الكلبي النسابة
الكلبي النسّابة (سنّي / العراق)
جاء في بحار الأنوار:
عن الحسين بن محمّد، عن المعلّى، عن محمّد بن علي بن سماعة، عن «الكلبيّ النسّابة» قال: دخلت المدينة، ولست أعرف شيئاً من هذا الأمر . . . ، فقال: أئت جعفر بن محمّد(عليه السلام) فهو عالم أهل هذا البيت . . .
فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد النّجوم؟
فقال: ويحك أمّا تقرأ سورة الطلاق؟
قلت: بلى.
قال: فاقرأ، فقرأت ﴿فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ﴾(1).
قال: أترى ههنا نجوم السّماء؟
قلت: لا.
قلت: فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثاً؟
قال: تردّ إلى كتاب الله وسنّة نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثُمّ قال: لا طلاق إلاّ على طهر من غير جماع، بشاهدين مقبولين.
فقلت في نفسي: واحدة.
ثُمّ قال: سل.
فقلت: ما تقول في المسح على الخفّين؟
فتبّسم، ثُمّ قال: إذا كان يوم القيامة، وردّ الله كلّ شيء إلى شيئه، وردّ الجلد إلى الغنم، فترى أصحاب المسح أن يذهب وضوؤهم؟
فقلت في نفسي: ثنتان.
ثُمّ التفت إليّ فقال: سل.
فقلت: أخبرني عن أكلّ الجريّ.
فقال: إنّ الله عزّ وجلّ مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحراً فهو الجريّ، والزمار، والمارماهي، وما سوى ذلك، وما أخذ منهم برّاً فالقردة، والخنازير، والوبر، والورل وما سوى ذلك.
فقلت في نفسي: ثلاث.
ثُمّ التفت إليّ، وقال: سل وقّم.
فقلت: ما تقول في النبيذ؟
فقال(عليه السلام): حلال.
فقلت: إنا ننبذ فنطرح فيه العكر وما سوى ذلك ونشربه.
فقال: شُه شُه، تلك الخمرة المنتنة.
فقلت: جعلت فداك فأيّ نبيذ تعني؟
فقال: إنّ أهل المدينة شكوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تغيّر الماء، وفساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له، فيعمد إلى كفّ من التّمر فيقذف به في الشنّ فمنه شربه ومنه طهوره.
فقلت: وكم كان عدد التّمر الذي في الكفّ؟
فقال: حمل الكفّ.
فقلت: واحدة وثنتان؟
فقال: ربّما كانت واحدة، وربّما كانت ثنتين.
فقلت: وكم كان وسع الشنّ؟
فقال: مابين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك.
فقلت: بالأرطال؟
فقال: نعم أرطال بمكيال العراق.
قال سماعة: قال «الكلبي»: ثُمّ نهض(عليه السلام) فقمت فخرجت وأنا أضرب بيدي على الأُخرى، وأنا أقول: إن كان شيء فهذا فلم يزل «الكلبيّ» يدين الله بحبّ أهل هذا البيت حتّى مات