القاضي النعمان المغربي
نبذة مختصرة عن حياة العالم القاضي النعمان المغربي ، قاضي الدولة الفاطمية ، مؤلّف كتاب «شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار» .
اسمه وكنيته ونسبه(1)
الشيخ النعمان أبو حنيفة بن أبي عبد الله محمّد بن منصور المغربي.
ولادته
ولد في أواخر القرن الثالث الهجري في القيروان بتونس.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ ابن شهرآشوب المازندراني في المعالم: «ليس بإمامي، وكتبه حسان»(2).
2ـ قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: «أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم… وكان مالكي المذهب، ثمّ انتقل إلى مذهب الإمامية»(3).
3ـ قال العلّامة المجلسي في البحار: «وكتاب دعائم الإسلام… وقد ظهر لنا أنّه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور قاضي مصر في أيّام الدولة الإسماعيلية، وكان مالكياً أوّلاً ثمّ اهتدى وصار إمامياً، وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة، لكن لم يرو عن الأئمّة بعد الصادق خوفاً من الخلفاء الإسماعيلية، وتحت سرّ التقية أظهر الحقّ لمَن نظر فيه متعمّقاً، وأخباره تصلح للتأييد والتأكيد… وكتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف، مشتمل على فوائد جليلة»(4).
4ـ قال السيّد بحر العلوم في الفوائد: «وكتاب الدعائم كتاب حسن جيّد، يصدق ما قد قيل فيه، إلّا أنّه لم يرو فيه عمّن بعد الصادق(ع) من الأئمّة(عليهم السلام) خوفاً من الخلفاء الإسماعيلية، حيث كان قاضياً منصوباً من قبلهم بمصر، لكنّه قد أبدى ـ من وراء ستر التقية ـ حقيقة مذهبه بما لا يخفى على اللبيب»(5).
5ـ قال الشيخ التستري في المقابس: «وهذا الرجل كما يلوح في كتابه من أفاضل الشيعة بل الإمامية، وإن لم يرو في كتابه إلّا عن الصادق(ع)، ومن قبله من الأئمّة(عليهم السلام)»(6).
6ـ قال الميرزا النوري في الخاتمة: «في تصريح الجماعة بأنّه أظهر الحقّ تحت أستار التقية لمَن نظر فيه متعمّقاً. وهو حقّ لا مرية فيه، بل لا يحتاج إلى التعمّق في النظر»(7).
7ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «قاضي مصر أيّام المنصور بالله، والمهدي بالله الإسماعيليين، كان جاء مع المعز من المغرب إلى مصر، وليس بإسماعيلي كما توهّمه بعضهم»(8).
8ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة: «ولمّا كان قاضياً من قبل الخلفاء الفاطميين المعتقدين إمامة إسماعيل بن جعفر(ع)، ثمّ أولاد إسماعيل، كان يتّقي في تصانيفه من أن يروي عن الأئمّة بعد الإمام الصادق(ع) صريحاً، لكنّه يروي عنه بالكنى المشتركة، فيروي عن الرضا(ع) بعنوان أبي الحسن، وعن الجواد(ع) بعنوان أبي جعفر»(9).
9ـ قال السيّد الخوئي في المعجم: «إنّ كتاب دعائم الإسلام فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية، قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري، ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدّث النوري (قدّس الله نفسه) في اعتبار الرجل، وأنّه كان من الإمامية المحقّة، فهو لم يثبت، فالرجل مجهول الحال، وعلى تقدير الثبوت فكتابه دعائم الاسلام غير معتبر، لأنّ رواياته كلّها مرسلة»(10).
قاضي الدولة الفاطمية
عاصر(قدس سره) أربع من خلفاء الدولة الفاطمية، وتولّى القضاء على مدينة طرابلس، ثمّ على مدينة المنصورية ـ التي بناها المنصور الفاطمي ـ والمهدية والقيروان وسائر مدن شمال إفريقيا، وأقام صلاة الجمعة في مسجد القيروان، ثمّ صار قاضيّاً على مصر.
من أولاده
القاضي أبو الحسن علي، قال عنه الشيخ القمّي في الكنى والألقاب: «وكان القاضي أبو الحسن المذكور متفنّناً في عدّة فنون منها: علم القضاء والقيام به بوقار وسكينة، وعلم الفقه والعربية والأدب والشعر، وكان شاعراً مجيداً في الطبقة العليا»(11).
من مؤلّفاته
1ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار (3 مجلّدات)، 2ـ دعائم الإسلام في مسائل الحلال والحرام والقضايا والأحكام (مجلّدان)، 3ـ اختلاف أُصول المذاهب، 4ـ الأُرجوزة المختارة، 5ـ أساس التأويل، 6ـ المجالس والمسايرات، 7ـ المناقب والمثالب، 8ـ الهمّة في أتّباع الأئمّة، 9ـ يوم وليلة في الصلاة المفروضة، 10ـ إبتداء الدعوة للعبيديين، 11ـ افتتاح الدعوة وإنشاء الدولة، 12ـ تأويل الشريعة، 13ـ تقويم الأحكام، 14ـ مفاتيح النعمة، 15ـ ذات البيان، 16ـ التوحيد والإمامة، 17ـ الإيضاح، 18ـ الطهارات، 19ـ منهاج الفرائض، 20ـ الاقتصار.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في رجب 363ه في القاهرة، وصلّى على جثمانه المعزّ لدين الله الفاطمي، ودُفن في داره.
الهوامش
1ـ اُنظر: نقد الرجال 5 /17 رقم5587، جامع الرواة 2 /295، رياض العلماء 5 /275، تعليقة أمل الآمل: 327، منتهى المقال 6 /386 رقم3124، روضات الجنّات 8 /147 رقم725، أعيان الشيعة 10 /223، طبقات أعلام الشيعة 1 /324، مستدركات أعيان الشيعة 2 /338، فهرس التراث 1 /406، شرح الأخبار 1 /17.
2ـ معالم العلماء: 161 رقم853.
3ـ أمل الآمل 2 /335 رقم1034.
4ـ بحار الأنوار 1 /38.
5ـ الفوائد الرجالية 4 /5.
6ـ مقابس الأنوار: 66.
7ـ خاتمة المستدرك 1 /128.
8ـ تكملة أمل الآمل 6 /158 رقم2630.
9ـ الذريعة 1 /61 رقم298.
10ـ معجم رجال الحديث 20 /177 رقم13090 و20 /184 رقم13102.
11ـ الكنى والألقاب 1 /57.