الشيخ مهدي الحجار
الشيخ مهدي الحجار 1318-1358
الشيخ مهدى بن داود الحجار النجفى ولد فى النجف سنة 1318 هـ، كان من أهل الفضيلة و العرفان و الكمال، أديب لغوى مهذب شاعر له نظم حسن متوسط فى الجودة، حضر الفقه و الاصول على علماء عصرنا المتأخر منهم الفقيه البارع الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء النجفى، خرج من النجف مرشدا و داعيا الى الحق و الشريعة السمحاء «فى مارگيل-البصرة» من قبل بعض مراجع التقليد الأعلام، و صار هناك محترما ذا وجاهة و شأن.
مؤلفاته:
منها شيعة الهدى رد فيها على كتاب الوشيعة لموسى جار الله، و البلاغ المبين منظومة يبحث فيها عن المعارف الدينية و العقايد الاسلامية طبعت فى النجف سنة 1344 هـ و فيها قال: ناظما فى المادة:
ما الجوهر الفرد و ما أوهامه # و العلم ينفيه بلا تلوم
و ما الأثير و افتراضه و لا الـ # ذرات تجدى أبدا فى مزعم
كل المواد لا تكون أبدا # بدون صورة و لا فى حلم
مهما يكن من ذاك فهو حادث # كلا فلا تحلم له بقدم
انى و لم يثبت على كيانه # بل فى سرى التغيرات يرتمى
هذى التغيرات فى كيانه # تقذفه من عدم لعدم
فهل ترى حر شعور لا يرى # تغير الكيان ضد القدم
و من شعره ارجوزة فى حديث الكساء المشهورة فى 52 بيتا مطلعها:
صلوا على الخمسة أصحاب العبا # أفضل خلق الله أما و أبا
روت لنا البتول خير القصص # حديث سبطيها و طه و الوصى
قالت أتانى والدى محمد # فقال يا بنتاه ضعفا أجد
فقلت عوذتك بالرحمن # يا أبتا من طارق الزمان
فقال يا بنتاه ناولينى # الكسا اليمانى و به غطينى
و كان أبوه داود كاسبا يمتهن بيع الحجارة القديمة للبناء يأخذها من آثار الكوفة مما يقرب من مسجد سهيل و مسجد الكوفة و ما يليهما، حدثنا داود يوما و قال: كنت انقب عن الحجارة الدفينة فى الأرض-قرب الطريق القديم المؤدى الى الكوفة حوالى «الثوية» -على بعد حدود المائة خطوة من قبر العالم الجليل كميل بن زياد رضى الله عنه فعثرت على مكان فيه حجارة و صخرة كبيرة مكتوبة بالخط الكوفى فقلعتها محتفظا بها و حملتها معى الى النجف و أريتها العالم الربانى الشيخ الملا على الخليلى و حكيت له قصتها و لما قرأها قال لى: احملنى الى مكانها فاركبته دابتى و الصخرة أمامه حتى انتهينا الى موضعها فرضعها فيه و سوى عليها بعض التراب و قال: لى لا تنبش هيهنا فانها قبور وجوه أهل الكوفة و هذا رسم قبر المغيرة بن شعبة كما تحكيه هذه الصخرة، ثم أردف قائلا: ان فى وضع الصخرة بمحلها فوائد سيظهرها التاريخ و الأثر انتهى.
أقول: و لعل غرض الشيخ من إعادة الصخرة هو تكذيب لزعم بعض النواصب و افترائهم بأن قبره هو مرقد بطل الاسلام الامام على بن أبى طالب عليه السلام فى النجف الذى هو منار العالم الاسلامى و مقصده حتى تقوم الساعة و لكن ما أقول لقوم لا حياء لهم، قال الأديب:
من أين تخجل أوجه أموية # سكبت بلذات الفجور حيائها
وفاته:
توفى الشيخ مهدى فى معقل و حمل جثمانه الى النجف و كان وصوله النجف يوم الأحد 9 شعبان سنة 1358 هـ و شيع تشييعا حافلا بالوجوه العلمية و دفن فى وادى السلام بوصية منه.