الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني
الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني
ولد الشيخ مسلم بن عقيل بن يحيى الجصاني الوائلي الكناني في مدينة جصان ، ونشأ بها ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف وبقي فيها حتى وفاته في حدود عام 1235 ه / 1820 م . وكان قد أتصل بالعلمين الكبيرين : السيد بحر العلوم ، والشيخ جعفر الكبير ، وشارك في معركة الخميس الأدبية ، وأصبحت له مطارحات مع أدباء عصره كالشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره ويقول الشيخ حرز الدين : كان من أفاضل عصره وأدبائهم ، محترما عند العلماء ، مبجلا على جانب عظيم من التقى والصلاح ، وكان محترما عند العلمين بحر العلوم ، وكاشف الغطاء ، وتتلمذ عليهما ، وحضر دروسهما وكانت له في البنود اليد الطولى ، وفي الشعر المهارة التامة ، فهو ممن قرض القصيدة الكرارية التي نظمها الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي النجفي عام 1166 ه منها:
يا أيها المولى الشريف الذي * بمدح خير الخلق أضحى مجيد
أجدت في مدح إمام الهدى * فالحمد للّه الحميد المجيد
عقدت رايات ثنا المرتضى * فكن في الديوان بيت القصيد
مسدد تلك المعاني التي * راقت به مدحا برأي سديد
فانقادت الألفاظ طوعا له * به لداود ألين الحديد
عصاك مذ ألفيتها طاعة * تلقفت سحر العدو المريد
تهتز كالجان بحس الثنا * فيدبر الجاحد عنها بعيد
وقد خمس الشيخ الجصاني البيتين المنسوبين للصاحب بن عباد في مدح الإمام علي عليه السلام:
ألم تر أن الشهب دون حصى الغري * فعجها إلى وادي الغري المطهر
سالت بالحي المميت المصور * ( إذا مت فادفني مجاور حيدر )
( أبا شبر أعني به وشبير ) * إمام لأهل الجود أعلى مناره
يزيد ندى لا يصطلي الجبن ناره * ولما استجار الدين يوما أجاره
( فتى لا يذوق النار من كان جاره ) * ( ولا يختشي من منكر ونكير )
وفي قصيدة له في مدح السيد بحر العلوم ومدينة النجف الأشرف منها:
تؤم اكناف كوفان وان بها * كشفا لكرب وتنفيسا لمهموم
وقصدها النجف القدسي حيث شذا * ثراه أطيب منشوق ومشموم
وكان نأيك قد اغرى الغري بها * ممن هناك فسارت سير مهزوم
أو أنها علمت أن الغري لها * مأوى فجدت لكي تحظى بتنعيم