الشيخ موسى بن الشيخ شريف محيي الدين

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ موسى بن الشيخ شريف محيي الدين

ولد الشيخ موسى بن الشيخ شريف بن الشيخ محمد محيي الدين في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها ، وأصبح من شيوخ الأدب وفرسان حلباته ويقول الشيخ محبوبة : انه من شيوخ الأدب في عصره وفرسان القريض الحاملين للوائه ومن مشاهير أسرة آل محيي الدين البارزين ، ونقل عن كتاب " الحصون المنيعة " : انه جيد النظم ، حسن السبك والصوغ ، ضليع باللغة والأدب ، وقد حوى النصيب الأوفر من الكمال ، وله خبرة تامة بالشعر العربي وقد وصفه السيد حسن الصدر بالعالم الكبير وكانت له مطارحات مع أدباء النجف وبغداد من أمثال : الشيخ احمد قفطان ، والشيخ إبراهيم آل صادق العاملي ، والشيخ إبراهيم قفطان ، وعبد الباقي العمري ، والأخرس البغدادي ويقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء : انه كان من ظرفاء الشعراء ، وأصول الأدباء ، وله حكايات ونكات ظريفة وكان يلتقي مع أدباء النجف وشعرائها في الندوات الأدبية من أمثال :

الشيخ عباس ملا علي البغدادي ، والشيخ احمد العاملي ، والسيد صالح القزويني ، والسيد كاظم العاملي ، والشيخ احمد البلاغي ، والشيخ صالح حجي ، والسيد محمد بن معصوم ، والشيخ باقر هادي النجفي والشيخ طالب البلاغي وقد مدحه الشيخ عباس ملا علي البغدادي بقصيدة منها:

تجلى فصيّر ليلي نهارا * هلال على غصن بان أنارا

وزار فأزرى بشمس الضحى * شروقا وظبي الكناس نفارا

وأرسل إليه الشاعر عبد الباقي العمري قائلا :

قف بالمطي إذا جئت العشي إلى * أرض الغري على باب الوصي علي

وزر وصل وسلم وأبك وأدع وسل * به لك الخير يا موسى الكليم ولي

وعارض الشيخ موسى محيي الدين قصائد عبد الباقي العمري ، وخمس قصيدة بطرس كرامة الخالية ، وبعث التخميس إليه في الآستانه ، ولما وقف عليه قرضه بطرس كرامة بقوله:

يا بن الشريف الذي أضحت فضائله * كالشمس تشرق بين البدو والحضر

خمست بالنظم ذات الخال مكرمة * مطوقا جيدها عقدا من الدرر

من البديع ومن سحر البيان لقد * أوتيت سؤلك يا موسى على قدر

وتتألف قصيدة بطرس كرامة " الخالية " من اثنتين وثلاثين بيتا ، ينتهي كل بيت بكلمة " خال " وتعطي معان متعددة ، وقد خمس الشيخ موسى محيي الدين القصيدة الدريدية لابن دريد أبي بكر محمد بن الحسن الأزدي المتوفى عام 321 ه ، وشطر وعارض قصائد أخرى وقد ترك الشيخ موسى محيي الدين ديوان شعر قد جمعه الشيخ محمد السماوي في مختلف فنون الشعر ، ومنه قصيدة يستغيث فيها بأمير المؤمنين عليه السلام ويتذكر مدينة النجف الأشرف منها:

أقول لمعتقد اليعملات * يلف الوعوث على السجسج

أنخها على ذكوات الغري * وفي باب حيدرة عرج

على أسد الغاب بحر الرغاب * مغيث السفاف سرور الشجي

وصي الرسول وزوج البتول * ومعطي السؤال إلى المرتجي

أبي الحسنين وطلق اليدين * إذا الهم ضاق ولم يفرج

وقل يا يد اللّه في الكائنات * ويا وجهه في الظلام الدجي

سلام عليك بصوت رقيق * من الخطب والكرب لم يخرج

أتيتك ملتجأ منهما * لأنك أنت حمى الملتجي

وجئت وأيقنت أن يصدرا * طريدين عني مهما أجي

فمثلك من كف عني الهموم * والحب في أعيني منهجي

وهنأ الشيخ محمد حسن النجفي عند تأليفه كتاب " جواهر الكلام " وعند شق الكري في محاولة إيصال الماء لمدينة النجف بقوله:

هب الصبا أن هب أو تنفا * أبدى من الصب المعنى نفسا

وحين أحرزت المعالي كلها * وحزت دون الناس عزا أقعا

أجريت في ظهر الغريين لنا * نهرا به تلقى الأنام مأنسا

وذاك أمر لم يقم بمثله * قرم وان كان الأشم الأشوسا

توفى الشيخ موسى محيي الدين في حدود عام 1281 ه / 1864 م ، ورثاه السيد صالح القزويني بقصيدة منها:

أفي كل يوم أعين تتفجر * وماء وأكباد لنا تتفطر

وفي كل يوم للنوائب غارة * تشن وبالصيد الميامين تظفر

فلا تأمنن بطش الزمان فإنه * إذا لم يراوح بالمنون يبكر