دير اللج

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

دير اللّج

يقع ( دير اللج ) في مدينة الحيرة ، وفي بعض النصوص في ظهرها وهو على لفظ ( لج البحر )، وكان هذا الدير قد بناه أبو قابوس النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، ولم يكن في الديارات أحسن منه بناء ولا أنزه موضعا ، وفيه أنشد الشاعر:

سقى اللّه دير اللج غيثا فإنه ، * على بعده منّي ، إلي حبيب

قريب إلى قلبي ، بعيد محلّه * وكم من بعيد الدار وهو قريب

يهيّج ذكراه غزال يحلّه * أغن سحور المقلتين ربيب

إذا رجّع الإنجيل ، واهتزّ مائدا * تذكّر محزون وحنّ غريب

وهاج بقلبي عند ترجيع صوته * بلابل أسقام به ووجيب

وأشار بعض الباحثين إلى أن هذا الدير منسوب إلى اللجة بنت النعمان ، أنها اتخذته في قبر مرآبا الكبير الجاثليق وكان النعمان بن المنذر يركب في كل يوم أحد إلى ( دير اللج ) وفي الأعياد الدينية ، ومعه أهل بيته خاصة من آل المنذر ، وعليه حلل الديباج المذهّبة ، وعلى رؤوسهم أكاليل الذهب ، وفي أوساطهم الزنانير المفصصة بالجواهر ، وبين أيديهم أعلام فوقها صلبان . وإذا قضوا صلاتهم ، انصرفوا إلى مستشرفة على النجف . وهناك يشرب النعمان وأصحابه ويقضي بقيّة يومه فيه . وفي هذا المكان يخلع ويهب ، وكان ذلك أحسن منظر وأجمله كما كان النعمان يتعبّد في هذا الدير ، ويستشفي به في مرضه ، وهذا يعني أن الدير المذكور قد أعد للعبادة من جانب ، وللشرب من جانب آخر . فقد قال الشاعر:

يا ليلتي ! أطيبها ليلة * لو لم يكن في قصرها الطيب

بتنا بدير اللج في حانة * شرابها في الكأس مكبوب

يديرها ظبي هضيم الحشا * يحبّه الشبّان والشيب

حتى إذا ما الخمر مالت بنا * جرت أمور وأعاجيب

فما ترى ظنّك في شادن * بات إلى جانبه ذيب !