فمنها قال فيه: «حاز من صفات الكمال محاسنها و مآثرها و تروى من أصنافها بأنواع مفاخرها، كانت له نفس علية تزهي بها الجوانح و الضلوع و سجية سنية يفوح منها الفضل و يضوع، كان شيخ الأمة و فتاها و مبدأ الفضائل و منتهاها لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة و وزع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم و الليلة». ثم ذكر تفصيل أوقات التدريس و المطالعة و التصنيف و المراجعة و الاجتهاد في العبادة و النظر في أحوال المعيشة و قضاء حوائج المحتاجين و تلقي الأضياف بوجه مسفر و كرم و بشاشة، ثم ذكر بلوغه غاية الكمال في الأدب و الفقه و الحديث و التفسير و المعقول [و الهيئة] و الهندسة و الحساب و غير ذلك و أنه مع ذلك كان ينقل الحطب بالليل على حمار لعياله، و نقل عنه من رسالته التي ألفها في ذكر أحواله أن مولده ثالث عشر شوال سنة 911 و أنه ختم القرآن، و عمره تسع سنين و قرأ على والده في فنون العربية و الفقه إلى أن توفي والده سنة 925 و أنه ارتحل في تلك السنة مهاجرا في طلب العلم إلى ميس فاشتغل على الشيخ علي بن عبد العالي إلى أواخر سنة 933 و أنه ارتحل بعد ذلك إلى كرك نوح، و قرأ بها على السيد حسن بن جعفر جملة من الفنون و أنه انتقل إلى وطنه الأول جبع [سنة 934 ثم ارتحل إلى دمشق فاشتغل على الشيخ شمس الدين محمد بن مكي و على الشيخ أحمد بن جابر ثم رجع إلى جبع] و رحل إلى مصر سنة 942 لتحصيل ما أمكن من العلوم و قرأ على جماعة من علماء العامة و ذكرهم و ذكر ما قرأ عليهم من كتبهم في الحديث و الفقه و غيرهما و أنه قرأ بمصر على ستة عشر رجلا من أكابر علمائهم و ذكرهم مفصلا و أنه ارتحل سنة 944 إلى الحجاز فحج و رجع إلى جبع، ثم سافر إلى العراق لزيارة الأئمة(ع)سنة 946 و رجع تلك السنة، ثم سافر إلى بلاد الروم سنة 951 و أقام بقسطنطينية ثلاثة أشهر [و نصفا] و أعطوه المدرسة النورية ببعلبك، و رجع و أقام بها و درس في المذاهب الخمسة مدة طويلة، و ذكر ابن العودي جملة من مؤلفاته السابقة. هذا ما نقلته منه ملخصا. و يظهر منه و من إجازات الشيخ حسن و إجازات والده أنه قرأ على جماعة كثيرين من علماء العامة و قرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه و الحديث و الأصول و غير ذلك، و روى جميع كتبهم، و كذلك فعل الشهيد الأول و العلامة، و لا شك أن غرضهم كان صحيحا و لكن ترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل و تتبع كتب الأصول و كتب الاستدلال و كتب الحديث، و يظهر من الشيخ حسن عدم الرضا بما فعلوا. و ما رأيت له شعرا إلا بيتين رأيتهما بخطه و نسبهما إلى نفسه و هما:

لقد جاء في القرآن آية حكمة* * * تدمر آيات الضلال و من يجبر

و تخبر أن الاختيار بأيدينا* * * (فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ)

و أخبرني من أثق به أنه خلف ألفي كتاب، منها مائتا [ن] كانت بخطه من مؤلفاته و غيرها.

و ممن رثاه السيد رحمة الله النجفي بقصيدة طويلة [و السيد عبيد النجفي بقصيدة طويلة] و لم أقف على تلك المراثي. و قد قال في تاريخ وفاته بعض الأدباء:

تاريخ وفاة ذلك الأواه* * * الجنة مستقرة و الله

و كان سبب قتله- على ما سمعته من بعض المشايخ و رأيته بخط بعضهم- أنه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فغضب المحكوم عليه و ذهب إلى قاضي صيدا، و اسمه معروف و كان الشيخ مشغولا في تلك الأيام بتأليف شرح اللمعة، و في كل يوم يكتب منه غالبا كراسا و يظهر من نسخة الأصل أنه ألفه في ستة أشهر و ستة أيام لأنه كتب على ظهر النسخة تاريخ ابتداء التأليف، فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه و كان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف، فقال له [بعض] أهل البلد قد سافر عنا مدة، فخطر ببال الشيخ أن يسافر إلى الحج و كان قد حج مرارا لكنه قصد الاختباء فسافر في محمل مغطى و كتب قاضي صيدا إلى سلطان روم أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ و قال له: ائتني به حيا حتى أجمع بينه و بين علماء بلادي فيبحثوا معه و يطلعوا على مذهبه و يخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي. فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة، فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله ثم أفعل ما تريد، فرضي بذلك فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم، فلما وصل إليها رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال: رجل من علماء الشيعة الإمامية أريد أن أوصله إلى السلطان. فقال: أ و ما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته و آذيته و له هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك بل الرأي أن تقتله و تأخذ برأسه إلى السلطان، فقتله في مكانه من ساحل البحر، و كان هناك جماعة من التركمان فرأوا

في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء و تصعد فدفنوه هناك و بنوا عليه قبة، و أخذ الرجل رأسه إلى السلطان، فأنكر عليه و قال: أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته و سعى السيد عبد الرحيم العباسي في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان.»