توم اسكوتن
توم اسكوتن (محمّد عليّ)
(مسيحيّ / أمريكا)
ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة غذّته الديانة المسيحيّة ، ثمّ حصل على شهادة أهلّته للعمل كمهندس الكترونيكي.
تنزيه الله تعالى عن التركيب:
أدرك "توم اسكوتن" من خلال لقائه بأحد علماء الدين الشيعة بأنّ الله تعالى ينبغي أن يكون منزّهاً عن التركيب ، لأنّ التركيب يوجب احتياج الله إلى أجزاء ، والله تعالى هو الغني عن كلّ شيء ، ولا يكون إلهاً إلاّ لكونه واجب الوجود ، وواجب الوجود غنيّ بذاته ، وهو منزّه عن التركيب.
ولهذا لا يمكن القول بالتثليث ، لأنّه يوجب القول بأنّ الإله الواحد مركّب من ثلاثة أجزاء ، وهي الأب والابن وروح القدس ، وعلى هذا فهو بحاجة إلى أجزائه لتكتمل إلوهيّته ، والاحتياج والتركيب ينافيان الغنى والبساطة التي هي من صفات الإله الواجب الوجود.
وأضف إلى ذلك أنّ الله تعالى بسيط الذات من جميع الجهات ، فيستحيل انفصال شيء منه كما يدّعي المسيحيّون ، ويستحيل حلوله في شيء مخلوق أو اتّحاده معه.
بطلان الحلول والاتّحاد:
إنّ الحلول هو دخول الشيء في محلّ مّا يحتويه ويحلّ داخله ، ويستحيل الحلول بالنسبة إلى الله تعالى ; لأنّه عزّ وجلّ في كل مكان ، ويستحيل أن يحيطه المكان ، ويلزم من حلول الله في مكان خلوّه تعالى من مكان آخر وهو محال.
كما أنّ الحلول من خواصّ الأجسام ، والله تعالى منزّه عن الجسمانيّة ، فلهذا لا يصحّ نسبة الصفة الحلوليّة له كما يقول بعض النصارى بحلوله في جسم المسيح(عليه السلام).
وأمّا بطلان الاتّحاد ، فهو لأنّ الاتّحاد هو أن يتّحد شيء مع شيء آخر ، فيتكوّن منهما شيئاً آخر ، ولكن الاتحاد في الواقع من الأمور المستحيلة ; لأنّ من المستحيل أن يتحوّل شيئان إلى شيء واحد ; لأنّ الشيئين إذا بقيا بعد الاتّحاد ، فالاتحاد لم يقع; لأنّ الشيئين بقيا على ما هما عليه ، ولم يتحوّلا إلى شيء آخر ، ولو قلنا بأنّ الشيئين انعدما بعد الاتّحاد ، فالاتّحاد هنا ايضاً لم يقع ، لأنّ الشيئين لم يبقيا ليتّحد أحدهما بالآخر، بل انعدما والمعدوم لا يتّحد بالمعدوم ، ولو قلنا بانعدام أحد الشيئين وبقاء الشيء الآخر ، فالاتّحاد أيضاً لم يقع هنا ; لأنّ المعدوم لا يتّحد بالموجود.
ففي جميع الصور لا يمكن وقوع الاتّحاد ، فإذا كان الاتّحاد باطل من أساسه فكيف يمكن نسبته إلى الله تعالى، والقول بأنّ الله تعالى اتّحد مع المسيح(عليه السلام).
معرفة الله تعالى عن طريق الإسلام:
إنّ الأدلّة التي حصل عليها "توم اسكوتن" عن طريق الإسلام، ومذهب أهل البيت(عليهم السلام)عرّفته على إله منزّه من التركيب والاحتياج والاتحاد والحلول، وكلّ ما يلزم النقص له تعالى ، فوجد "توم" أنّ العقيدة الإسلاميّة تنسجم وتتلاءم مع الفطرة ، فرحّب بها واعتنقها وأعلن استبصاره ، ثمّ سمّى نفسه "محمّد عليّ" تيمّناً باسم رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي جاء بالإسلام من عند الله تعالى ، وتيمّناً باسم أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي حفظ هذا الإسلام بعد الرسول(صلى الله عليه وآله); لئلاّ تتلاعب به أيدي المغرضين.