ابن الجوزي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ابن الجوزي

ابوالفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الفاضل المتتبع كان له يد طولى في التفسير والحديث وصناعة الوعظ وفي كل العلوم. صنف في فنون عديدة، يقال انه جمعت براء‌ة اقلامه التي كتب بها الحديث فحصل منها شى ء كثير واوصى ان يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها.

وكان رأس الاذكياء، وله حكايات طريفة منها ما يحكى: انه وقع النزاع بين اهل السنة والشيعة في المفاضلة بين ابى بكر وامير المؤمنين علي فرضي الكل بما يجيب به ابوالفرج عن ذلك فاقاموا شخصا سأله عن ذلك وهو على الكرسى في مجلس وعظه فقال: افضلهما بعد النبي صلى الله عليه وآله من كانت ابنته تحته.

ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. وهذه من لطائف الاجوبة.

وكان لا يراعي احدا في ذكر نقائصه ومطاعنه، وقد طعن في كتاب تلبيس ابليس على الغزالي في مشيه على طريق الصوفية، وذكره في الاحياء مالا ينبغي للعالم ذكره، كذكره حكاية سارق الحمام في تعليم المسترشدين ونحوه وذكره الاحاديث الموضوعة في مؤلفاته، وجمع اغلاط كتاب الاحياء في مجموعة سماها اعلام اللاحياء بأغلاط الاحياء ويأتي في الغزالي ما يتعلق بذلك.

وذكر ايضا في الشيخ عبد القادر الجيلاني ما يضع من مرتبته ولهذا حبسوه خمس سنين.

ومن جملة كتبه كتاب الرد على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد رد على عبد المغيث بن زهير الحنبلي، حيث صنف كتابا في فضائل يزيد ابن معاوية.

توفي ببغداد سنة ٥٩٧ (ثصز) واوصى بأن يكتب على قبره:

يا كثير الصفح عمن كثر الذنب لديه جاء‌ك المذنب يرجو العفو عن جرم يديه

أنا ضيف وجزاء الضيف احسان اليه

ومما يروى عنه من الشرع قوله:

اقسمت بالله وآلائه الية القى بها ربي
إن علي بن ابى طالب إمام اهل الشرق والغرب
من لم يكن مذهبه مذهبي فانه انجس من كلب

وله ايضا ما رواه عنه سبطه في التذكرة وقال سمعت جدي ينشده في مجالس وعظه ببغداد سنة ٥٩٦:

أهوى عليا وايماني محبته كم مشرك دمه من سيفه وكفا
إن كنت ويحك لم تسمع فضائله فاسمع مناقبه من هل اتى وكفى

والجوزي بفتح الجيم وسكون الواو نسبة إلى فرضة الجوز وهو موضع مشهور قاله ابن خكان.