زكريا بن إبراهيم
زكريّا بن إبراهيم (مسيحي / العراق)
جاء في كتاب «بحار الأنوار»:
العدّة، عن البرقي، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب عن «زكريّا بن إبراهيم» قال: كنت نصرانياً فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)فقلت: إنّي كنت على النصرانية، وإنّي أسلمت فقال: «وأيّ شيء رأيت في الإسلام»؟
قلت: قول الله عزّ وجلّ ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الاِْيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء﴾(1).
فقال: «لقد هداك الله»، ثُمّ قال: «اللّهم اهده ثلاثاً، سل عمّا شئت يا بني»؟
فقلت: إنّ أبي وأمّي على النصرانية، وأهل بيتي وأمّي مكفوفة البصر، فأكون معهم، وآكلّ في آنيتهم؟
فقال: يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا ولا يمسّونه.
فقال: لا بأس، فانظر أمّك فبرها، فإذا ماتت، فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها، ولا تخبرّن أحداً أنّك أتيتني، حتّى تأتيني بمنى إن شاء الله.
قال: فأتيته بمنى والناس حوله، كأنّه معلّم صبيان، هذا يسأله، وهذا يسأله، فلمّا قدمت الكوفة، ألطفت لأمّي، وكنت أُطعمها وأفلي ثوبها ورأسها وأخدمها.
فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا، وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت، فدخلت، في الحنيفية؟
فقلت: رجل من ولد نبيّنا أمرني بهذا.
فقالت: هذا الرجل هو نبي؟
فقلت: لا ولكنّه ابن نبيّ.
فقالت: يا بنيّ هذا نبيّ إنّ هذه وصايا الأنبياء.
فقلت: يا أمّ إنّه ليس يكون بعد نبيّنا نبيّ ولكنّه ابنه.
فقالت: يا بنيّ دينك خير دين، أعرضه عليّ، فعرضته عليها فدخلت في الإسلام، وعلّمتها فصلّت الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة، ثُمّ عرض بها عارض في الليل، فقالت: يا بني أعد عليّ ما علّمتني، فأعدته عليها فأقرّت به وماتت، فلمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها، وكنت أنا الذي صلّيت عليها ونزلت في قبرها(1).