ذو الفقار
ذو الفقار؛ اسم السيف المشهور للنبي محمد (ص)[١] والإمام علي عليه السلام. وهي كلمة عربية، وقد سُمّي بذلك لاحتوائه من الخلف على أشواك مرتفعة ومنخفضة كالعمود الفقري.[٢]
سبب التسمية
«ذو الفقار» كلمة عربية بمعنى صاحب الفقرات. والفقرة هي القطعة الواحدة من العمود الفقري في الظهر. وقيل إن سبب تسميته بهذا الاسم وجود الأشواك المنخفضة والمسطحة على ظهره.[٣]
سُئل الإمام الباقر (ع) عن سبب تسمية هذا السيف بذي الفقار فقال (ع): «لأنه ما ضرب به أحداً من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة»[٤] فهذا السيف يؤدي إلى الفقر والفراق.
رغم ما روي من أن الميرزا القمي وابن شهر آشوب قالا بأن لهذا السيف رأسين[٥] لكننا لم نعثر على مصدر موثوق يدعي بأن لهذا السيف رأسين.[٦]
تاريخ ذو الفقار
وجاء في حديث يُنسب الإمام الرضا (ع) أن جبرائيل (ع) قد جاء به من السماء[٧] وفي رواية أخرى عن رسول الله (ص) قال: «إن الله تبارك وتعالى أعطاني ذا الفقار قال يا محمد (ص) خُذه وأعطه خير أهل الأرض، فقلت من ذلك يا ربّ فقال خليفتي في الأرض علي بن أبي طالب».[٨]
والرأي الآخر أن ذا الفقار كان ضمن الهدايا التي أهدتها بلقيس لنبي الله سليمان (ع) وقد وقع بيد منبه ابن الحجاج الذي قتله الإمام علي(ع) في غزوة بدر وأخذ منه ذا الفقار.[٩]
يقول الطبري: «إن هذا السيف كان للعاص بن المنبه الذي قُتل في غزوة بدر وانتقل سيفه إلى النبي محمد (ص) فأعطاه للإمام علي (ع) في غزوة أحد.[١٠] فأبلى الإمام علي (ع) في هذه الواقعة بلاء حسناً ودافع عن النبي محمد (ص) دفاعاً مستميتاً حتى نزل عليه جبرائيل (ع) ثانياً على الإمام علي (ع) بقوله: يا محمد (ص) إن هذه لهي المواساة من علي (ع) لك. فقال النبي (ص): إنه منّي وأنا منه فسمع الناس عندئذ هتافاً في السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي. [١١]
الآية التي نزلت في ذي الفقار
روى العلامة المجلسي عن تفسير السدّي الكبير قوله ان آية «وَأَنزَلْنَا الحْدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَناَفِعُ لِلنَّاس» [١٢] إشارة إلى ذي الفقار الذي نزل من السماء للنبي محمد (ص).[١٣]
مصير ذو الفقار
تنقل بعض المصادر الشيعية، أن سيف ذي الفقار انتقل بعد الإمام علي(ع) إلى الإمام الحسن (ع) [١٤] ثم إلى الإمام الحسين(ع) [١٥] وأخيرا وصل إلى الإمام المهدي (عج) [١٦] وهو عنده (عج).[١٧]
وروي عن الإمام الصادق(ع) والإمام الرضا (ع) أن ذا الفقار من علائم الإمامة، وأنه في يدهم حال إمامتهم.[١٨]
نعم قد ذكرت بعض المصادر التاريخية أن ذو الفقار انتقل إلى حفيد الإمام الحسن (ع) محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزّكية وقد قام به ضد المنصور الخليفة الثاني العباسي وقتل وقد وصل أخيراً إلى هارون الرشيد[١٩] الخليفة الخامس لبني العباس. وعندما تمرّد الأتراك على المستنصر الخليفة الفاطمي في القاهرة، سنة 464 هجرية ونهبوا أموالهم، انتقل ذو الفقار عندئذ إلى السلاطين.[٢٠]
الهوامش
المصادر
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت.
- ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.
- دائرة المعارف الإسلامية.
- دائرة المعارف تشيع [الشيعية].
- راجي كرماني، حمله حيدري، تصحيح يحيى طالبيان، جامعة الـ شهيد باهنر، كرمان.
- الحر العاملي، إثبات الهداة، مؤسسة الأعلمي، بيروت.
- الصدوق، من لا يحضره الفقيه، تصحيح علي اكبر غفاري، جامعه مدرسين، قم.
- الصدوق، الخصال، تصحيح علي اكبر غفاري، جامعه مدرسين، قم.
- الصدوق، علل الشرائع، تصحيح محمد صادق بحر العلوم، مكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.
- الطبرسي، الاحتجاج، تحقيق محمد باقر الخرسان، دار النعمان، النجف الأشرف.
- الطوسي، الغيبة، تحقيق عباد الله الطهراني، مؤسسة معارف إسلامية، قم.
- الطبري، تاريخ، ترجمه باينده، نشر أساطير، طهران.
- الكاشاني، منهج الصادقين، تصحيح علي أكبر غفاري، كتاب فروشي إسلامية، طهران.
- المجلسي، بحار الأنوار، الوفاء، بيروت.
- الميرزا القمي، جامع الشتات، تصحيح مرتضى الرضوي، مؤسسة كيهان، طهران.
- نوري، مستدرك الوسائل، مؤسسه آل البيت(ع)، بيروت.
- المقريزي، الخطط، دار العرفان، لبنان.
- مهدي الزيدي، النجم الثاقب، مؤسسه زيد بن علي، صنعاء.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 419 ؛ الصدوق، الخصال، ج 2، ص 528.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 160.
- ↑ لغت نامه [قاموس] دهخدا و فرهنك معين، ذيل هذه الكلمة.
- ↑ المجلسي، ج37، ص294.
- ↑ الميرزا القمي، ج 1، ص 379؛ ابن شهر آشوب، ج 3، ص 45.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية، ج9، 398.
- ↑ النوري، ج ۳، ص ۳۰۹.
- ↑ الحر العاملي، ج 2، ص 283.
- ↑ الكاشاني، ج 9، ص 193.
- ↑ الطبري، ج 3، ص 996.
- ↑ ابن الأثير، ج2، ص107.
- ↑ الحديد/57/25.
- ↑ المجلسي، ج 42، ص 58.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 419.
- ↑ راجي الكرماني، ج2، ص 102.
- ↑ الصدوق، الخصال، ج 2 ص 528 ؛ الصدوق، الاحتجاج، ج ۲، ص ۴۳۶.
- ↑ دائرة المعارف تشيع، ذيل كلمة ذو الفقار.
- ↑ ابن شهر آشوب، ج 1، ص 312.
- ↑ الطبري، ج 7، ص 595 ـ 556.
- ↑ المقريزي، ج 2 ص 305.