الشيخ محمود سماكة الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محمود سماكة الحلى ... --1337

الشيخ محمود بن الشيخ عبد الحسين سماكة الحلى النجفى كان عالما فاضلا جليلا زاهدا تقيا ثقة مترسلا فى تعيشه يكره حب الظهور منكرا للمنكر عاصرناه فى بلدنا النجف عند هجرته اليها، و أقام فيها سنين عديدة فى العصر الزاهر الحافل بالعلماء و أهل التحقيق، و يومئذ كان المبرز فقيه العالم الاسلامى‏ الاستاذ الشيخ محمد حسين الكاظمى، و كان فى عصره كثير من فطاحل العلماء و المدرسين من معارف ايران و العراق، و أكثر مقلدى ايران لهم على تفصيل فيما بينهم، إلا ان النفوذ فى الفتيا بالعراق عامة و النجف خاصة و الشام و لبنان و جملة من أهل المدينة المنورة و القطيف و الاحساء و الكويت و البحرين و بعض المحميات للاستاذ الكاظمى (قده) و النجف يومئذ رأس مدن العالم الاسلامى كالمدينة المنورة فى عهد الرسول الاكرم (ص) و عرف المهاجرون اليها بالعلم و التقى فاذا غرف المهاجر من منهل علومها الضافية رجع الى قطره أو بلده عالما مرشدا مبلغا للمسلمين أحكام القرآن و السنة النبوية و الفقه الجعفرى، و كان الشيخ المترجم له فى منتصف العشرة الرابعة من القرن الرابع عشر الهجرى يقيم فى الحلة، و عرف الشيخ بدينه و ورعه و قداسته بلا تكلف، و كان فقيها و فقاهته مبتنية على ضبط مقدماتها، و كذا أصوله، و كان عربيا صميما جيد العربية و المعانى و البيان، له اليد الطولى فى علم الهيئة و الهندسة و الحساب و يعتبر المدرس الاول فى علم الهيئة و الرياضيات.

اساتذته:

تتلمذ على جماعة من معاصريه منهم أبو العلوم الجامع السيد محمد بن السيد هاشم الشرموطى النجفى فقد قرأ عليه علم الهيئة و الحساب، و مما قرأ عليه شرح تشريح الافلاك و شرح الخلاصة فى الحساب و استنسخهما قبل أن يرجع الى الحلة. و قرأ عليه الشيخ محمود ذهب، و الشيخ على الخاقانى، و السيد عبد الكريم الكاظمى، و الشيخ موسى شرارة العاملى و غيرهم.

و لما رجع الى الحلة فتح باب التدريس فيها و اجتمع عليه كثير من الافاضل و صارت له حلقة درس واسعة، و من مميزاته (ره) انه يدرس كلما طلب منه تدريسه من مقدمات و غيرها من العلوم العقلية و النقلية، و حضر عليه جماعة من العامة و بعض أئمة جمايعهم فى الهيئة و الحساب و الاصول، و كان الشيخ محمود محمود السيرة فى الحلة لين العريكة، زرته فى الحلة فى السنة التى قصدنا زيارة القاسم أخا الرضا (ع) فرأيته على حالته الأولى من القناعة فى العيش و الملبس لم يغير و لم يبدل و فى الوقت محبوب عند عامة الناس، و صار لديه جملة من كتب استاذه السيد الشرموطى المخطوطة فى المعقول و المنقول و الهيئة و الحساب.

وفاته:

توفى بالحلة سنة 1337 و حمل جثمانه الطاهر الى النجف و صلى عليه الحجة الكبرى السيد محمد كاظم اليزدى و دفن فى الرواق المطهر لمرقد الامام أمير المؤمنين (ع) فى الحجرة ذات الشباك الكبير المطل على ساحة منتصف الساباط الغربى للصحن، و كان ذلك ببذل بعض الوجوه الأخيار من أهل الحلة، و أقيم على قبره قارى‏ء للقرآن مدة و أعقب أولادا أربعة أكبرهم الشيخ محمد (1) و يقيم الآن فى الحلة و بعضهم‏ (2) من حملة العلم الشريف.