حيان السراج
حيان السراج:
من الكيسانية القائلين بأن محمد ابن الحنفية إمام و هو حي لم يمت، و قد ذكر الكشي في ذلك عدة روايات (145) و هي: «حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني محمد بن أصبغ، عن مروان بن مسلم، عن بريد العجلي، قال: دخلت على أبي عبد الله(ع)، فقال لي: لو كنت سبقت قليلا لأدركت حيان السراج. قال: و أشار إلى موضع في البيت، فقال أبو عبد الله(ع): كان هاهنا جالسا فذكر محمد ابن الحنفية و ذكر حياته و جعل يطريه و يقرضه، فقلت له: يا حيان أ ليس تزعم و يزعمون و تروي و يروون لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا و هو في هذه الأمة مثله؟ قال: بلى. قال: فقلت: هل رأينا و رأيتم و سمعنا و سمعتم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه و قسمت أمواله و هو حي لا يموت؟ فقام و لم يرد علي شيئا.
حمدويه قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال قال أبو عبد الله(ع): أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج فأذنت له، فقال لي: يا أبا عبد الله إني أريد أن أسألك عن شيء أنا به عالم، إلا أني أحب أن أسألك عنه، أخبرني عن عمك محمد بن علي مات؟ قال: فقلت أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتى فقيل له: أدرك عمك. قال: فأتيته- و قد كانت أصابته غشية- فأفاق، فقال لي: ارجع إلى ضيعتك. قال: فأبيت، فقال: لترجعن، قال: فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني، فقال: أدركه فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه، فدعا بطست و جعل يكتب وصيته فما برحت حتى غمضته و غسلته و كفنته و صليت عليه و دفنته، فإن كان هذا موتا فقد و الله مات. قال: فقال لي رحمك الله شبه على أبيك. قال: فقلت سبحان الله أنت تصدف على قلبك. قال: فقال لي و ما الصدف على القلب؟ قال: قلت الكذب.
حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الجبار الذهلي، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب، عن حماد بن عيسى، قال: و حدثني علي بن إسماعيل و يعقوب (ابن يزيد)، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الله بن مسكان، قال: دخل حيان السراج على أبي عبد الله(ع)، فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي ابن الحنفية؟ قال: يقولون هو حي يرزق. فقال أبو عبد الله(ع): حدثني أبي أنه كان في من عاده في مرضه و في من أغمضه و في من أدخله حفرته و تزوج نساؤه و قسم ميراثه. قال: فقال حيان: إنما مثل محمد ابن الحنفية في هذه الأمة مثل عيسى بن مريم. فقال: ويحك يا حيان شبه على أعدائه؟ فقال: بلى شبه على أعدائه، فقال: تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي، لا و لكنك تصدف يا حيان، و قد قال الله عز و جل في كتابه: (سنجزي الذين يصدفون عن آيٰاتنٰا سوء العذٰاب بمٰا كٰانوا يصدفون) ، فقال أبو عبد الله(ع): فتبت إلى الله من كلام حيان ثلاثين يوما