توحيد المفضل (كتاب)
توحيد المُفضّل او كتاب فَكِّر هو كتاب يضم حديثاً طويلاً عن الإمام الصادققالب:عليه السلام حول مواضيع عدة كالحكمة ومعرفة الله وأسرار الخلقة وقد أملاه على مفضل بن عمر الجعفي خلال أربعة مجالس.
التعريف بالكتاب
المشهور أنّ الكتاب من إملاءات الإمام الصادق على "مفضل بن عمر الجعفي الكوفي" من صحابة الإمام الصادققالب:عليه السلام، وقد أملاه الإمام الصادق في أربعة مجالس في أربعة أيام من الصباح إلى الظهر. يستدل الإمام في هذا الكتاب بعجائب الخلقة لإثبات وجود إله حكيم وعليم. ويعدّ هذا الكتاب من الكتب الشيعية القيّمة والمعتبرة في المباحث الاعتقادية.
توحيد المفضل من وجهة نظر العلماء
وإن سلّمنا بصحة إملاء هذا الكتاب، فهناك تساؤل يطرح، وهو أن الكتاب الموجود بين يدينا هو نفس كتاب توحيد المفضل أم لا؟
يعتقد أغلب علماء الشيعة أنّ مفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام الكبار،[١] ويحتجّ بعض العلماء للرد على آراء المشككين في ذلك،[٢] ويحاولون أن يثبتوا أنّ الكتاب إملاء كلام الإمام الصادق عليه السلام.[٣]
وصرّح البعض أنّ رسالة "الأهليلجة" منسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام، وقدكتبها بنفسه عليه السلام إلى المفضل إلا أنّ توحيد المفضل هو مما أملاه الإمام عليه السلام على المفضل، وكلاهما في إثبات وجود الله.[٤] نسب النجاشي هذا الكتاب إلى المفضّل، وذكر أنّ الكتاب لم يكن جديراً بالاهتمام، واعتبر المفضل من الغلاة الخطابيين.[٥]
رأي السيد بن طاووس
ورد عنوان توحيد المفضل في الفهارس التي ذكرها السيد بن طاووس،[٦] ويبدو من التفاصيل التي يذكرها أنّ الكتاب هو نفس الكتاب الذي بين أيدينا ،[٧] كما يؤكد ابن طاووس على عدم تصحيف هذا الكتاب وتحريفه، ولم يدّع أحد أن توحيد المفضل المعروف في المكاتب غير ما رواه المفضل بن عمر الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام بل نص على ذلك العلماء.
ونظرا لأهمية هذا الكتاب لدى علماء الشيعة أكد السيد بن طاووس على اصطحابه في السفر، والمداومة على مطالعته والتأمل في مضامينه.[٨]
رأي الآقا بزرك الطهراني
ويشير آقا بزرك في كتابه الذريعة[٩] إلى أن قسماً من كتاب توحيد المفصل الذي يتطرق إلى أحوال الملأ الأعلى لم يكن معروفاً في عهد السيد بن طاووس،[١٠] فقام السيد ميرزا ابو القاسم الذهبي المعاصر لآقا بزرك بإقحامه بالكامل في كتابه المدعو "تباشير الحكمة".
أسباب تأليف الكتاب
ينقل المفضل بن عمر الجعفي حكاية تأليف الكتاب كما يلي:
كنت جالساً في مسجد المدينة إلى جنب قبر النبي (ص)، وكنت متأملاً في مكانته ومقامه (ص) ،فدخل ابن أبي العوجاء ومجموعة من أصحابه في المسجد، فقال صاحبه حول النبي (ص): إنّه كان فيلسوفاً ادعى المرتبة العظمى، والمنزلة الكبرى، فقرن اسمه باسم ناموسه، فصار يهتف به على رؤوس الصوامع. وذكر ابن أبي العوجاء إبتداء الأشياء، وزعم ذلك بإهمال لا صنعة فيه ولا تقدير، ولا صانع ولا مدبر، بل الأشياء تتكوّن من ذاتها بلا مدبر، وعلى هذا كانت الدنيا لم ولا تزال.
فلم أملك نفسي غضباً وغيظاً وحنقاً، فقلت: يا عدو الله أتحدت في دين الله، وأنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم، فردوا: إن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا.
فخرجت من المسجد محزوناً مفكراً فيما بلي به الإسلام، فدخلت على مولاي (عليه السلام)، فأخبرته بما سمعت من الدهريين، وبما رددت عليهما. فقال: "يا مفضل لألقين عليك من حكمة الباري وعلا وتقدس اسمه في خلق العالم ما يعتبر به المعتبرون، ويسكن إلى معرفته المؤمنون، ويتحير فيه الملحدون، فبكّر علي غداً".
أربع مجالس من الكتاب
- في المجلس الأول يعزو الإمام الصادق عليه السلام الإنكار والشك في وجود الله لدى البعض إلى الجهل بالنسبة إلى أسباب وكيفية خلق الكون، ثم يتطرق إلى خلق العالم وخلق الإنسان وأعضاء جسم الإنسان كجهاز الهضم والحواس الخمسة، ويستدل بتلك على حكمة خالقها وقدرته وعلمه.
- في المجلس الثاني تحدّث الإمام الصادق عليه السلام عن عجائب عالم الحيوانات منها الحصان والفيل والزرافة والقرد والكلب والدجاج والخفاش والنحل والجراد والنمل والسمك.
- في المجلس الثالث ذكر الإمام عجائب السماء والأرض كلون السماء وطلوع وغروب الشمس وفصول السنة والشمس والقمر والنجوم وسيرهم السريع في السماء والبرد والحر والرياح وصنع الصوت والجبال والنبات.
- وخصص الإمام الصادق المجلس الرابع بأمور منها حقيقة الحياة والموت وأسباب خلق الإنسان وكيفية معرفة الكون وبيان الفصل بين الحس والعقل في معرفة العالم وحقائق الكون.
نسخ الكتاب
هناك نسخ مخطوطة كثيرة من توحيد المفضل منها في إيران في مكتبة العتبة الرضوية المقدسة والمكتبة الوطنية، ومكتبة آية الله مرعشي نجفي ومنها في العراق.[١١]
أقدم نسخة
يبدو أن أقدم نسخة مخطوطة لهذا الكتاب ترجع إلى سنة 1056 هـ وبخط عبدالرزاق الجيلاني، وهي في مكتبة السيد محمد رضا الكلبايكاني في مدينة قم.[١٢]
النسخة المطبوعة
تم طبع ونشر كتاب توحيد المفضل لأول مرة سنة 1287ش في إيران، ثم قدّم الباحثون والعلماء تراجم شروحا عدة على هذا الكتاب، وطبع في مصر والعراق وإيران عدة مرات.[١٣]
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- آقا بزرك الطهراني، منصفات الشيعة، تلخيص الذريعة إلى تصانيف الشيعة، مشهد، بمساعي محمد آصف فكرت، 1373 ش.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمية، د.ت.
- ابن طاووس، الامان من اخطار الاسفار والازمان، قم، د.ن، 1409 هـ.
- ابن طاووس، كشف المحجة لثمرة المهجة، قم، طبعة محمد حسون، 1375 ش.
- انوار، عبد الله، فهرست نسخ خطي كتابخانه ملي، طهران، 1343 هـ.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، الملحقات، طهران، مكتبة الصدر.
- الحسيني الاشكوري، احمد، فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه عمومي حضرت آية الله العظمى مرعشي نجفي مد ظله العالي، قم، 1354 هـ.
- الشيخ الطوسي، كتاب الغيبة، طهران، 1398 هـ.
- الشيخ المفيد، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد، بترجمة وشرح هاشم رسولي محلاتي، طهران، 1346 ش.
- عرب زاده، ابو الفضل، فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه آية الله العظمى كلبايكاني، قم، 1378 ش.
- فاضل، محمود، فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه جامع كوهر شاد مشهد، مشهد، 1363ـ 1367 ش.
- فكرت، محمد آصف، فهرست الفبائي كتب خطي كتابخانه مركزي آستان قدس رضوي، مشهد، 1369 ش.
- كولبرك، اتان، كتابخانه ابن طاووس واحوال وآثار او، قم ، ترجمة: علي قرائي ورسول جعفريان، 1371 ش.
- كليني، الكافي، تصحيح علي اكبر غفاري، دار الكتب الاسلامية، طهران
- المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال في علم الرجال، طبعة حجرية، النجف، 1349 ــ 1352 هـ.
- مفضل بن عمر، توحيد المفضل، طبعة: باقر البيدهندي، طهران، 1379 ش.
- النجاشي، احمد، فهرست اسماء مصنفي الشيعة المشتهر بـ رجال النجاشي، طبعة: موسى شبيري الزنجاني، قم، 1407 هـ.
- ↑ الكليني، ج2، ص92؛ الشيخ المفيد، ج2، ص208؛ الشيخ الطوسي، ج1، ص210؛ ابن شهر آشوب، ج4، ص219
- ↑ المامقاني، ج3، ص238ـ242
- ↑ ابن طاووس، الأمان، ج1، ص50؛ التستري، ج14، ص143
- ↑ آقا بزرك، الذريعة، ج4، ص482
- ↑ النجاشي، ج1، ص416
- ↑ كولبرك، ج1، ص361ـ362
- ↑ ابن طاووس، الأمان، ج1، ص91
- ↑ ابن طاووس، الامان، ج1، ص91
- ↑ الذريعة، ج4، ص482ـ483
- ↑ ابن طاووس، الأمان، ج1، ص91
- ↑ الحسيني الإشكوري، ج1، ص144؛ فكرت، ج1، ص150
- ↑ عرب زاده، ج1، ص197
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج4، ص91، 482ـ483؛ آقا بزرك الطهراني، المصنفات، ج2، ص167؛ فاضل، ج3، ص1515