الصديق الأكبر

من ويكي علوي
(بالتحويل من الصدّيق الأكبر)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عن علي عليه السلام أنه قال: أنا عبد الله، وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر [١]


الصدّيق، معناه المبالغ في الصدق، وهو الذي يصدّق قوله بالعمل، وقد لقّب بعض الأنبياء الذين ورد أسمائهم في القرآن بهذا اللقب، والصديق الأكبر لقب مختص بالإمام علي (ع)، لقبه رسول الله (ص) بذلك، وكذلك الصديقة الكبرى من ألقاب السيدة فاطمة الزهراء (ع) أيضاً.

معناه في القرآن واللغة

الصِّدِّيقُ، وهو الدائم التصديق، والذي يصدقُ قوله بالعمل، والصديق، والمصداق يعني المبالغ في الصدق.[٢]

ورد لفظ الصديق في القرآن الكريم 4 مرات بصورة المفرد ومرتين بصورة الجمع،[٣] كما عبّر القرآن عن إبراهيم [٤] وأدريس [٥] بالصديق، وعن مريم [٦] بالصديقة، وقد ورد في الروايات لقب الإمام علي (ع) بالصديق،[٧] وكذلك لقّبت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بالصديقة أو الصديقة الكبرى.[٨]

مقام الصديقين

قال الراغب في المفردات: الصديقون هم قوم دوين الأنبياء في الفضيلة،[٩] وبناء على الروايات الواردة عند الشيعة، فإنّ الصديق لا يغسله إلا صديق، فالإمام علي (ع) قام بتغسيل السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وكذلك النبي عيسى (ع) غسّل أمه مريم (ع).[١٠]

الصديق الأكبر

عبرت روايات الفريقين سنةً وشيعةً بأن الإمام علي (ع) هو الصديق الأكبر، وقد لقّبه النبي الأكرم (ص) بهذا اللقب،[١١] فروي عنه (ص): الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين)، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي ابن أبي طالب، وهو أفضلهم.[١٢]

بعض الأخبار الواردة عن أهل السنة وبناء على خبر المعراج تقول بأن أبا بكر لقب بهذا اللقب، [١٣] وقيل أنه اشتهر بهذا اللقب منذ عصر الجاهلية،[١٤] وقد رفض هذا الحديث جملة من علماء أهل السنة،[١٥] واعتبره ابن الجوزي من الأحاديث الموضوعة في هذا المقام.[١٦]

يعتبر علماء الشيعة أن لقب الصديق الذي لُقّب به أبو بكر ليس صحيحاً، واستناداً إلى مصادر أهل السنة [١٧] يعتقدون أنّ هذا اللقب ولقب فاروق هما من ألقاب الإمام علي (ع)، وقد صرّح بذلك الإمام أمير المؤمنين في عهد خلافته بعد عثمان عندما خطب في البصرة.[١٨]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء الکتب العربیة، 1378 هـ.
  • ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ/ 1989 م.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، القاهرة، د.ن، 1282 هـ.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، الموضوعات، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، المدينة المنورة، المكتبة السلفية، ط 1، 1386 هـ/ 1966 م.
  • ابن المغازلي، علي بن محمد، مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، قم، انتشارات سبط النبي (ص)، 1426 هـ.
  • ابن حبان، محمد، المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، حلب، دار الوعي، ط 1، 1396 هـ.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1960 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، بيروت، دار الأضواء، 1401 هـ/ 1981 م.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، بيروت، دارالكتاب العربي، 1397 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد حميد الله، القاهرة، د.ن، 1959 م.
  • الجويني، إبراهيم بن محمد، فرائد السمطین، بيروت، مؤسسة المحمودي، 1398 هـ/ 1978 م.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، 1414 هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1382 هـ/ 1963 م.
  • الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1428 هـ/ 2008 م.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الجامع الصغير، القاهرة، 1373 هـ/ 1954 م.
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، قم، مؤسسة البعثة، 1417 هـ.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1405 هـ/ 1985 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
  • العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، قم، د.ن، 1400 هـ.
  • الكاشاني، ملا فتح الله، منهج الصادقين في إلزام المخالفين، طهران، محمد حسن علمي، 1336 ش.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، د.م، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
  • المتقي الهندي، عماد الدين علي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 5، 1401 هـ/ 1981 م.
  • النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، تحقيق: دكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1991 م.
  • دروزة، محمد غزة، تاريخ العرب في الإسلام، بيروت، المكتبة المصرية، د.ت.
  • عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1364 هـ.
  1. النسائي، سنن النسائي، ج5، ص107؛ المتقي الهندي، كنز العمال، ج13، ص122, النسائي، سنن النسائي، ج5، ص107؛ المتقي الهندي، كنز العمال، ج13، ص122
  2. ابن منظور، لسان العرب، ج 10، ص 193 ــ 194.
  3. عبد الباقي، المعجم المفهرس، ص406؛ النساء: 69.
  4. مريم: 41.
  5. مريم: 56.
  6. المائدة:75.
  7. الكاشاني، منهج الصادقين، ص 342؛ الصدوق، الأمالي، ص 274.
  8. ابن شهر آشوب، المناقب، ج 3، ص 133؛ الصدوق، الأمالي، ص 668.
  9. الراغب الأصفهاني، المفردات، ص 287.
  10. الكافي، الكليني، ج 3، ص 159؛ الطوسي، التهذيب، ج 1، ص 440؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 2، ص 530.
  11. الصدوق، الأمالي، ص 274؛ المتقي الهندي، كنز العمال، ج 11، ص 616؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 12؛ ابن شهر آشوب، المناقب، ج 2، ص 286؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 1، ص 431؛ ابن أبي شيبة، المصنف، ج 7، ص 498؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 200؛ الطبراني، المعجم الكبير، ج 6، ص 269.
  12. ابن المغازلي، مناقب علي بن أبي طالب (ع)، ص 200؛ كنز العمال، المتقي الهندي، ج 11، ص 601.
  13. ابن قتيبة، المعارف، ص 167؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 206؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 170.
  14. دروزة، تاريخ العرب في الإسلام، ص 26.
  15. المتقي الهندي، كنز العمال، ج 13، ص 236؛ الذهبي، ميزان الاعتدال، ج 1، ص 540؛ ابن حبان، المجروحين، ج 2، ص 116.
  16. ابن الجوزي، الموضوعات، ج1، ص327.
  17. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 146؛ ابن قتيبة، المعارف، ص 169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 44؛ النسائي، سنن النسائي، ص 21 ــ 22؛ الجويني، فرائد السمطین، ج 1، ص 140، 248؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 228؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 26؛ السيوطي، الجامع الصغير، ج 2، ص 50.
  18. العاملي، الصحيح من السيرة، ج 2، ص 263 ـ 270؛ الأميني، الغديد، ج 2، ص 312 ــ 314.