الشيخ محمد كاشف الغطاء
الشيخ محمد آل كاشف الغطاء ... --1268
الشيخ محمد بن الشيخ على بن الشيخ الاكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفى، ولد فى النجف و نشأ فيها فى بيت العلم و الرئاسة و الجلالة و صار عالما محققا و رئيسا مطاعا و عمدة تتلمذه على عمه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة المتوفى سنة 1262 هـ، اشتهر فى حل الخصومات بين الناس كما نال شهرة فى قضاء حوائج الوجوه عند الولاة العثمانيين و الامراء و أصبح كتابه لا يرد إلا بنفوذ كلمته، و لما توفى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر سنة 1266 هـ رجع اليه فى التقليد كثير من الناس فى العراق فى عرض تقليد الشيخ المرتضى الانصارى و لكن لم تطل أيامه، و لما طغى و بغى الملا يوسف رئيس السدنة و الخازن لحرم الامام أمير المؤمنين (ع) ردعه عن أفعاله الشنيعة فى النجف و قتله لبعض الوجوه فلم يرتدع و صار الشيخ يعزله عن منصبه عند حكومة اصطنبول بواسطة الوالى على العراق نجيب باشا فعزله، و فوض اليه أمر رئاسة الخزانة فى الحرم المقدس فأبى مباشرة ذلك فقيل له لمن يقع نظرك عليه فرشح لها السيد رضا الرفيعى فاقرته حكومة الترك و أصبحت الخازنية تتوالى بيد السادة أولاده و أحفاده، و حدثونا أيضا انه كان أديبا شاعرا له نظم كثير و روى بعض أولاد عمه هذه الأبيات من شعره مخاطبا بعض أحبته بقوله:
أصالح تدرى ما جرى يوم كربلا # و قد غاب واشينا فوافى بوعده
بكيت فابكيت الوحوش صبابة # غداة ثلاقينا و خدى بخده
و روت فما ماء الحياة رضا به # فاحييت قلبا مات من طول صده
ففى فىّ من فيه رضاب معسل # الى آخر الدنيا حلاوة شهده
تلامذته:
تتلمذ عليه وجوه أهل الفضل فقد حضر عليه أخواه الشيخ مهدى و الشيخ جعفر الصغير و ابن عمته فقيه العراق الشيخ راضى بن الشيخ محمد، و الملا على القزوينى، و الشيخ محمد على عز الدين العاملى، و الملا عبد الرحيم البادكوبى، و الحاج ميرزا لطف اللّه الزنجانى و أجازه أيضا، و السيد محمد على صاحب اليتيمة ابن السيد أبو الحسن العاملى النجفى و غيرهم.
358
مؤلفاته:
رسالة فى الطهارة و الصلاة لعمل مقلديه، و رسالة فى الصوم و الاعتكاف، و رسالة فى مناسك الحج، و رسالة فى الدماء و أحكام الجنائز.
وفاته:
توفى فى النجف سنة 1268 هـ و دفن مع والده وجده فى مقبرتهم الشهيرة بالنجف و أعقب الشيخ محسن المتوفى سنة 1305، و الشيخ حسن المتوفى سنة 1314، و الشيخ عبد الحسين المتوفى سنة 1322 هـ. و أقيمت له فواتح فى الحلة و النجف ورثته الشعراء بعدة قصائد منهم السيد صالح القزوينى بقصيدة دالية معزيا بها أخاه الحجة الشيخ مهدى مطلعها:
جلل أطل على العراق فمادا # منه الحجاز و زلزل الاطوادا
هوت النجوم و كورت شمس الضحى # و تبرقع القمر المنير سوادا
و على الضحى خلع الدجى جلبابه # فتجلببا من حندس أبرادا
اليوم قاد محمد صرف الردى # من بعد ما القى اليه قيادا
و اليوم صدع شرع آل محمد # و الراشدين و ضعضع الارشادا
اليوم غار على المكارم و العلى # و على الهدى و الدين ذر رمادا
و منها:
اليوم ثلم سيف أرباب النهى # قسرأ و حطم رمحها الميادا
اليوم قد أردى عليا و الفتى # حسنا و موسى القادة الامجادا
اليوم صرع جعفرا و محمدا # و الخضر كأس الحتف و الانكادا
و منها.
العالم المهدى و العلم الذى # حاز المفاخر طارفا و تلادا
الى أن قال:
حيا الحيا جدثا تضمن كوكبا # من آل جعفرنا الهدى وقادا
و ممن رثاه العالم الاديب الشيخ عبد الحسين بن الشيخ نعمة الطريحى بقصيدة لامية مطلعها:
أطل النوح ان شهدت الطلولا # و أسبل الدمع بكرة و أصيلا
أصبحت بلقع الديار و كانت # للمنوبين ملجأ و مقيلا