حديث الوصية

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حديث الوصية، رواية تشير إلى اثني عشر مهدياً يخلفون الإمام المهدي(ع). ورد هذا الحديث في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي. وقد تمسك أحمد الحسن رئيس جماعة أنصار المهدي بهذه الرواية، وعدّ نفسه من أولاد الإمام المهدي بالواسطة، كما ادعي أنه أول المهديين الاثني عشر.

ويرى علماء الشيعة أنّ هذه الرواية سندها ضعيف، ومحتواها یتعارض مع الروايات الصحيحة، والتي تقصر عدد خلفاء النبي(ص) في اثني عشر شخصا، كما رفضوا ما فهمه أحمد الحسن من هذه الرواية، حيث طبّقها على نفسه.

أهمية الحديث

روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة حديث الوصية عن النبي(ص)،[١] وهو أهم ما تمسك به أحمد الحسن، قائد جماعة أنصار المهدي، لإثبات المهديين الاثني عشر بعد الأئمة الاثني عشر،[٢] فبناء على هذا الحديث اعتبر نفسه أول المهديين، كما عدّ نفسه من أولاد الإمام المهدي(ع).[٣]

لكن يري علماء الشيعة أن سند هذه الرواية ليس قطعياً، كما رفضوا تفسير أحمد الحسن منها.[٤]

محتوي الحديث

بحسب حديث الوصية إنّ النبي(ص) أخبر الإمام علي(ع) باثني عشر اماماً من بعده، وذكر أسمائهم، وهي نفس أسماء الأئمة الاثني عشر للشيعة الإمامية، ثم أخبره باثني عشر مهديا، الذين يخلفون الإمام الثاني عشر بعد وفاته.[٥] وجاء في القسم ا لأخير من الرواية:

فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي كاسمي، واسم أبي، وهو عبد الله، وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين.[٦]

اعتماد أحمد الحسن على هذا الحديث

ادعى أحمد الحسن واستنادا على هذه الرواية أنّه بعد وفاة الإمام المهدي(ع)، سيأتي اثنا عشر مهدياً، هو أولهم.[٧] ثم بناء على كلمة (ابنه) في الرواية ادعى أنه ابن الإمام المهدي بالواسطة.[٨] وعليه يدعي أحمد الحسن أنّه يؤدي دوراً قبل الظهور، وأثناء قيام دولة الإمام المهدي، وبعده.[٩]

رأي علماء الشيعة

يرى علماء الشيعة أن حديث الوصية يتعارض مع الروايات المشهورة والصحيحة، ومن هؤلاء العلماء الفضل بن الحسن الطبرسي (مفسر القرن الخامس)، والإربلي (محدّث القرن السابع)، والعلامة المجلسي (محدث القرن الحادي عشر)، والحرّ العاملي (محدث القرن الحادي عشر).[١٠]

وقال الطبرسي والإربلي أنّ هذه الرواية تتعارض مع الروايات الصحيحة التي تقول بأنه لن تكون دولة بعد دولة الإمام المهدي(ع).[١١]

إشكالات على الحديث

ومن الإشكالات التي ذكرها الباحثون على هذا الحديث:

  • هذه الرواية خبر واحد، والخبر الواحد ليس قطعياً، فلا يمكن إثبات المعتقدات الدينية‌ بالاعتماد عليها.[١٢]
  • بناء على هذه الرواية إنّ عدد خلفاء النبي 24 شخصاً، وهذا يتعارض مع حصر عدد الأوصياء في 12 شخصاً.[١٣]
  • هذه الرواية تتعارض مع الروايات التي تعدّ الإمام المهدي(ع) خاتم الأوصياء،‌ كما تتعارض مع الأخبار التي تتحدث عن الرجعة.[١٤]
  • هذا الحديث ضعيف السند، حيث أن رواته ضعفاء ومجهولين، فلا يصلح لها أن تتعارض مع الروايات الصحيحة.[١٥]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • آل محسن، علي، الرد القاصم، النجف، مركز الدراسات التخصصية للإمام المهدي، 1434 هـ.
  • أحمد الحسن، الجواب المنير عبر الأثير، د. م، إصدارات أنصار الإمام المهدي، د. ت.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، تبريز، نشر بني هاشمي، 1381 هـ ش.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، تصحيح: السيد هاشم رسولي المحلاتي، طهران، نويد، 1362 هـ ش.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، تصحيح علاء الدين أعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1425 هـ/2004 م.
  • شهبازيان، محمد، ره افسانه، قم، انتشارات مركز تخصصي مهدويت، 1396 هـ ش.
  • الطبرسي، فضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1417 هـ.
  • الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، تحقيق: عبد الله طهراني وعلي أحمد ناصح، قم، مؤسسة معارف إسلامي، 1411 هـ.
  • العاملي النباطي، علي بن يونس، الصراط المستقيم الى مستحقي التقديم، تصحيح: ميخائيل رمضان، النجف، المكتبة الحيدرية، 1384 هـ.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ.
  • مجتهد السيستاني، مهدي، لوح وقلم: بررسي روايت موسوم به وصيت در كتاب الغيبة شيخ طوسي، قم، دار التفسير، د. ت.
  • محمدي هوشيار، علي، درسنامهٔ نقد وبررسي جريان أحمد الحسن البصري، قم، انتشارات تولي، 1396هـ ش.
  1. الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411 هـ، ص 150-151.
  2. مجتهد السيستاني، لوح وقلم، دار التفسير، ص 13.
  3. محمدي هوشيار، درسنامه نقد وبررسي جريان أحمد الحسن، 1396 هـ ش، ص 37-39.
  4. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج 53، ص 149-150؛ الحر العاملي، الإيقاظ من الهجعة، 1362هـ ش، ص 368.
  5. الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411 هـ، ص 150-151.
  6. الشيخ الطوسي، الغيبة، 1411 هـ، ص 150.
  7. أحمد الحسن، الجواب المنير، ج 1، ص 38.
  8. محمدي هوشيار، درسنامه نقد وبررسي جريان أحمد الحسن، 1396 هـ ش، ص 37-39.
  9. محمدي هوشيار، درسنامه نقد وبررسي جريان أحمد الحسن، 1396 هـ ش، ص 37-39.
  10. الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 2، ص 295؛ الإربلي، كشف الغمة في‌معرفة الأئمة، 1381 هـ ش، ج 2، ص 467؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج 53، ص 150؛ الحر العاملي، الإيقاظ من الهجعة، 1362هـ ش، ص 368؛ الحر العاملي، الفوائد الطوسية، 1403 هـ، ص 115.
  11. الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 2، ص 295؛ الإربلي، كشف الغمة في‌معرفة الأئمة، 1381 هـ ش، ج 2، ص 467؛ العاملي النباطي، الصراط المستقيم، ج 2، 1384 هـ، ص 186.
  12. آل محسن، الرد القاصم، 1434 هـ، ص 36.
  13. آل محسن، الرد القاصم، 1434 هـ، ص 36؛ مجتهد السيستاني، لوح وقلم، دار التفسير، ص 129.
  14. شهبازيان، ره افسانه، 1396 هـ ش، ص 138؛ محمدي هوشيار، درسنامه نقد وبررسي جريان أحمد الحسن، 1396 هـ ش، ص 150.
  15. مجتهد السيستاني، لوح وقلم، دار التفسير، ص 59.