جيمس تروث
جيمس تروث (علي)
(مسيحيّ/ أمريكا)
ولد في أمريكا ، ونشا في أسرة مسيحيّة ، ثمّ أكمل المرحلة المتوسّطة من دراسته ، ثمّ ترك موروثه العقائديّ واعتنق الدين الإسلاميّ الحنيف نتيجة لقائه ببعض علماء مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ، واقتناعه بالأدلّة والحجج التي ذكرها هؤلاء العلماء له.
خصائص القرآن الكريم:
كان "جيمس تروث" يحسب أنّ القرآن الكريم هو من نتاج فكر النبي(صلى الله عليه وآله)ولا علاقة له بالوحي والسماء ، وذلك لإنكاره نبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله) ، وكان الناس كثيراً ما يحذّرونه من مطالعة هذا الكتاب; لأنّ فيه ـ كما يزعمون ـ إساءة للديانة المسيحيّة ومقدّساتها.
ولكنّه أدرك بعد البحث أنّ القرآن كتاب سماويّ يحتوي على (114) سورة نزلت بصورة تدريجيّة على قلب النبيّ(صلى الله عليه وآله) لمدّة ثلاث وعشرين سنة ، وهي فترة حياة النبيّ منذ بعثته حتّى التحاقه بالرفيق الأعلى.
وعرف "جيمس" خلال البحث بأنّ للقرآن الكريم مجموعة مميّزات منها: شموليّته وتضمّنه للمعارف الإلهية الرفيعة لجميع أصعدة الحياة.
والصفة الأخرى التي يمتاز بها القرآن هي عدم وجود الاختلاف والتناقض بين آياته ، ولهذا قال تعالى: {وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(1). وهذا ما يبيّن إعجاز هذا الكتاب ، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يأتي بكتاب جامع لمختلف مجالات وشؤون الإنسان ، ثمّ لا يختلف حاله في شيء منها ; لانّ الطبيعة البشريّة هي التكامل علماً وعملاً عن طريق كسب التجارب ، كما أنّ حالات الإنسان ومزاجه تختلف من حيث الفرح والألم والعسر واليسر والمرض والعافية ، فالرسول جاء بالقرآن خلال فترة ثلاث وعشرين سنة ، ولكن بالرغم من كل هذا فانّنا نرى أنّ القرآن الكريم على وتيرة واحدة ولا تضادّ ولا اختلاف بين معارفه وأحكامه.
كما أنّ من خصائص القرآن الكريم هي ذكره للمغيّبات ، وإخباره بقصص الأنبياء السابقين وأممهم بصورة تختلف تماماً عمّا هو موجود في كتب العهدين.
وهذه القصص هي من أنباء الغيب كما قال تعالى حول قصّة كفالة زكريا(عليه السلام)لمريم(عليها السلام): {ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}(2) وغيرها من القصص. وكذلك الأخبار عن الحوادث المستقبلية ، كالإخبار عن انتصار الروم بعد هزيمتهم ، كما جاء في قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}(3).
التمسّك بالقرآن:
إنّ عظمة القرآن هي التي دفعت "جيمس" إلى التخلّي عن عقائده الموروثة ; لأنّه تمكّن عن طريق الأنوار القرآنية التي أضاءت بصيرته أن يميّز بين الحقّ والباطل ، فعرف بعدها أحقيّة الإسلام ، فأعلن استبصاره ثمّ تمسّك بالقرآن ليهتدي به إلى سواء السبيل ، كما أنّه تمسّك في نفس الوقت بعترة الرسول(صلى الله عليه وآله) لأنّه عرف من خلال البحث أنّ العصمة من الضلال ـ كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ لا تتحقّق إلاّ عن طريق التمسّك بالثقلين كتاب الله وعترة الرسول(عليهم السلام).