الفيض بن المختار
الفيض بن المختار:
قال النجاشي: «الفيض بن المختار الجعفي: كوفي، روى عن أبي جعفر(ع)و أبي عبد الله(ع)و أبي الحسن(ع)، ثقة، عين، له كتاب يرويه ابنه جعفر». و قال الشيخ (571): «فيض بن المختار، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيان الخزاز، عنه». و عده في رجاله من أصحاب الصادق(ع)(28)، قائلا: «الفيض بن المختار الجعفي، مولاهم، كوفي». و عده البرقي أيضا في أصحاب الصادق(ع). و عده الشيخ المفيد من رواة النص على موسى بن جعفر(ع)، من شيوخ أصحاب أبي عبد الله(ع)، و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين. الإرشاد: في (فصل في النص عليه بالإمامة من أبيه ع). و ذكر ابن شهرآشوب قريبا من ذلك. المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر(ع). ثم إن الكشي ذكر روايتين في ترجمة الفيض بن المختار (202) فقال: «
حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، و محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، قال: كنت عند أبي عبد الله(ع)فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم، و كتاب الفيض بن المختار، و سليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برحلها، و أنه إن أمرهم أن يأخذوها أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمى
به، ثم قال: ما أنا لهؤلاء بإمام، أ ما علموا أن صاحبهم السفياني!
». أقول: هذه الرواية ضعيفة بعبد الحميد بن أبي الديلم. و قال الكشي بعد ذلك: «و إن الفيض أول من سمع عن أبي عبد الله(ع)نصه على ابنه موسى بن جعفر(ع).
جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، و عنه، عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لأبي عبد الله(ع): جعلت فداك، ما تقول في الأرض، أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها آخرين على أن ما أخرج الله منها من شيء كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال: لا بأس، قال له إسماعيل ابنه: يا أبة لم تحفظ! قال: فقال: يا بني أ و ليس كذلك أعامل أكرتي؟ إن كثيرا ما أقول ألزمني فلا تفعل، فقام إسماعيل، فقلت: جعلت فداك، و ما على إسماعيل ألا يلزمك إذا كنت أفضت إليه الأشياء من بعدك كما أفضت إليك بعد أبيك، قال: فقال: يا فيض إن إسماعيل ليس كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك، فقد كنا لا نشك أن الرجال ينحط إليه من بعدك، و قد قلت فيه ما قلت، فإن كان ما يخاف و أسأل الله العافية، فإلى من؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبتيه و قلت: ارحم سيدي، فإنما هي النار، إني و الله لو طمعت أن أموت قبلك لما باليت، و لكني أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك، ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه، فدخل ثم مكث قليلا، ثم صاح: يا فيض ادخل، فدخلت فإذا هو في المسجد قد صلى فيه و انحرف عن القبلة، فجلست بين يديه فدخل إليه أبو الحسن، و هو يومئذ خماسي و في يده درة، فأقعده على فخذه، فقال له: بأبي أنت و أمي ما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بعلي أخي و هي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده، فقال أبو عبد الله(ع): يا فيض إن رسول الله(ص)أفيضت إليه صحف إبراهيم(ع)و موسى ع
فأتمن عليها رسول الله عليا، و أتمن عليها علي الحسن، و أتمن عليها الحسن الحسين، و أتمن عليها الحسين علي بن الحسين، و أتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، و أتمنني عليها أبي، و كانت عندي و لقد ائتمنت عليها ابني هذا على حداثته و هي عنده، فعرفت ما أراد فقلت له: جعلت فداك زدني، قال: يا فيض إن أبي كان إذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا فأمنت فلا ترد له دعوة، كذلك أصنع بابني هذا، و لقد ذكرناك أمس بالموقف، فذكرناك بخير فقلت له: يا سيدي زدني، قال: يا فيض إن أبي كان إذا سافر و أنا معه، فنعس و هو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتى يقضي وطره من النوم، و كذلك يصنع بي ابني هذا، قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: إني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني، قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت رأسه و دعوت الله له، فقال أبو عبد الله (ع) أما إنه لم يؤذن له في أمرك منك، قلت: جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك و ولدك و رفقاءك، و كان معي أهلي و ولدي و يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيرا، و قال يونس: لا و الله حتى أسمع ذلك منه، و كانت فيه عجلة، فخرج فاتبعته، فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله (ع) قد سبقني، و قال: الأمر كما قال لك الفيض، قال سمعت و أطعت
». أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة بأبي نجيح، فإنه مجهول. و هذه الرواية رواها النعماني بأدنى اختلاف، عن محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثنا أبو نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار. الغيبة: باب ما ذكر لإسماعيل بن أبي عبد الله، و الدلالة على أخيه موسى بن جعفر (ع)، الحديث 2.
و قد روى صدر هذه الرواية محمد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثني أبو نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار. الكافي: الجزء 5، باب قبالة أراضي أهل الذمة 130، الحديث 2. و رواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثني ابن [أبو نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار. التهذيب: الجزء 7، باب المزارعة، الحديث 881. و لكن محمد بن يعقوب روى ذيل الرواية، عن محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن فيض بن المختار، في حديث طويل في أمر أبي الحسن(ع)، حتى قال له أبو عبد الله(ع): هو صاحبك الذي سألت عنه (إلى آخر ما ذكره الكشي) بأدنى اختلاف. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى(ع)71، الحديث 9. و هذه الرواية أيضا ضعيفة، فإن الحسن بن الحسين، الظاهر أنه اللؤلؤي، و هو لم تثبت وثاقته، على أن الظاهر وقوع السقط في سند الرواية، فإن أحمد بن الحسن الميثمي رواها عن فيض بن المختار بواسطة أبي نجيح على ما عرفت. و طريق الشيخ إليه ضعيف. ثم إنه روى عن أبي عبد الله(ع). و روى عنه جعفر بن بشير. الروضة: الحديث 568. و روى عنه سيف بن عميرة. الكافي: الجزء 4، كتاب الزكاة 1، باب فضل إطعام الطعام 38، الحديث 5. و روى عنه عبد الله القلاء. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى(ع)71، الحديث 1.
و روى عنه عمر الرماني. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى(ع)، الحديث 16.