دير الجماجم

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

دير الجماجم

يقع دير الجماجم على بعد سبعة فراسخ من الكوفة من طرف البر السالك إلى مدينة البصرة وقد حدد المستشرق ( شتراك Streck ) موضعه بالقول : إن أطلال هذا الدير على مسيرة ستة أميال أو ثمانية أميال شرقي علي ( أي مدينة النجف الأشرف ) في مكان ما بالجزء الجنوبي الشرقي من بحر النجف الحالي وقد أعطى أبو عبيدة سبب تسميته بهذا الاسم بقوله : الجمجمة هي القدح من الخشب ، وسمي ( دير الجماجم ) لأنه كانت تعمل فيه الأقداح من الخشب . وقيل الجمجمة هي البئر التي تحفر في سبخة فيجوز أن يكون الموضع قد سمي بذلك.

ولكن المؤرخ ابن الكلبي قد أعطى للتسمية بعدا تاريخيا بقوله : إنما سمي دير الجماجم لأن بني تميم بنوا بجماجمهم هذا الدير شكرا على ظفرهم ، ولم يأخذ ياقوت الحموي بهذا الرأي بقوله : وهذا عندي بعيد عن الصواب ، وهو غير معقول عن ابن الكلبي ، وليس يصح عنه فإنه كان أهدى إلى الصواب من غيره في هذا الباب .

ويقترب البكري من رأي ابن الكلبي فيقول : سمي بوقعة أياد على أعاجم كسرى بشاطئ الفرات الغربي ، فقتلت جيشه ، فلم يفلت منهم إلا الشريد ، فجمعوا جماجمهم فجعلوها كالكوم ، فسمي ذلك المكان بدير الجماجم.

ويبدو أن البعد التاريخي للتسمية كان أقرب إلى ذلك وإن اختلفت الحادثة وزمنها ، فالمكان هو الثابت لدى المؤرخين والجغرافيين ، وإلى ذلك أشار البلاذري : أن دير الجماجم لقبيلة أياد ، وكانت بينهم وبين بني بهراء بن عمرو بن قضاعة وبين بني القين