دير الأسكون
دير الأسكون
يقع هذا الدير في ظاهر الحيرة ، وهو راكب على النجف وفيه قلالي وهياكل ، وتعني بيت النصارى ، وتزين الدير صورة لمريم وعيسى عليهما السلام ، وفيه تغنّى الشاعر فقال :
ولمّا يلبّي على هيكل * بناه وصلّب فيه فصارا
وتعني ( القلالة ) الصومعة التي يتعبّد فيها الراهب ، وهي من الألفاظ المعرّبة من أصل يوناني وهو ( Kellugon ) ومعناه الراهب أو الناسك ، وجمعها ( قلايا ) وتكون على شكل بناء مرتفع يشبه المنارة ينفرد بها الراهب ، وقد لا يكون لها بناء ظاهر « 2 » .
وأشار الجغرافيون إلى وصفها بالقول :
إن القلالي والهياكل عليها سور حصين وعليه باب حديد ، ومنه يهبط الهابط إلى غدير بحيرة ، أرضه رضراض ورمله أبيض ، وله مشرعة تقابل الحيرة لها ماء إذا انقطع النهر كان منه شراب أهل الحيرة ولعل وجود السور المنيع الشاهق يمنع اللصوص من السطو ، ودفعا عن غارات قطّاع الطرق ونقل العمري بعض مراسيم هذا الدير بقوله : إن النصارى يجتمعون في ( دير الأسكون ) في الأعياد ، وفي كل يوم جمعة بعد الصلاة ، وإذا كان يوم الشعانين أتوه من كل ناحية مع شماميسهم بصلبهم وأعلامهم ، فإذا استمتعوا فيه ، وفي القصر الأبيض والقلالي المدانية ، خرج أسقفهم بهم لإلى مكان يعرف باسم ( قبيات الشعانين ) وهي قباب على ميل من ناحية طريق الشام فأقاموا بها يومهم ذلك إلى آخره ، ولكل منهم يومئذ شأن يعنيه ويعطي هذا النص أهمية تاريخية