الميرزا علي محمد خان بن أمين الدولة عبد الله خان
الميرزا علي محمد خان بن أمين الدولة عبد الله خان
ولد نظام الدولة الميرزا علي محمد خان آل نظام الدولة بن أمين الدولة عبد اللّه خان بن محمد حسين خان عام 1222 ه في مدينة طهران ونشأ بها وتولى بعض المناصب الحكومية في عهد السلطان علي شاه منها حكومة أصفهان وكاشان وتقلد منصب الوزارة والصدارة ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1247 ه ، وانقطع لتحصيل العلم وأكب على الدراسة والتأليف وقد تتلمذ على أعلام مدينة النجف منهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .
2 - الملا مقصود علي .
3 - الميرزا حسين بن الملا علي النوري .
وأصبح الميرزا علي محمد خان آل نظام الدولة عالما فاضلا كاملا فقيها أصوليا متكلما محدثا أديبا لبيبا ماهرا باللغتين العربية والفارسية ، وله نثر جميل وخط حسن ، وكان جامعا للكمالات ، حاويا للمحاسن المعنوية ، ووحيد عصره في طراد الخيل وسباقها ولا يسبقه أحد عليها ، وفريد دهره في رمي البندقية لا يكاد يخطئ إذا رمى ، ولكنه أعرض عن الدنيا وزخارفها وصار عالما متبحرا متفتحا ، سوى ما حصله من العلوم الرياضية والكيمياوية ، وكان يحفظ شذور الذهب على ظهر الغيب ويقول الشيخ محبوبة : كان خطاطا جيدا لا يباريه أحد في عصره وله اليد الطولى في الفقه والأصول والحديث والرجال والعلوم الأدبية والرياضية ووصفه السيد الأمين بالأمير العلامة الأديب وقد أمتلك نظام الدولة الميرزا علي محمد خان مكتبة كبيرة كانت تقع إلى جنب داره حفظ بها كتبه ، وهي خزانة كتب عليها بخطوط مألفيها وتقدر بأكثر من عشرين ألف مجلد ويقول الشيخ الطهراني : ( رأيت بخطه مجموعة كبيرة منها نيف وعشرون ترجمة من رواة العامة مستخرجة من كتبهم ) ومما يؤسف له أن هذه المكتبة قد تلفت بعد وفاته ، وكانت داره مجمعا للعلماء والأدباء وكانت له مراسلات ومطارحات مع السيد محمود الآلوسي وعبد الغني جميل وعبد الباقي العمري وغيرهم ، وفي مكتبة الأوقاف في بغداد رسالة كتبها هؤلاء إلى نظام الدولة الميرزا علي محمد خان لما زار النجف لاستعطافه على ولده قلي خان بتاريخ 15 رجب 1265 ه
كتب نظام الدولة الميرزا على محمد خان كتبا في الأصول والفقه وعلم الكلام والرجال والأدب وهي على النحو الآتي:
أولا : الفقه والأصول
1 - تقريرات أصولية .
2 - تقريرات في مسائل الطهارة .
3 - رسالة في أصول الفقه .
4 - رسالة في الشبهة المحصورة والماء المضاف .
5 - مجمع البحرين في أصول الفقه .
6 - كشف الإبهام في الفقه .
ثانيا : علم الكلام
1 - رسالة في الإمامية .
2 - الشهاب الثاقب ، ويرد بلفظ الشهب الثواقب وهو في الرد على ابن حجر في كتابه ( الصواعق المحرقة ) ويرد ذكره بلفظ الشهب الثواقب في طرد الشيطان الناصب عن سماء المناقب ) .
3 - كتاب البرهان .
4 - معارج القدس في الحكمة والكلام والتوحيد والعدل .
5 - نور الأبصار .
ثالثا : الرجال والتاريخ
1 - شارقة الوزارة ، ويرد بلفظ سلافة الوزارة كتبها باقتراح الوزير علي رضا في معنى الوزارة .
2 - كتاب في الرجال أو رجال الميرزا علي محمد خان .
3 - كتاب ترجم فيه 19 رجلا من كبار أهل السنة مع النقض والرد عليهم .
رابعا : الأدب واللغة
1 - ديوان شعر .
2 - كتاب في النحو والصرف .
وكان لنظام الدولة علي محمد خان نثر وشعر في اللغتين العربية والفارسية وقد أمتاز نثره بروعة الأسلوب ، وقد أجاب على رسالة بعثها أعلام بغداد جاء فيها : ( كتابي أدام اللّه على الفضائل كمالها ، وعلى الأفاضل جمالها ، وعلى المكارم بهجتها ، وعلى الأكارم مهجتها بإدامة بقاء المخاديم الأماثل المتعالي في فضلهم ، وزاهر نبلهم على المداني فضلا عن المماثل ، وواليهم المخلص ومحبهم المتخصص ، المنزه عن الريب وداره المشغوف بودادهم على ظهر الغيب فؤاده ، لهج اللسان ببهج الجنان طويل المقاول ثقيل الكواهل ، ينشر ما أسدوه من عارفتهم وإحسانهم ، ويشكر ما أبدوه من ملاطفتهم وامتنانهم في ابتدائهم وابتدارهم ) أما شعره فكان من الطراز الرقيق مزج فيه الخيال الفارسي بالديباجة العربية فجاء بهالة مشرقة ومنه في مدح الإمام علي عليه السلام:
علي أمير المؤمنين إمامنا * ومن نبتغي في حبه أجزل الأجر
ومن بعده شبلاه أشبال شبلة * أسود اباة الضيم بالبيض والسمر
إلى أن ترى الموت حمرا ثيابه * فبدله ذو العرش بالسندس الخضر
من اللّه فيهم ظاهر كل آية * على ما له فيهم من السر في الستر
فطوبى لمن حاز السعادة فائزا * بتصديق ما للّه فيهم من السر
هم خير خلق اللّه بعد نبيه * وهم بخصوص النص أولو الأمر
فهل يهتدي في الدين إلا من اهتدى * بنور علي ثم أولاده الطهر
توفى نظام الدولة الميرزا علي محمد خان عام 1276 ه / 1859 م ، وأرخته بعض المصادر عام 1277 ه ، ودفن في مدرسة الصدر الأعظم الواقعة في السوق الكبير في النجف ، ورثاه أحد الشعراء بقصيدة منها:
مصاب فتى حاز المفاخر كلها * وسارت مسير النيرات مناقبه
ورزء فتى عم البرية رزؤه * وطبقت السبع الطباق مصائبه
قضى فقضى من بعده كل سؤدد * والوى وقد الوى من الدين جانبه