حفص بن غياث
حفص بن غياث:
قال النجاشي: «حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن ربيعة بن عامر بن خيثم بن وهبيل بن سعد [سعيد بن مالك بن النخع بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أود أبو عمر القاضي، كوفي، روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع)، و ولي القضاء ببغداد الشرقية لهارون، ثم ولاه قضاء الكوفة، و مات بها سنة أربع و تسعين و مائة، له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي، يقول: سمعت عمر [عمرو بن حفص بن غياث، يقول: ذكر كتاب أبيه، عن جعفر بن محمد(ع)و هو سبعون و مائة، حديث أو نحوها، و روى حفص، عن أبي الحسن موسى(ع)، أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن عمر [عمرو بن حفص، عن أبيه به». و قال الشيخ (243): «حفص بن غياث القاضي: عامي المذهب، له كتاب معتمد، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، و محمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، و الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن حفص، عن أبيه حفص بن غياث». و عده في رجاله من أصحاب الباقر(ع)(50) قائلا: «حفص بن غياث عامي». و في أصحاب الصادق(ع)(176) قائلا: «حفص بن غياث بن طلق بن معاوية، أبو عمر النخعي القاضي الكوفي، أسند عنه». و في أصحاب الكاظم(ع)(16) قائلا: «حفص بن غياث النخعي الكوفي صاحب أبي عبد الله ع». و في من لم يرو عنهم(ع)(57) قائلا: «حفص بن غياث القاضي روى ابن الوليد، عن محمد بن حفص، عن أبيه». و ذكر في العدة في بحث حجية خبر الواحد، عمل الطائفة بأخبار حفص بن غياث، و يظهر من مجموع كلامه فيها أن العدالة المعتبرة في الراوي أن يكون ثقة متحرزا في روايته عن الكذب، و إن كان مخالفا في الاعتقاد، فاسقا في العمل، نعم رواية المعتقد للحق الموثوق به يتقدم على غيره في مقام المعارضة. و المتحصل من ذلك: أن حفص بن غياث ثقة و عملت الطائفة برواياته. ثم إن الظاهر أن الرجل كان عاميا لشهادة الشيخ بذلك، كما عرفت و شهادة الكشي في عد جماعة من العامة و البترية، حيث قال: و حفص بن غياث عامي، ذكره في ذيل ترجمة محمد بن إسحاق، و نظرائه من العامة (248- 252). و قد يستظهر من روايته
عن الصادق(ع)في روضة الكافي، الحديث 98، قوله(ع): (فو الله أن لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله عز و جل منه عملا إلا بولايتنا أهل البيت .. إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة، إلا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، و صاحب هوى، و الفاسق المعلن).
و من روايته
عن موسى بن جعفر(ع)، قوله: (يا حفص من مات من أوليائنا و شيعتنا، و لم يحسن القرآن علم في قبره)، الحديث. الكافي: الجزء 2، كتاب التوحيد 3، باب فضل حامل القرآن 2، الحديث 10، أنه كان شيعيا، و لكنه لا يتم، لأنه لو سلمت الدلالة فإن في سند الروايتين القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، و الظاهر أنه القاسم بن محمد الأصفهاني فإنه الذي روى كتاب سليمان بن داود المنقري على ما ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى سليمان، و القاسم بن محمد، لم يوثق. على أن الرواية الثانية لا تصريح فيها بأن راويها هو حفص بن غياث فلعله حفص بن سوقة، أو حفص بن البختري، أو غيرهما ممن روى عن موسى بن جعفر(ع). ثم إن الشيخ(قدس سره) عد الرجل من أصحاب الباقر(ع)، و بما أنه مات سنة 194، على ما ذكره النجاشي، فالرجل يكون له من العمر زهاء مائة سنة، مع أنه لم يعد من المعمرين، و غير بعيد أن يكون من هو من أصحاب الباقر(ع)، مغايرا لمن هو من أصحاب الصادق(ع)و الكاظم(ع)، و الله العالم. ثم إنه مع تصريح الشيخ بأن حفص بن غياث له كتاب معتمد، و عده في رجاله من أصحاب الباقر(ع)و الصادق(ع)و الكاظم(ع)، و ذكره في كتاب العدة في عداد رواة الأئمة(ع)، كيف عده في من لم يرو عنهم(ع)، و لا نجد له وجها غير الغفلة، و العصمة لله و لأوليائه الطاهرين. ثم إن صريح النجاشي: أن راوي كتاب حفص بن غياث ابنه عمرو [عمر و صريح الشيخ أن راوي كتابه ابنه محمد، فالظاهر أن حفصا كان له ولدان، كل منهما روى كتاب أبيه، و مما يؤكد وجود ابن له يسمى بمحمد ما رواه في التهذيب: الجزء 1، باب تلقين المحتضرين، و توجيههم عند الوفاة، الحديث 880، و في الإستبصار: الجزء 1، باب تقديم الوضوء على غسل الميت، الحديث 728. فقد روى فيهما محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن حفص بن غياث.
و ما ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم(ع)(10) من أن محمد بن حفص بن غياث، روى عن أبيه، و روى عنه محمد بن الوليد الخزاز. ثم إن طريق الصدوق إليه أبوه- رضي الله عنه- عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن حفص بن غياث. و أيضا علي بن أحمد بن موسى- (رحمه الله)- عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن أبي بشر، قال: حدثنا الحسين بن الهيثم، قال: حدثنا سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث. و أيضا، أبوه- (رحمه الله)- عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي القاضي. و الطريق صحيح. و كذلك طريق الشيخ إليه، و إن كان فيه محمد بن حفص، و ذلك لأن قول الشيخ: له كتاب معتمد مع أن راويه ابنه محمد، يدل على الاعتماد بقول محمد لا محالة، على أن الشيخ يروي كتاب حفص بطريقه عن الصدوق(قدس سره) فإذا كان طريق الصدوق صحيحا، كان طريق الشيخ أيضا صحيحا، و إن كان الطريق المذكور في الفهرست ضعيفا. روى عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه سليمان بن داود المنقري، تفسير القمي: سورة القصص، تفسير قوله تعالى: (تلك الدٰار الآخرة).