رامي عبد الغني اليوزبكي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

رامي عبد الغني اليوزبكي

المولد والنشأة

ولد الاستاذ رامي عبدالغني اليوزبكي عام(1964م) في مدينة الموصل بالعراق، هذه المدينة التي يعتنق اهلها احد المذاهب السنية التالية:

1- الحنفية(وهم النسبة الاكبر).

2- الشافعية(وهم اقل نسبة ومعظمهم ذوي اصول كردية).

3- الحنبلية(ونسبتهم اقل).

وكان الاستاذ رامي حنفي المذهب، وهو خريج كلية الآداب - قسم اللغة العربية/ جامعة الموصل.

الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى

يذكر الاستاذ رامي عبدالغني المؤثر الاول الذي جذبه نحومذهب اهل البيت (عليهم السلام) فيقول:(قدّر لي ان اتوجه في عام1979م الى بيت الله الحرام، وكان من الطبيعي ان تمر قوافل الحجاج البرية بمدينة كربلاء باعتبارها اخر محطة للاستراحة في العراق، ومن بعدها نصل الى مدينة عرعر السعودية التي من خلالها يتم العبور. وقد كنت اصغر اهل القافلة التي خرجت من الموصل اذ لايتجاوز عمري العشرين عاماً، وعندما دخلنا كربلاء- وهي من معاقل الشيعة - وقع نظري على قبة حرم الامام الحسين(عليه السلام)، فسألت عن هذا المكان فاخبروني عنه بصورة مجملة، فاتجهت مع الزائرين ودخلت الحرم وشرعت بقراءة الزيارة، واذا بكلمة (السلام عليك يا ثارالله) تهزني من الاعماق لأننا ابناء العشائر في الموصل لا نترك الثأر حتى ندركه، فعرفت ان المسألة فيها معاني عظيمة، معاني الرجولة والفداء و...ثم لفت نظري كلمة (وابن ثاره) واخذت اتساءل في نفسي: ثار الله! مامعنى ذلك؟ ابن ثارالله؟! ولماذا ينسب الثار الى الله دون غيره؟! اسئلة كثيرة ازدحمت في ذهني، فلما انهيت مراسم الزيارة توجهت الى رجل الدين الذي كان معنا في القافلة وسألته عن هذه المعاني فأجابني بأنها من خرافات الشيعة وافتراءاتهم، وأكد عليّ بالابتعاد عن هؤلاء الرافضة وان لا أشغل ذهني بمثل هذه الامور).

بعدها غادروا كربلاء باتجاه الديار المقدسة وكانت هذه الكلمات قد اخذت حيزاً كبيراً من تفكيره، وبعد ادائه لمناسك الحج، التقى بعدد من مشايخ الوهابية وسألهم عنها، واذا بهم يجيبونه بمثل النفَس الذي تحدث به شيخ القافلة، بل زادوا على ذلك بتكفيرهم للشيعة وبإكالة التهم والسب لهم ولم يخرج بإجابة نافعة.

وعاد الى العراق، وتأهل للدخول في كلية الاداب، وخلال فترة الدراسة التقى بعدد من الطلاب الشيعة واخذ يسألهم عن تلك الكلمات، لكنه لم يجد تفسيراً وافياً لضعف ثقافتهم الدينية.

انهى دراسته الجامعية وانخرط في صفوف الجيش العراقي لأداء خدمة الاحتياط، وقد كانت الحرب بين العراق وايران في سنيّها الاولى. وشجر في احد الايام خلاف بينه وبين كبير الضباط في وحدته العسكرية مما اضطره الى اللجوء الى ايران. قضى في ايران ما يقارب الاربع سنوات في معسكرات الاسر إلتقى واستمع فيها الى ما يطرح عن الشيعة وكان يدخل في نقاش وجدال مع احد الاسرى المقربين منه وكانوا يخرجون بنتائج جديدة قد خضعت للتحليل والمقارنة.

ومضت الايام فاطلق سراحه والفكرة مختمرة عنده لكنه كان يحتاج الى حافز ودافع ينقله من هذه الدائرة الى الافق الاوسع. فالتحق بصفوف الايرانين- رغم كونه سنياً حنفياً- ليقاتل الجيش العراقي، وفي احد الايام وفيما هو عائد مع المجموعة القتالية التي كان منضوٍ تحت لوائها واذا بهم يضلون الطريق، وعبثاً حاولوا الوصول، ومضت ليال‎ٍ خمس ونفد ما عندهم من الزاد، فوقعوا منهكين وقد اسدل الليل ستوره فناموا، يقول الاستاذ رامي:(رأيت في ما يرى النائم، رجلاً مهيباً بزي عربي وعلى رأسه عمامة سوداء، اقترب مني واستنهظني فنهضت، بارني بقوله: (ان الطريق الى ايران من هنا) واشار صوب احدى الجهات. فسألته: من انت؟ فقال: انا علي بن موسى الرضا. فاستيقظت فزعاً وايقظت اصحابي وكانوا من الشيعة فأخبرتهم بما رأيت فتباشروا، وبالفعل سلكنا الطريق وبعد فترة من الوقت وصلنا الى ايران).

نقطة التحول

كانت هذه الرؤيا الحافز والدافع الذي حركه باتجاه مذهب اهل البيت (عليهم السلام) ، مضافاً الى ما تكدس لديه من معلومات واحاطة بالتشيع والشيعة، وكان هناك ثمة امرثالث اقنعه، وهو مودة هؤلاء لكل من ينتمي الى البيت النبوي وخصوصاً ذرية فاطمة الزهراء(عليها السلام) التي كانت منها سلسلة الامامة، حيث يقول:(كنت اتأمل كثيراً في قوله تعالى:«قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى» ان هؤلاء الشيعة لماذا يودون اهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) ويلتفون حولهم اكثر منّا، ألسنا مخاطبين بهذا الخطاب؟ ولماذا لا نجد هذا التعلق وهذه المحبة لهم؟).

فأضاء الله تبارك وتعالى الطريق أمامه وأعلن عن استبصاره في مدينة مشهد عند زيارته للامام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).

دور مؤثر

ان الحصيلة الدراسية واللغات التي يتقنها الاستاذ رامي عبدالغني داوود العربية، الانگليزية، الفارسية، التركية، الكردية) وبالاضافة الى الكم الجيد من المطالعة العقائدية والتاريخية، وكذلك الدراسة الحوزوية على مذهب اهل البيت (عليهم السلام) ، جعلته يتحرك في أوساط عائلته والمحيطين به وبالتالي التأثير بهم وهداية قسم منهم الى طريق الحق القويم.