الشيخ مشكور الحولاوي الكبير
الشيخ مشكور الحولاوي الكبير 1203-1273
الشيخ مشكور بن محمد بن صقر الحولاوى الخاقانى النجفى، ولد فى العشرة الأولى من القرن الثالث عشر للهجرة حدود عام 1203 هجـ، هاجر إلى مدينة العلم شابا فى عصر الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء و كان فى رعايته و عنايته، و صار بعده من العلماء الأعلام و الفقهاء المنظورين فى النجف رجع اليه فى التقليد بعض أهل جنوب العراق هكذا حدث الاساتذة، و كانت الناس فى النجف تقتدى بزهده و ورعه و تقواه، عاش فى عصر حافل بفطاحل العلماء الأمر الذى منع اشتهاره حيث عاصر المدرس الأكبر الشيخ محسن خنفر و الشيخ محمد حسن باقر صاحب الجواهر. و الشيخ المرتضى الأنصارى و نظراءهم، و فى السنة التى توفى بها الشيخ محسن خنفر سنة 1271 هجـ سافر المترجم له إلى ايران فى عهد السلطان ناصر الدين شاه، و اكرم فى ايران و بجل أكمل تبجيل و كان الشعب الايرانى فى ذلك الوقت يكبر أهل العلم و العلماء من العرب زائدا على المتعارف، و أخذ الطلبة الأجانب بالهجرة إلى النجف فى أواسط عصر الملا يوسف المتوفى سنة 1270 هجـ ثم شيئا فشيئا قل تقديرهم لامور لا ينبغى أن تذكرهنا، و كان الملا يوسف يمنع سكنى المهاجرين الأجانب فى النجف لاسباب منها انه لا يقدر على حفظهم و حفظ أموالهم و شؤونهم فى النجف، حيث ان العراق فى العهد العثمانى فوضى لا سيما النجف و لا يبعد تعليل الملا يوسف من بعض النواحى، و منها ما حدثنا جملة من السادة آل مؤمن-أعمام السيد مرتضى المتقدم الذين كانوا من بطانة الملا يوسف-ان الملا كان بعيد النظر لعواقب الامور و يقول انى أخاف أيضا من دخول بعض البابية و الجواسيس لبعض الدول
الغربية بزمرة المهاجرين، حيث كانوا يتوصلون إلى مآربهم بزى أهل العلم و يدخلون النجف و يقربون من العلماء و لا يعرفونهم، و كما اشتروا ضمائر بعض الرجال الضعيفة المحمولة على المسلمين و الاسلام منهم برىء الخ.
اساتذته:
تتلمذ على الشيخ على صاحب الخيارات نجل كاشف الغطاء، و على أخيه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة، و حضر على الشيخ محسن الاعسم صاحب كشف الظلام.
تلامذته:
حضر عليه جماعة من أهل الفضل و التحقيق و بعضهم صاروا مراجع تقليد و رؤساء مثل السيد الميرزا محمد حسن الشيرازى، و الاستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلى الرازى، و الشيخ ملا على الكنى الطهرانى، و السيد محمد الهندى، و الشيخ ميرزا ابراهيم السبزوارى، و الشيخ عبد الحسين بن على الطهرانى المتوفى 1286 هجـ و أجازه فى الرواية أيضا.
مؤلفاته:
الف رسالة فى منجزات المريض، و رسالة لعمل مقلديه، و مناسك لأعمال الحج.
وفاته:
توفى في النجف فجأة فى الحمام الهندى سنة 1273 هجـ فى السنة الثانية لسفره
إلى إيران، و دفن فى حجرة من الصحن الغروى من جهة القبلة و اليوم يتعاهدون قبره أحفاده.
و خلف ولدين أجلهما علما و شأنا الشيخ محمد جواد المار ذكره، و الشيخ عبد الله، و مات له ولد فى حياته و هو الشيخ محمد ولده الاكبر، و الشيخ عبد الحسين مات مسموما على يد بعض تلامذة أبيه الذى تخرج بزعمه ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فسمه برطب عند مغادرته النجف و عودته إلى أهله فى إيران، و كان قد نصحه ذلك الطالب الفارسى من قبل بأن لا يأمن فارسيا على شىء من الامور لأنه لا بترك فرصة نفعه، قيل فى سبب سمه مدعيا هو ان الشيخ عبد الحسين داعبه فى مجلس حافل بقوله يا أقرع فحقد عليه و أضمر له السوء فدس اليه السم عند سفره و قيل إنه كان بابيا.