زياد بن المنذر
زياد بن المنذر:
قال النجاشي: «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي الأعمى: أخبرنا ابن عبدون، عن علي بن محمد، عن علي بن الحسن، عن حرب بن الحسن، عن محمد بن سنان، قال: قال لي أبو الجارود: ولدت أعمى ما رأيت الدنيا قط. كوفي، كان من أصحاب أبي جعفر(ع)، و روى عن أبي عبد الله(ع)، و تغير لما خرج زيد- رضي الله عنه-. و قال أبو العباس بن نوح: و هو ثقفي سمع عطية، و روى عن أبي جعفر(ع)، و روى عنه مروان بن معاوية و علي بن هاشم بن البريد، يتكلمون فيه، قال: قاله البخاري، له كتاب تفسير القرآن، رواه عن أبي جعفر(ع)، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا أبو سهل كثير بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الجارود بالتفسير». و قال الشيخ (305): «زياد بن المنذر يكنى أبا الجارود، زيدي المذهب و إليه
تنسب الزيدية الجارودية، له أصل و له كتاب التفسير، عن أبي جعفر الباقر(ع)، أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، و الحسين بن عبيد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن [الحسن الحسين بن سعدك الهمداني، عن محمد بن إبراهيم القطان [العطار- خ ل، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(ع). و أخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن ابن عقدة، عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب المحمدي، عن كثير بن عياش القطان- و كان ضعيفا و خرج أيام أبي السرايا معه فأصابته جراحة-، عن زياد بن المنذر أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر ع». و عده في رجاله من أصحاب الباقر(ع)، قائلا: «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الحوفي الكوفي، تابعي زيدي أعمى، إليه تنسب الجارودية منهم» (4). و من أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي الحوفي، مولاهم، كوفي تابعي» (31). و عده في الإختصاص في أصحاب الباقر(ع). و عده البرقي في أصحاب الباقر(ع)، قائلا: «زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى». و في أصحاب الصادق(ع)من أصحاب أبي جعفر(ع)، و روى عنه(ع)قائلا: «أبو الجارود الكوفي، اسمه زياد بن المنذر». قال ابن الغضائري: «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي، روى عن أبي جعفر(ع)و أبي عبد الله(ع)، و زياد هو صاحب المقام، حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية، و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه، و يعتمدون ما رواه محمد بن بكر الأرجني» (انتهى).
و قال الكشي (104): أبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى السرحوب: «حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا و تنسب إليه السرحوبية من الزيدية سماه بذلك أبو جعفر(ع)، و ذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى، يسكن البحر، و كان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب». أقول: أما إنه كان زيديا فالظاهر أنه لا إشكال فيه، و أما تسميته بسرحوب، عن أبي جعفر(ع)فهي رواية مرسلة من الكشي لا يعتمد عليها، بل إنها غير قابلة للتصديق، فإن زيادا لم يتغير في زمان الباقر(ع)، و إنما تغير بعد خروج زيد، و كان خروجه بعد وفاة أبي جعفر(ع)بسبع سنين. فكيف يمكن صدور هذه التسمية من أبي جعفر(ع). ثم قال الكشي: «
إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني موسى بن يسار (عن) الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد الله(ع)فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله(ع): إن الله عز و جل إن كان قلب قلب أبي الجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي؟!.
علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال لي أبو عبد الله(ع): أ ما فعل أبو الجارود؟ أما و الله لا يموت إلا تائها.
علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد الله(ع)كثير النواء و سالم بن أبي حفصة و أبا الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال: قلت جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون؟ قال: كذابون يأتوننا فيخبرون أنهم يصدقوننا، و ليس كذلك و يسمعون حديثنا فيكذبون به.
حدثني محمد بن الحسن البراثي و عثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته: يا أبا الجارود، كان و الله أبي إمام أهل الأرض حيث مات لا يجهله إلا ضال، ثم رأيته في العام المقبل، قال له مثل ذلك، قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة، فقلت له: أ ليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله(ع)مرتين؟ قال: إنما يعني أباه علي بن أبي طالب ع!!
». أقول: هذه الروايات كلها ضعيفة، على أنها لا تدل على ضعف الرجل و عدم وثاقته إلا الرواية الثالثة منها، لكن في سندها علي بن محمد، و هو ابن فيروزان و لم يوثق، و محمد بن أحمد، و هو محمد بن أحمد بن الوليد، و هو مجهول، و الحسين بن محمد بن عمران مهمل، إذن كيف يمكن الاعتماد على هذه الروايات في تضعيف الرجل، فالظاهر أنه ثقة، لا لأجل أن له أصلا و لا لرواية الأجلاء عنه لما عرفت غير مرة من أن ذلك لا يكفي لإثبات الوثاقة، بل لشهادة الشيخ المفيد، في الرسالة العددية بأنه من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام، و الفتيا و الأحكام الذين لا يطعن عليهم و لا طريق إلى ذم واحد منهم. و لشهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقة كل من وقع في أسناده، روى عن أبي جعفر محمد بن علي(ع)، و روى عنه كثير بن عياش، تفسير القمي: سورة آل عمران في تفسير قوله تعالى: (إِذْ قٰالَتِ الْمَلٰائِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ). أقول: في هذه الطبعة زياد بن المنذر عن أبي الجارود من غلط المطبعة، و الصحيح زياد بن المنذر أبي الجارود كما في تفسير البرهان. و يؤيد ذلك ما عرفته من ابن الغضائري من اعتماد الأصحاب على ما رواه محمد بن بكر الأرجني، عن زياد بن المنذر أبي الجارود.
ثم إن الشيخ الصدوق قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار- رضي الله عنه- قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة(ع)، و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم (عجل الله تعالى فرجه)، ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي(ع).
ثم قال:
حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة(ع)و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم (عجل الله تعالى فرجه)، ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي(ع). العيون: الباب 6، الحديث (6- 7).
أقول: إذا صح سند الروايتين و لم يناقش فيهما بعدم ثبوت وثاقة أحمد بن محمد بن يحيى و الحسين بن أحمد بن إدريس، لم يكن بد من الالتزام برجوع أبي الجارود، من الزيدية إلى الحق، و ذلك فإن رواية الحسن بن محبوب المتولد قريبا من وفاة الصادق(ع)عنه، لا محالة تكون بعد تغيره و بعد اعتناقه مذهب الزيدية بكثير، فإذا روى أن الأوصياء اثنا عشر، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، و أربعة منهم علي(ع)، كان هذا رجوعا منه إلى الحق، و الله العالم. و طريق الصدوق إليه: محمد بن علي ماجيلويه- رضي الله عنه- عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود بن المنذر الكوفي، و الطريق ضعيف و لا أقل من جهة محمد بن علي القرشي [أبي سمينة و من جهة محمد بن سنان، كما أن طريق الشيخ إلى أصله و إلى تفسيره ضعيف بعدة مجاهيل.