روضة الشهداء (كتاب)
روضة الشهداء من المصنفات الفارسية القديمة التي تتمحور حول شهادة الإمام الحسين وأحداث واقعة عاشوراء في كربلاء، صُنّف الكتاب سنة 908 هــ بقلم الملا حسين الواعظ الكاشفي المتوفى سنة 910 هـ، وقد خَلُد الكتاب لأسباب كثيرة وكان المنطلق لتأليف الكتاب خلو المكتبة من بعض كتب المقاتل في العصر الصفوي والقاجاري. غير أن بعض العلماء ومنهم الشهيد مطهري سجّل الكثير من الملاحظات النقدية على الملا حسين الكاشفي وكتابه روضة الشهداء.
حول المؤلف
هو كمال الدين حسين بن علي الواعظ الكاشفي السبزواري المتوفى سنة 910 هـ من علماء القرنين التاسع والعاشر من أهل خراسان وبالتحديد من مدينة سبزوار. لم تحدثنا المصادر التي ترجمت للرجل عن ولادته شيئاً، وقد دوّن كتابه روضة الشهداء في أخريات حياته، وكان الرجل من الوعّاظ والشعراء، ويلقب بالواعظي. اشتهرت مجالس وعظه في وقته وكانت له مكانة في الوسط الاجتماعي وبين الحكّام. ومما خَلّد كتاب روضة الشهداء الأسلوب البلاغي وطريقة البيان التي اتسم بها الكاشفي. وقد اختلفت كلمة المترجمين له في انتمائه المذهبي. توفي الكاشفي سنة 910 هـ ودفن في سبزوار وقبره ما زال ماثلاً هناك ما بين مرقد الحاج الملا هادي السبزواري ومصلى المدينة.[١]
حول الكتاب
وصف الشيخ أغا بزرك الطهراني الكتاب بقوله: روضة الشهداء فارسي ملمع للمولى الواعظ الحسين بن علي الكاشفى البيهقى المتوفى حدود 910 هـ مرتب على عشرة أبواب وخاتمة ذكر فيها أولاد السبطين وجملة من السادات، وكتبت الخاتمة مستقلة في 17 ورقة في "الرضوية" ذكرتها بعنوان "أنساب سبطي النبي (ص). واحتمل البعض أنّه أوّل مقتل فارسي شاعت قراءته بين الفرس، حتى عُرف قارئه بـ "روضة خوان" (بمعنى من يقرأ الروضة)، ثم توسع هذا العنوان في هذا الزمان حتى يشمل كل قارئ على الإمام الحسين (ع)، لكن يأتي "مقتل الشهيد" الفارسي المقدم على "روضة الشهداء" وكذا "مقتل الشهداء" الذي نقل عنه في "روضة الشهداء" مراراً، وذكر أنًه تأليف أبي المفاخر الرازي وذكر بعض شعره.[٢]
الغاية من تدوين الكتاب
ذكر المؤلّف أنّه إنما صنّف الكتاب استجابة لطلب أحد كبار مدينة هرات وبسبب افتقاره لكتاب يجمع ذكر مصائب الإمام الحسين وواقعة كربلاء، مما جعل من الضروري التصدي لتأليف الكتاب والسعي لترجمة بعض الأشعار العربية.[٣]
محتوى الكتاب
يشتمل الكتاب على عشرة أبواب وخاتمة، يستعرض فيه باختصار حياة الأئمة الإثني عشرعليهم السلام ومصائب الإمام الحسين وبعض الابتلاءات التي حلّت بالأنبياء وجرت عليهم، بالإضافة إلى الظلم والقسوة القريشية التي واجهت بها الرسول الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم معتبراً ذلك مقدمة للموضوع الأصلي للكتاب.
أبواب الكتاب
- الباب الأوّل: في الابتلاءات التي تعرض لها بعض الأنبياء عليهم التحيّة والثناء.
- الباب الثاني: يستعرض فيه جفاء قريش وسائر المشركين لسيد الأبرار.
- الباب الثالث: تعرّض فيه لرحلة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم.
- الباب الرابع: بعض أحوال سيدة النساء فاطمة الزهراء .
- الباب الخامس: في بعض أخبار وأحوال علي من الولادة حتى وفاته.
- الباب السادس: في بيان فضائل وحالات الإمام الحسنقالب:عليه السلام من الولادة وحتى شهادته.
- الباب السابع: في مناقب وفضائل الإمام الحسين من الولادة حتى الشهادة.
- الباب الثامن: حول شهادة مسلم بن عقيل بن أبي طالب وبعض أولاده.
- الباب التاسع: في وصول الإمام الحسين إلى كربلاء ووقائع المعركة.
- الباب العاشر: ما جرى على أهل البيتعليهم السلام بعد انتهاء المعركة.
- الخاتمة: حول نسل وذرية الأئمة المعصومينعليهم السلام. [٤]
مصادر الكتاب
لم يصرح الكاشفي عن المصادر التي استل منها كتابه لكن يظهر من مطاوي كتابه أنّه اعتمد على مجموعة من المقاتل التي سبق تأليفها ككتاب الروضة ومنها ما هو غير معروف اليوم. ومن المصادر التي اعتمدها: فتوح ابن أعثم الكوفي، روضة الأحباب، شواهد النبوة، عيون أخبار الرضا، كنز الغرائب، مصابيح القلوب، مقتل الشهداء، نور الأئمة، و كثير من المصادر المعروفة والمجهولة. ويظهر أنّ المؤلّف حاول أن يكون الكتاب مسنداً فقط معتقدا بأنّ ما يذكره بأسلوب روائي قصصي صحيح.[٥]
أهمية الكتاب وخصائصه
امتاز الكتاب كما جاء في مقدمته بقوّة الأسلوب البياني ورصانة التعبير بالاضافة إلى اشتماله على كم وافر من الشعر والقصص التاريخية والآيات والروايات وكثرة المباحث الكلامية والفقهية مستفيداً من الكثير من المصادر وخاصة الشيعية منها. ومن هنا يمكن القول بأنّه من أقدم المقاتل الشيعية الشاملة والمتداولة بين الوعاظ. كل ذلك يندرج في تميّز الكتاب، ويعد نقطة القوة التي تسجل لصالحه. بل كان للأسلوب الأدبي وسلاسة البيان دور في رواج الكتاب بين قرّاء المراثي من حين صدور الكتاب وحتى اليوم بصورة مباشرة وغير مباشرة. وقد ترجم الكتاب لعدّة لغات.[٦]
نقاط الضعف
واجه الكتاب مجموعة من الانتقادات التي سلّطت الأضواء لنقاط الخلل فيه بل سجّل بعض الباحثين نقداً حاداً ضد الكتاب من أهمها اصطباغ الكتاب بالصبغة الصوفية والنقول غير الدقيقة بل غير الصحيحة واعتماد الأسلوب القصصي الخيالي، مع اقتصار الكتاب على الجانب المأساوي وذكر المصائب بعيداً عن التحليل وإظهار الجانب الملحمي والسياسي لواقعة عاشوراء. وممن انتقد الكتاب بشدّة الأعلام: الميرزا عبد الله الأفندي في كتاب رياض العلماء؛ والميرزا حسين النوري في كتابه اللؤلؤ والمرجان والشهيد مطهري في كتابه الملحمة الحسينية.[٧]
الطباعة
طبع الكتاب لأوّل مرّة في لاهور سنة 1287 هـ وفي بومبي سنة 1331 هـ وفي طهران عام 1333 هجري شمسي.[٨] ثم توالت بعد ذلك طبعات الكتاب في أكثر من مكان.
الهوامش
وصلات خارجية
- كاشفي ونقد وبررسي روضه الشهدا [الكاشفي ونقد ودراسة روضة الشهداء]
- روضة الشهدا و هنرهاي نمايشي در ايران [روضة الشهداء والفنون الاستعراضية في إيران]
- ملا حسين كاشفي و كتاب روضة الشهداء
- نكاهي به[إطلالة على] كتاب روضة الشهداء اثر الـ ملاحسين واعظ كاشفي
- "روضة الشهداء"؛ مقتلي دروغين[مقتل كاذب] "كاشفي" وكرايش به نقشبنديه ["الكاشفي" وميوله نحو النقشبندية].
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الواعظ الكاشفي، حسين بن علي، روضة الشهداء، قم، نويد اسلام، د.ت.
- مركز تحقيقات العلوم الإسلامية، القرص المدمج "سيره المعصومين".
- ↑ الواعظ الكاشفي، روضة الشهداء، ص 8 ــــ 10. حكيمه دبيران علي تسنيمي، كاشفي ونقد و بررسي روضة الشهداء.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 11، ص 294.
- ↑ القرص المدمج "سيره معصومان".
- ↑ الواعظ الكاشفي، روضة الشهداء، ص 24.
- ↑ القرص المدمج "سيره معصومان"..
- ↑ الواعظ الكاشفي، روضة الشهداء، ص 14 ــ 15.
- ↑ الواعظ الكاشفي، روضة الشهداء، ص 14 ــ 15.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 11، ص 294.