دير اللج
دير اللّج
يقع ( دير اللج ) في مدينة الحيرة ، وفي بعض النصوص في ظهرها وهو على لفظ ( لج البحر )، وكان هذا الدير قد بناه أبو قابوس النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، ولم يكن في الديارات أحسن منه بناء ولا أنزه موضعا ، وفيه أنشد الشاعر:
سقى اللّه دير اللج غيثا فإنه ، * على بعده منّي ، إلي حبيب
قريب إلى قلبي ، بعيد محلّه * وكم من بعيد الدار وهو قريب
يهيّج ذكراه غزال يحلّه * أغن سحور المقلتين ربيب
إذا رجّع الإنجيل ، واهتزّ مائدا * تذكّر محزون وحنّ غريب
وهاج بقلبي عند ترجيع صوته * بلابل أسقام به ووجيب
وأشار بعض الباحثين إلى أن هذا الدير منسوب إلى اللجة بنت النعمان ، أنها اتخذته في قبر مرآبا الكبير الجاثليق وكان النعمان بن المنذر يركب في كل يوم أحد إلى ( دير اللج ) وفي الأعياد الدينية ، ومعه أهل بيته خاصة من آل المنذر ، وعليه حلل الديباج المذهّبة ، وعلى رؤوسهم أكاليل الذهب ، وفي أوساطهم الزنانير المفصصة بالجواهر ، وبين أيديهم أعلام فوقها صلبان . وإذا قضوا صلاتهم ، انصرفوا إلى مستشرفة على النجف . وهناك يشرب النعمان وأصحابه ويقضي بقيّة يومه فيه . وفي هذا المكان يخلع ويهب ، وكان ذلك أحسن منظر وأجمله كما كان النعمان يتعبّد في هذا الدير ، ويستشفي به في مرضه ، وهذا يعني أن الدير المذكور قد أعد للعبادة من جانب ، وللشرب من جانب آخر . فقد قال الشاعر:
يا ليلتي ! أطيبها ليلة * لو لم يكن في قصرها الطيب
بتنا بدير اللج في حانة * شرابها في الكأس مكبوب
يديرها ظبي هضيم الحشا * يحبّه الشبّان والشيب
حتى إذا ما الخمر مالت بنا * جرت أمور وأعاجيب
فما ترى ظنّك في شادن * بات إلى جانبه ذيب !