الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ موسى كاشف الغطاء 1180-1243

الشيخ موسى بن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفى ولد فى النجف حدود سنة 1180 هـ، كان عالما حقا و زعيما روحيا محلقا و فقيها اصوليا مدققا، حدث بعض الاساتذة ان المترجم له كان من أساطين العلماء و المدرسين و وجها من وجوه الفقهاء و المؤسسين، من شهد بفضله و سمو منزلته العلمية والده الشيخ الأكبر لما سئل عن أفقه العلماء فاجاب قائلا: أنا و ولدى موسى و الشهيد الأول انتهى و يعرف فى العراق و ايران بالمصلح بين الدولتين‏ المسلمتين، و كان وجيها عند الولاة العثمانيين و حكامهم، مدافعا عن الشيعة فى العراق من التعصب الطائفى البغيض، و يحكى ان الشيخ قصد زيارة الامامين الكاظم و الجواد عليهما السلام فى بغداد و معه عياله و جملة من أصحابه، و قد صير طريقه على الحلة الفيحاء فاستقبله أهلها و أقام بها حدود الشهر و فى زمن أقامة الشيخ فى الحلة صار أهلها في اطمئنان و استقرار من جور حاكمهم التركى سليمان أغا الاربلى فى عهد الوالى داود باشا، و لما غادر الشيخ الحلة سائرا الى الكرخ خرج أهلها لتوديعه بحنين و عويل، و فى هذه المناسبة أنشأ الشيخ صالح بن الشيخ درويش التميمى المتوفى سنة 1271 المتقدم ذكره بيتين من الشعر قائلا:

بمن تفخر الفيحاء و الفخر دأبها # قديما و عنها سار موسى بأهله

و غادرها من بعد عز و منعة # تحاذر كيد السامرى و عجله‏

و حفظهما بعض الوشاة و ألقاهما على الحاكم سليمان أغا فعندئذ أرسل خلف الشيخ صالح و أحضره فى المجلس العام و كان حاشدا و قال له ما قلت يوم خروج الشيخ موسى من الحلة فاجابه قلت خيرا فقال أنشدنيه فعكس التميمى البيتين ارتجالا قائلا:

زهت بأبى داود حلة بابل # و ألبسها بالأمن بردة عدله

و كانت قديما قبل موسى و قبله # تحاذر كيد السامرى و عجله‏

فقال له أحسنت أزعجناك سامحنا انتهى. و كان المترجم له مهابا محترما عند حكومة اصطنبول و كثيرا ما أيد الوالى داود باشا حيث كان من الممتثلين لأوامر الشيخ، و داود هو الذى أقطع المترجم له الأرض الزراعية فى قرية البصيرة من قرى الحلة المزيديه بعد وفاة والده كاشف الغطاء سنة 1227 هـ، و يروى انه يصير تحت منبره للتدريس حدود الألف رجل بين عالم و فاضل، و كان تلمذته فى كتب المقدمات على الشيخ أسد الله التسترى صاحب المقابيس و عمدة تخرجه على دروس والده.

مؤلفاته:

ألف كتاب الصلاة لم يتم، و منية الراغب سرح رسالة والده (بغية الطالب) و رسالة فى الدماء الثلاثة و لم نعثر على مؤلف له غير هذه.

و كان أديبا شاعرا له مراسلات مع أدباء عصره و مما يروى ان له مراسلة أدبية مع العالم الفاضل الميرزا محمد تقى الگرگاني نزيل طهران فكتب الميرزا رسالة الى الشيخ مخاطبا له بالأخوة مشفوعة ببيتين من الشعر هما.

مولاى عبدك من هواك بحال # فارحمه قبل شماتة العذال

نالته منك شدائد و أشدها # أرجاف ظنك انه لك سال‏

و من علو همته حفظه لخزانة الامام على أمير المؤمنين (ع) فى النجف الأشرف بأن سجل جميع ما فى الخزانة من أحجار ثمينة بل عديمة النظير مع الذهب و العقود و الدرة اليتيمة و ضبطها بخطه فى دفتر و ختمها بخاتمه و حملها إلى بغداد فى إحدى خزائن حكومة و الى بغداد داود باشا خوفا عليها من غارات آل سعود الوهابيين حيث أكثروا غاراتهم على كربلا و نهبوا ما فى الخزانة و نفائس البلد و بعد مدة أخذ الأمن و الاستقرار يسود فى النجف، لامور أهمها بناء السور الثانى لمدينة النجف سنة 1231 هـ على يد الصدر الأعظم محمد حسين خان الاصفهانى فعندئذ سافر إلى بغداد بنفسه سنة 1239 هـ و أرجعها الى النجف فى خزانتها الأولى و ذلك فى عهد خازن الحرم العلوى الملا محمد طاهر بن ملا محمود المقتول فى الحرم سنة 1242 هـ، و فى عصرنا زار السلطان ناصر الدين شاه النجف فى سنة 1287 هـ و طلب من حكومة الترك ان يفتحوا له خزانة حرم أمير المؤمنين (ع) لكى يشرف عليها و يتفقدها ففتحوا له الخزانة و أشرف عليها و نظر فى دفترها فاذا هى كاملة و نظر الى ختم الشيخ المترجم له فى آخر

الدفتر و أثنى عليه و ترحم له.

حدثنا من حضر لجنة الاشراف على الخزانة مع الشاه الأعظم.

وفاته:

توفى فى النجف سنة 1243 ه و دفن مع والده بمقبرتهم الشهيرة فى النجف ورثته الشعراء