الشيخ يعقوب النجفي
الشيخ يعقوب النجفى 1270-1329
الشيخ يعقوب بن الحاج جعفر بن حسين النجفى الحلى المعروف بالتبريزى المعاصر ولد فى النجف سنة 1270 هـ و نشأ فيها و صار واعظا مبرزا و خطيبا اخلاقيا عارفا، و من اهل الفضل و الكمال و ارباب السير و التأريخ، ثقة عدل امين حافظ ذاكر، يعد من شيوخ الأدب العربى فى العراق، و شيخ الخطباء الموجهين للجماهير المؤمنة، و كان شاعرا يعد نظمه من الطبقة الوسطى فى الجودة، أخذ العلم و الارشاد فى النجف عن العالم الربانى استاذ الخطباء و المرشدين الشيخ جعفر التسترى المتوفى سنة 1303، و الاخلاق و العرفان عن العالم الاخلاقى الشيخ ملا حسين قلى الهمدانى النجفى المتوفى سنة 1311 و الأدب على مشاهير ادباء النجف منهم شاعر العراق السيد ابراهيم الطباطبائى النجفى المتوفى سنة 1319، و فى حدود سنة 1300 هـ غادر النجف لضيق فى عيشه و اقام فى بلد السماوة خطيبا موجها ذاكرا مصاب شهداء الطف عليهم السلام بقى فيها اكثر من عشر سنين ثم منها الى الحلة المزيدية و كان موضع عناية وجوهها اقام فيها سنين كما اقام فى الحيرة أيضا و عاد الى النجف.
وفاته:
توفى فى النجف 14 ربيع الثانى سنة 1329 هـ و اقبر فى مقبرة وادى السلام، و تأسف عليه كثير من أهل العلم و الدين، و اعقب اولادا الشيخ مهدى و الشيخ محمد حسين و الشيخ حسن و الفاضل الاديب الشيخ محمد على تقدم
ذكره فى الجزء الثانى، و من شعر المترجم له قصيدة نونية نظمها فى سامراء سنة 1311 هـ حينما وفد على الميرزا السيد محمد حسن الشيرازى الكبير فى ايام صدور فتواه بتحريم شرب التنن لفسخ امتياز الشركة الانكليزية و القصة تقدمت فى ترجمة السيد محمد حسن الشيرازى.
و منها-
رعى الله كفا منك ساكبة ندى # على البذل قد عودتها لا على الضن
فيسراك قد اغنى البرية يسرها # و قد ملأت يمناك ذا الكون باليمن
ملكت قلوب العالمين باسرها # بمالك من طول عليها و من من
و من يجعل الاحرار بالفضل ملكه # فما كان اغناه عن العبد و القن
سمحت فلم نذكر حديث ابن «مامة» # و لم نر معنى للثناء على «معن»
كأن بسامراء بيتك كعبة # به ليس يلقى الخائفون سوى الأمن
تطوف بنى الآمال فيه كأنهم # يطوفون بالبيت الحرام و بالركن
بنت للهدى آباؤك الصيد بيته # و فيك رسا اذ لم تزل فوقه تبنى
و ما غرسوه قبل من شجر العلا # نما فيك إذ صيرته مورق الغصن
لذا ثمر العلياء انت جنيته # و لم يجن جان منه مثل الذى تجنى
حويت فنون العلم و الحلم و الندى # و لم يقتصر منها علاك على فن
و لو ان أعباءا نهضت بثقلها # تكلفها رضوى لناء من الوهن
أ يخشى الهدى مكر العدا بعد ما التجى # لركن منيع منك اقوى من الحصن
تراع ملوك الارض منك مهابة # و صيرت كلا منهم ساهر الجفن
دفعت عن الاسلام كيد معاشر # قلوبهم تغلى عليه من الضغن
و اصبحت فى ماضى يراعك فى غنى # عن العضب و الخطى فى الضرب و الطعن
تفلل فيه للعدى كل مرهف # و تحطم فيه اكعب اللهذم اللدن
و رب يراع كالحسام بمأزق # به لم يكن يجدى الحسام و لا يغنى
مر الدهر فيما شئت فالدهر سامع # لأمرك يدعو فيك مهما تشأمرنى
و جازت زمام الأمر و الهى سابقا # يد القرن منكم فى الزمان عن القرن
اذا الله اطراكم و اثنى عليكم # فما شأن من يطرى و ما قدر من يثنى
و من شعره قصيدة فى رثاء الحسين عليه السلام مطلعها:
لو ان فهرا أثارت للسما الوهجا # و اصعدت للسهى من حربها الوهجا
و من أمية لا تبقى و ان كثرت # بالطعن و الضرب أجسادا و لا مهجا
ما كان يعدل يوم الطف ما صنعت # حرب و لا ادركت نارا و لا فلجا
اعظم بيوم بنى الهادى و فادحه # فى كربلاء به قلب الهدى انزعجا
و لو وعى عظمه الصخر الاصم اذا # دما تفجر منه الصلد و انفرجا
ان كان حكم «لبيد» فى البكا سنة # فذى الورى ناحت الاعوام و الحججا
هم علة الكون هم سر الوجود و هم # كانوا على الخلق بعد المصطفى حججا
و كل غى بهم ابوابه غلقت # غداة قد فتحوا من رشدهم رتجا
ما ضاقت الرسل ذرعا و الانام معا # إلا و كانوا لهم فى ضيقهم فرجا
بهم أمية كم من هاشم نسفت # بالطف كهف علا سام و طود حجى
لا تنس و اذكر بنى صخر و صنعهم # فى الطف إذ ملأوا الدنيا بذاك شجا
غداة قد ألبوا فيه جموعهم # صدر الفضا راح منها ضيقا حرجا
لكى تخيف أمان الخائفين و من # قد كان للخلق طرا ملجأ و رجا
فثار؟؟؟ للحرب شبل الليث حيدرة # بالعضب يفرى طلى الابطال و الودجا
و الصحب و الغلب اهلوه غدت كرما # تعوم بين يديه للردى لججا
هبت بهم عاديات الخيل ضابحة # تثير نقعا به صبح الكفاح رجا
و قد جلته المواضى فى اشعتها # و اوجه لهم كانت به سرجا
هم الاسود لهم تأبى شهامتهم # بغابهم ان يكون الكلب قد ولجا
و راح وقع الظبا فى الهام يطربهم # كأنما سمعت اذانهم هزجا
خالوا المنية مذ و افتهم فرحا # بها فتاة اتت تبدى لهم غنجا
فعانقوا البيض و السمر الطوال و قد # عافوا الحياة فما استبقوا لهم مهجا
ثووا فداؤهم نفسى بمنعرج # من كربلاء ألا بوركت منعرجا
و بينهم فى الثرى جسم الحسين لقى # و قلبه من لهيب للظما نضجا
عار كسته الدما بردا و كفنه # ما كان من سافيات الريح قد نسجا
لم ينج فى كربلا شيخ و مكتهل # منهم و لا الطفل يا للمسلمين نجا
قد اشرقت كالنجوم الزهرأ رؤسهم # لكنها اتخذت سمر القنا برجا
فازهر الافق من انوار اوجههم # ما بين شمس ضحى شعت و بدردجى
امامهن سرى رأس ابن فاطمة # ينلو الكتاب بذكر الله قد لهجا
نهضا بنى هاشم بالشوس من مضر # فما عليكم أرى لو متم حرجا
ما آن للسمران تهتز مائة # تتوجون باكباد لها زججا
فتلك زينب بعد الخدر ملحفها # يا للحمية فى أيدى العدى اختلجا
بحران فاضا بعينيها بدمع دم # و الوجد بينهما فى القلب قد مرجا
لم تطف ادمعها نار الفؤاد و لا # تجفف النار ما من دمعها خرجا
تحن مهما ترى السجاد فى سقم # بالرمح يقرع إما ناح او نشجا
و كلما نظرت عيناه نسوتا # فى الأسر و لهى عليها قلبه التعجا
يا آل احمد و الايمان حبكم # فاز المحب لكم فى حشره و نجا
ما خاب من انتم فى يوم فاقته # كنز له و اليكم فى الملم لجا
ما زلت طول حياتى ناظما مدحا # فيكم و فى شانئيكم سبة و هجا