الشيخ مهدي نجف الصغير
الشيخ مهدي نجف الصغير ... -1309
الشيخ مهدى بن الشيخ محمد طه بن الشيخ مهدى بن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد بن المقدس الحاج نجف ولد فى النجف فى بيت العلم و الجلالة و الرفعة، قرأ مقدماته على أفاضل عصره و أصبح من الافاضل النابهين و الادباء البارعين، توفى فى حياة والده الاستاذ هذا و لم يكن للاستاذ ولد غيره، و بعد وفاته فقد بصره الاستاذ و أصبح مكفوف لبصر صابرا و كان يقول فقد ولدى مهدى أحد المصائب الثلاثة التى توجهت نحوى.
وفاته:
توفى فى النجف سنة 1309 هـ و دفن بمقبرتهم الشهيرة و أعقب ولده الفاضل الشيخ محمد المتوفى سنة 1346 هـ ورثته جملة من الشعراء مسلية و مادحة والده الاستاذ، منهم الشاعر الشهير السيد جعفر الحلى المعاصر بقصيدة عينية مطلعها:
أرائد قومه اغتنم الرجوعا # فريح الموت صوحت الربيعا
عداك الشيخ و القيصوم فاحمد # مرادك ان اصبت به الضريعا
و ضرع شؤونك احلبه فهذى # سنوك السود جففت الضروعا
لقد أذوت و قشعت المنايا الـ # ربيع الطلق و الغيث المريعا
فما لك منزل يكفى نزولا # و لا لك منهل يحلو شروعا
فدع ضرع الحلوب على جفاف # و من أوداجها احتلب النجيعا
سموم الموت قشع مستهلا # هموع الودق و كافا لموعا
وقفت على الربوع وقوف صب # تجد بقلبه الذكرى نزوعا
ربوع لا أرى المهدى فيها # «ملث القطر أعطشها ربوعا»
مضى المهدى بالجدوى فكادت # تموت عفاته ظمأ و جوعا
مضى جدلان يسحب مطرفيه # بردع تقى يضوع و لن يضيعا
فلا خلط الكرى إلا كليلا # و لا شق الهوى إلا جديعا
تغيب مثلما غربت ذكاء # و لا نر له أبدا طلوعا
و حطمه الردى رمحا قويما # و فلله القضا سيفا رضيعا
و هدم هادم اللذات منه # بشاهقة العلى حصنا منيعا
خليل صفا أجد فشيعته # لنا مهج أبت عنه رجوعا
و كانت عندنا بقيا قلوب # فصبتها نواظرنا دموعا
و ما بقيت لنا إلا جسوم # بها الصدمات كم تركت صدوعا
تحوم على ثراه كأن فيه # ضياء العين أودع أو اضيعا
به اغفى على رغد و كل # تمنى ان يبيت له ضجيعا
و كم رفت حشا حرى عليه # و كم جسم عليه هوى صريعا
كأجنحة القطا فقدت رواها # فزفت برهة و هوت وقوعا
و بعنا غاليات الدمع فيه # رخاصا مثل يوسف يوم بيعا
لحاه الله من دهر غرور # و ابعد دارها دنيا خدوعا
اذا كالت من النعمى بصاع # لشخص جاز فيه البؤس صوعا
تريشها نوافذ لا شريفا # بعافية يدعن و لا وضيعا
و لم تسلم و لو أنا ارتدينا # حديد الارض أجمعه دروعا
و من عجب بأنا خاطبوها # على شغف و نعرفها شموعا
و نطلبها كذى ظمأ يبارى # خلوب البرق و الآل اللموعا
و ما ربحت بها إلا رجال # تولت حلى زخرفها نزيعا
يرون ألذ مطعمها ذعافا # و أعذب وردها سما نقيعا
أولئك أولياء الله فيهم # نجلى الكرب و الخطب الفضيعا
ألا فانظر أبا المهدى منهم # ترى الوجه المشفع و الشفيعا
حسام هدى جلاه الله لما # أراد بدين شيعته شيوعا
كأن الله جمع و هو فرد # بواحده بنى الدنيا جميعا
تفقه كنه منطقه ستلقى الـ # بيان العذب و المعنى البديعا
وع الحكم التى أن تلتقفها # عرفت بأن وحى الله يوعى
يجيد شروعه فى بحر علم # به بقراط لم يسطع شروعا
أحب سوانح الافكار حتى # نفت عن ورد مقلته الهجوعا
و زاد ولوعه فى مكرمات # قليل من يزيد بها ولوعا
و حملها الهدى أعباء دين # مثقلة فكان بها ضليعا
أمانة أحمد لو قام فيها # ضعيف الدين لم يك مستطيعا
شريعة أحمد قد نبهته # فنبهت البصير بها السميعا
أطاع إلهه حتى استرق الـ # ملوك و جاءه العاصى المطيعا
بعز صلاحه ملكا تراه # و لم يقد العساكر و الجموعا
و ان ضرب الظلام عليه سجفا # تبدل ثوب عزته خضوعا
يوجه نحو بيت الله وجها # كوجه الصبح منفلقا سطوعا
سهام الليل تصعد من قوام # له كالقوس منحنيا ركوعا
يرى باللمنحنين؟؟؟ الدين حفظا # كما يتبوء القلب الضلوعا
اذا استسقيت بنت الجو فيه # أتاك بريد حلفها سريعا
«أبا المهدى» كيف أقول صبرا # و لست أراك من قدر جزوعا
لسان هداك قد عزاك عنا # و كف تقاك كفكفت الدموعا
عرفنا ضيق صدر الرحب لما # رأينا صدرك الرحب الوسيعا
اصول الدوح حالاها سواء # و ان جذ الردى منها الفروعا
و ليس يضير نور الشمس نجم # هوى من برج مطلعه وقوعا
و هب اخذ القضا منا عمادا # فقد أبقى لنا العمد الرفيعا
حسبنا وجهه ابن جلا اذا ما # غدا لثنية الجلى طلوعا
أجل العالمين علا و تقوى # و إذ كاهم و اكرمهم صنيعا
براه الله انسانا لعين الـ # زمان و لم يكن فيه هلوعا
و لا ان مسه شر جزوعا # و لا ان مسه خير منوعا
و لم تطرف له النكبات طرفا # و لم ترع الحوادث منه روعا
إذا لسعت حماة الجهل قلبا # فسر علومه يرقى اللسيعا
و قور الحلم ذو خلق كريم # تباعد عزة و دنى خشوعا
و هلهلة الموحد ان وعاها # انثنى طربا فتحسبه خليعا
من القوم الذين ترى عليهم # من الايمان سيما لن تضيعا
سواء ان لقيت الشيخ منهم # أو الناشى أو الطفل الرضيعا
سقت وسمية الغفران قبرا # به المهدى قد أمسى وديعا
و لاطف زهر روضته نسيم # من الفردوس باكره مصنوعا؟؟؟