جرداء بنت سمير

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

جرداء بنت سمير مؤمنة ، موالية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السّلام ، لها قصة ظريفة مع زوجها هرثمة بن سليم

قال نصر بن مزاحم : حدّثنا منصور بن سلام التميمي ، قال : حدّثنا حيّان التيمي ، عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي عليه السّلام صفين ، فلمّا نزل كربلاء المقدسة صلّى بنا ، فلمّا سلّم رفع إليه من ترتبها فشمّها ثم قال : « واها لك يا تربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب »

قال : فلمّا رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير - وكانت من شيعة علي عليه السّلام - حدّثها هرثمة فيما حدث فقال لها : ألا أعجّبك من صديقك أبي حسن ! ! قال : لما نزل كربلاء وقد أخذ حفنة من تربتها فشمّها وقال : « واها لك أيّتها التربة ! ! ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب » ، وما علمه بالغيب

فقالت المرأة له : دعنا عنك أيها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقل إلّا حقّا

قال : فلمّا بعث عبيد اللّه بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين عليه السّلام ، كنت في الخيل التي بعث إليهم ، فلمّا انتهيت إلى الحسين عليه السّلام وأصحابه عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليه السّلام ، والبقعة التي رفع إليه من تربتها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين عليه السّلام ، فسلّمت عليه وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل

فقال الحسين عليه السّلام : « أمعنا أم علينا »

فقلت : يا بن رسول اللّه ، لا معك ولا عليك ، تركت ولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد

فقال الحسين عليه السّلام : « فولّ هربا حتى لا ترى مقتلنا ، فوالذي نفس حسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلّا دخل النار »

قال : فأقبلت في الأرض أشتد هربا حتى خفي عليّ مقتلهم [١]

  1. وقعة صفّين : 140 - 141 . وانظر : مختصر تأريخ دمشق 7 : 148 ، المعجم الكبير للطبراني 3 : 111 / 2826 ، مجمع الزوائد 9 : 191 ، شرح نهج البلاغة 3 : 169 - 170 ، تهذيب التهذيب 2 : 301 ، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن ( المعروف بالملاحم والفتن ) لابن طاوس : 335 / 488 نقلا عن الفتن لأبي يحيى زكريا